الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كيف نتجاوز إخفاقاتنا؟

11 مايو 2010 23:43
كثيراً ما نتحدث عن السلبيات والظواهر السلبية في مسيرتنا الرياضية، وكثيراً ما نتباكى على الإخفاقات ونتبادل الاتهامات وأحياناً السباب ونلقي باللوم جزافاً على من كان السبب أو لم يكن، الإدارة، المدربون، اللاعبون والجهاز الفني بأكمله، الحكام، وأحياناً كثيرة الإعلام، على الرغم من أننا نعيش زمن الاحتراف. نخصص صفحات وصفحات في صحافتنا وبرامج في قنواتنا التلفزيونية والإذاعية، وفي أحيان كثيرة نتهم الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة الجهة العليا المشرفة على قطاع الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية إن كان الحدث أولمبياً دون أن نتفحص واقع المشكلة، ونتطرق إلى مكامن الخطأ والسبب الرئيس في ذلك، وفي خضم تلك الدوامة ومع تحقيق أي إنجاز، على الرغم من المعوقات والسلبيات نتغنى بالإنجاز والجهة المعنية وكل ينسب الإنجاز إليه، وأحياناً ندعي أنه تحقق بجهود شخصية جداً دون أن يكون للغطاء الرسمي، أي دور وكأن الإنجاز جاء وتحقق من فراغ دون أن يكون له جهة مخططة وداعمة ومنفذة، وعلى أقل تقدير تسهيلات قدمت من أطراف عديدة من قريب أو بعيد، إضافة إلى دعم الأسرة والمدرسة والنادي والرأي العام. اللجنة الفنية الأولمبية بدأت خطوات صحيحة نحو ذلك الهدف والهيئة العامة لرعاية الشباب ساندت ذلك التوجه والاتحادات المعنية بادرت واستجابت لنداء الأمل، على الرغم من تفاوت التجاوب وتفاوت الواقع والمعايير والتحديات وأحياناً عدم فهم واقع اللعبة والمستجدات والأرقام والمتنافس. فالأمل هو الذي يدفعنا لدخول المنافسة دون التزود بما يحقق أهدافنا بإنجاز يذكره التاريخ رغم أننا حققنا العديد منها.. بعضها في غياب الخطط والبرامج وبعضها بالقدر اليسير منها، ولكن هل هذا هو طموحنا في ترقب إنجاز قد يأتي أولاً في ظل غياب الخطط والبرامج. فالمسألة يجب أن تؤخذ بمحمل الجد إذا ما أردنا أن يكون لنا موضع قدم على خريطة المنافسات العربية والقارية والدولية، ويجب أن نضع في سلم أولويات خططنا وبرامجنا المحاور التالية: اختيار المواهب، وهي الأداة الرئيسة لبلوغ الأهداف فمن دون اختيار العناصر القادرة على تحقيق الهدف لن يكتب لنا الاستمرارية، ثم اختيار الأجهزة الإدارية والفنية والطبية النفسية في أحيان كثيرة التي هي الأساس وثبات تلك الأجهزة خاصة الفنية هي من المقومات الأساسية في تطويرنا الرياضي واختيار اللاعبين الجيدين وفي المراكز التي نراها ضرورية، وتخدم أهدافنا وإيجاد المنشآت الرياضية وتطوير الموجود منها وما يتلاءم والمرحلة الاحترافية، ثم إعداد خطة متكاملة في برنامج الإعداد والتوقيت والمكان والفرق التي سنلاقيها في مرحلة الإعداد بعد توفير عنصر الدعم المادي والموازنة المطلوبة التي تحقق الحد الأمثل من الطموح والذي يعتبر الأهم في كل ذلك سواء بالدعم الحكومي أو من جهات أخرى ويأتي التسويق في مقدمتها، وبعد ذلك تهيئة الرأي العام من خلال وسائل الإعلام بتوحيد الرسالة الإعلامية في مرحلة المشاركة فقط، وترك ذلك بعد الانتهاء ليكون التقييم حراً نزيهاً بعيداً عن العواطف والمصالح والمحسوبيات ثم بعد ذلك نأتي إلى مراجعة شاملة لكل خطوات الإعداد، وما أسفر عنها من نتائج بغض النظر سلباً كان أم إيجاباً..بعدها لن يتكرر في ظل اتباع الأسلوب الأمثل في التخطيط والتنفيذ وإن حدث مرة فلن يحدث مرات كما هو الآن وإن أخفقنا مرة فلن يتكرر مرات رغم قناعتنا بأن الرياضة فوز وخسارة وأن هناك فائزاً واحداً دائماً، فبلوغ المجد دائماً يتطلب تقديم التضحيات والتضحيات دائماً تكون ببذل المزيد من الجهد والتفاني طوال زمن المباراة وأمد البطولة وتوزيع الجهد على أيامها، لا أن نستنفدها في بداية جولاتها، بذلك يتحقق لنا الهدف المرجو ونكون قد اختصرنا الوقت والمسافات وبلغنا الغايات بأقصر الطرق وفي القريب المنظور، لا بانتظار عقود من الزمن وببصيص الأمل في تحقيق إنجاز قد يطول أمده ولا يأتي ونكون قد خسرنا الجهد والوقت والمال ونتباكى كل بطريقته على المهدور من كل ذلك. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©