الوحدة ثالث العالم؟ لم لا

ليست محاولة لبناء قصور من رمال على شواطئ كرة القدم عاتية الأمواج كثيرة التقلبات، بل هي محاولة لقراءة واقع فني يتعلق بحظوظ الوحدة ممثل الكرة الإماراتية في مونديال الأندية، وعلى الرغم من أن الفارق الزمني الذي يفصل بيننا وبين انطلاقة البطولة يتجاوز 7 أشهر كاملة، وهو الأمر الذي يفتح الأبواب على مصراعيها لكثير من التقلبات الفنية في مستويات الأندية التي تأهلت للبطولة أو تلك المتوقع تأهلها، إلا أن الواقع الحالي يؤكد أن الفريق الوحدواي يمكنه أن يضع هدفاً واضحاً لمشاركته في البطولة وهو المنافسة على أحد المركزين الثالث أو الرابع، في ظل انحصار اللقب دائماً بين بطل أوروبا وبطل أميركا الجنوبية. فالمؤكد أن الوحدة أفضل فنياً من هيكاري يونايتد بطل غينيا الجديدة وممثل منطقة أوقيانوسيا أضعف مناطق العالم كروياً، وغينيا الجديدة بدأت ممارسة كرة القدم قبل أقل من 4 سنوات بتنظيم دوري يتكون من 8 أندية تمزج بين الهواية والاحتراف، ونجح هيكاري في الفوز بهذا الدوري 4 مرات بفضل مجموعة محترفين من “جزر سولمون”، ومن المؤكد كذلك أن العنابي ليس أقل فنياً من باتشوكا المكسيكي، أو ممثل أفريقيا الذي ستتحدد هويته في 13 نوفمبر المقبل، وليس أقل فنياً من بطل آسيا الذي سنتعرف إليه في 13 نوفمبر أيضاً، قد لا يتفق البعض مع هذه الرؤية، ولكن فريق الوحدة بتشكيلته الحالية -التي قد تطرأ عليها بعض التغييرات- لديه 4 أو 5 لاعبين على الأقل تجاوزوا مرحلة الانبهار بالعالمية، ومن ثم يمكنهم إحداث الفارق في المونديال، وهم المدافع العصري حمدان الكمالي نجم مونديال الشباب 2009، وماجراو لاعب الوسط الذي يجسد نموذج الانضباط التكتيكي، وإسماعيل مطر أفضل لاعب في مونديال الشباب 2003، وبيانو الذي أعتقد أنه أفضل مهاجم كرة قدم في العالم خارج بطولات الدوري في أوروبا وأميركا الجنوبية حتى لو أصر البعض على وصفه بأنه لاعب “متقلب المزاج”. ومن العناصر الرائعة الأخرى بشير سعيد، وعبدالرحيم جمعة، وفهد مسعود، ومحمد الشحي، وسعيد الكثيري، وغيرهم من النجوم. وبعيداً عن الناحية الفنية، يمتلك الوحدة أفضلية الأرض والجمهور، ويمتلك رصيداً مفيداً من خبرات الظهور السلبي للأهلي في مونديال الأندية الذي أُقيم العام الماضي، كما أن الدعم الإعلامي “العاقل الواقعي المتزن” سيكون أحد الدوافع المهمة في مسيرة الوحدة الباحث عن تحقيق إنجاز للكرة الإماراتية يتمرد على مفهوم التمثيل المشرف، ويمحو من قاموسنا الاكتفاء بشرف الظهور في البطولات العالمية. كلمات حاسمة يجب على نجوم الفريق الوحداوي أن يدركوا جيداً أن صفة “العالمي” لن تلتصق بهم إلا إذا حققوا نتائج جيدة في مونديال الأندية، فمجرد المشاركة في البطولة لا تمنحهم الحق الشرعي لاستخدام هذا اللفظ. egyman73@gmail.com