السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مشوار الأبيض بين المكاسب والخسائر

مشوار الأبيض بين المكاسب والخسائر
27 يونيو 2008 01:23
بعد أن هدأت الأمور وانتهى الغليان وعاد ضغط الجماهير والمسؤولين إلى وضعه الطبيعي، علينا أن نقف بكل هدوء لنحلل أكبر المكاسب التي حققها المنتخب الوطني في مشوار تصفيات كأس العالم، وقبل الدخول في المرحلة الحاسمة الأخيرة، وكذلك أبرز الخسائر لعلها تكون روشتة ناجعة قبل الدخول إلى المحطة الأخيرة الموصلة إلى جنوب أفريقيا عام ·2010 في البداية، دعونا نعترف بأن التأهل إلى المرحلة النهائية من التصفيات يعد من أبرز المكاسب التي حققها المنتخب لاسيما إذا وضعنا في الاعتبار خروج منتخبات قوية مثل المنتخب العراقي بطل كأس آسيا في نسخته الأخيرة والمنتخب الصيني الذي سيستضيف الأولمبياد بعد شهر تقريبا، لكن هذا التأهل رافقته أكثر من علامة استفهام تجعلنا نقول (رب ضارة نافعة)؛ لأن هناك وقتا ومجالا لتصحيح الأخطاء التي وقع فيها المنتخب وتفاديها قبل المواقع الكروية الشرسة التي تنتظره في صراع النخبة والعمالقة في المرحلة الختامية من التصفيات· ولكي يغلف كلامنا التفاؤل، سوف نبدأ بالتحدث عن المكاسب التي انتزعها ''الأبيض'' من مشواره في التصفيات الماضية، ولعل أبرزها يكمن في نجاح المنتخب في التعامل مع المباريات الخارجية الرسمية بطريقة أفضل من الأوقات الماضية بشكل كبير بعدما نجح الفريق في جمع خمس نقاط من ثلاثة لقاءات خارجية، دون أن يخسر في إحداها عندما تعادل مع سوريا وإيران وفاز على الكويت· والأمر الثالث الإيجابي في هذا المشوار يتعلق بوجود البديل الجاهز والذي لعب دورا إيجابيا سواء في ظل غياب بعض الأساسيين أو عند الدفع بهم في الأوقات الحرجة مثلما كان الوضع مع مشاركة اسماعيل الحمادي في الشوط الثاني أمام المنتخب السوري، وهذا الشيء يحسب للجهاز الفني الذي نجح في تجهيز البديل المؤثر ليلعب الدور الصحيح والإيجابي في الزمن المناسب، وهذا الأمر كان المنتخب يفتقده قبل ذلك لدرجة أن الكثيرين كانوا يفضلون إكمال بعض المباريات باللاعبين الموجودين في الملعب وفي ظل سوء حالة البعض على إجراء أي تغيير، والآن تغير الحال وأصبح لدينا أكثر من ورقة رابحة على دكة البدلاء · الصراحة راحة وحسنا فعل محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد كرة القدم عندما أعلن عن عدم رضاه وعدم رضا الجميع سواء عن المستوى الذي ظهر عليه المنتخب في لقاء سوريا، والتراخي الذي صاحب أداء الفريق، والصورة الباهتة التي كان عليها ولا تليق بما يلقاه من رعاية وعناية على كافة المستويات وأيضا للنتيجة السيئة التي حققها الفريق رغم تأهله لأنه لايوجد سبب واحد واضح يجعل المنتخب يظهر بهذه الصورة التي هزت الثقة من جديد في الفريق وهو مقبل على التصفيات الأخيرة والحاسمة· ولعل استخدام الرميثي للغة الواقعية في تصريحاته تعد رسالة واضحة للاعبين بأنه لا أحد سيقبل أي تقصير خاصة إذا كان يتعلق باسم الوطن وشعاره، طالما أن الجميع يقوم بكل واجبه على النحو الأكمل ويحصل اللاعبون على حقوقهم كاملة بل أكثر، فلم يدافع الرميثي عن باطل ولم يوجد المبررات للاعبين بل وضعهم على المحك حتى يعرف كل منهم أين يضع قدميه قبل خوض التصفيات الأخيرة والتي لن تسمح بمثل هذه الأمور، لأن المنتخب وبكل بساطة سوف يواجه منتخبات لن ترحم وتغلفها طموحات جارفة للوصول إلى نهائيات كأس العالم· وهذه الواقعية التي هي نهج الاتحاد ورئيسه لم تتوقف على ردة الفعل من الخسارة الأخيرة، وإنما هي نهج متبع في كافة القضايا التي تخص ''الأبيض''، وإرساء هذه القاعدة سيكون له مردوده في المرحلة القادمة· وإذا تطرقنا لدور مدرب المنتخب برونو ميتسو والذي وجه البعض إليه أصابع الاتهام أثناء وبعد مباراة سوريا وكأنهم ينتظرون أي خطأ لهذا الرجل، نقول: علينا أن نقيس الأمور بنظرة فنية بعيدة عن العواطف والحب والكره، فميتسو أراه بريئا من السيناريو الذي حدث وهناك من الأسباب ما يدعم ذلك· ودعونا في البداية نعترف بأن لاعبينا لا يزالون هواة ومحترفين على الورق، إذا أقررنا بأن الاحتراف هو أسلوب حياة والكل يعرف أسلوب حياة لاعبينا، وأن مشوار الاحتراف الذي بدأناه لن نحصد فوائده قبل عشر سنوات إذا مضى قطاره في الطريق الصحيح من الآن· ونعود لنقول إن عقلية اللاعب الهاوي ليس بالإمكان أن تغيرها أية تحذيرات أو حتى أكبر الأطباء النفسيين؛ لأن الأمور تظل مترسخة في العقل الباطن لدى اللاعبين، فاللاعب يقول لنفسه إنه من الصعب أن يفوز المنتخب السوري بثلاثة أهداف، خاصة أن المباراة تقام على ملعبنا وبين جماهيرنا ·· كما أننا تعادلنا معهم على ملعبهم وكنا أقرب إلى تحقيق الفوز ·· مثل هذه الأمور تظل راسخة في أذهان اللاعبين الهواة وتظهر آثارها في المباراة مثلما حدث ومهما فعل المسئولوون إلا من رحم ربك، ونحن لا نشكك أبدا في أن الجميع حذر اللاعبين قبل المباراة، إلا أن ما يرسخ في العقل الباطن لدى اللاعبين كان أقوى من تأثير التحذيرات، ومن هنا لا يجب أن نظلم المدرب ونحمله أخطاء اللاعبين ونتاج العقلية غير الاحترافية· نتائج ملعبنا وعندما نعود إلى مباريات التصفيات الماضية التي أقيمت على ملعبنا لنتحدث عما دار فيها وأكبر الخسائر التي خرجنا بها، سنجد أن المنتخب قد فاز في مباراة واحدة على نظيره الكويتي وخسر في اثنتين مع إيران وسوريا بعد أن تعادل مع المنتخبين على ملعبيهما وهذا أمر يحتاج إلى وقفة كبيرة لأن المنتخب الذي لا يستطيع تحقيق الفوز على ملعبه من الصعب أن يحقق أهدافه أو طموحاته· كما أن هذا الوضع يكشف عن فقدان اللاعبين للثقة في أنفسهم وهم يلعبون أمام جماهيرهم خشية الخسارة، في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون اللعب على ملعبك وبين جماهيرك بمثابة العامل السحري القوي لتحقيق الفوز حتى ينطبق علينا القول بأن الأرض تلعب مع أصحابها، وتلك نقطة مهمة يجب التوقف عندها كثيرا من قبل المسؤولين لأن المنتخب سوف يواجه في التصفيات القادمة منتخبات لا تعرف سوى البحث عن تحقيق الفوز سواء داخل ملعبها أو خارجه· الأمر الآخر والمهم يتعلق بعملية الاسترخاء والتراخي الذي يظهر على اللاعبين في أوقات لا ينفع معها سوى الأداء بروح قتالية عالية لتحقيق الحلم الذي ينتظره الجميع، فالحظ لا يحالف في الغالب سوى المجتهدين، كما أن التصفيات الأخيرة لا تحتمل أي تراخ أو استرخاء إذا كانت رغبتنا قوية في الوصول إلى نهائيات كأس العالم القادمة· فرصة ذهبية وقبل أن نذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، دعونا نتذكر أن المنتخب أمام فرصة عظيمة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 بعدما سيتم تقسيم الفرق العشرة إلى مجموعتين ويذهب الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إلى النهائيات وسيلعب الثالث مباراة لتحديد الفريق الذي سيكمل مع فرق الأوقيانوس·· لتصبح بذلك أمام المنتخب فرصة عظيمة للذهاب إلى جنوب أفريقيا· ربط المكافآت ضرورة الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني أكبر وأهم ملايين المرات من أي مكافأة وقد شاهدنا جميعا أشهر اللاعبين في العالم وأكثرهم دخلا يقاتلون في بطولة أوروبا لأنهم يدركون القيمة الحقيقية للدفاع عن سمعة بلادهم في المحافل الدولية· كما أن أسعارهم إما أن ترتفع وتزيد قيمتهم في سوق اللاعبين وإما تضيع هيبتهم وتقل أسعارهم، لذلك على المسؤولين باتحاد الكرة أن يضعوا اللائحة التي تتناسب مع وضعية المنتخب وظروف التصفيات، حيث تردد أن كل لاعب قد حصل على 30 ألف درهم بعد الفوز على الكويت· وكان الكثيرون من المتابعين يتمنون أن ترتبط تلك المكافأة بمباراة سوريا، بحيث إما أن يحصل كل لاعب على 60 ألف درهم أو لا يحصل على شيء، فطالما كان هناك ثواب لابد أن يكون هناك عقاب أيضا·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©