الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اهتمام الإمارات بالقراءة يدعم عودة الأمة إلى عصرها الذهبي

اهتمام الإمارات بالقراءة يدعم عودة الأمة إلى عصرها الذهبي
22 يونيو 2016 01:12
لمياء الهرمودي (الشارقة) أشاد المشاركون في الجلسة الخامسة والأخيرة التي نظمها مركز الشارقة الإعلامي بعنوان «حوار بناء المجتمع المعرفي» التي حملت شعار «في ثقافة الحوار»، بالمبادرات الكبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة في شأن القراءة ودعمها وتسهيلها للناس، وترسيخ مفهوم القراءة وتأصيله لدى الأجيال، وتطوير حركة النشر والتأليف والتوزيع، وعلى رأسها مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان عام 2016 عام القراءة، ومبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «أمةٌ تقرأ» لدعم القراءة لدى الأطفال في مختلف الدول. كما أثنى المشاركون، وأشادوا بالجهود الكبيرة ومنذ وقت طويل، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على اهتمام سموه بالتعليم والقراءة والثقافة في مختلف المراحل، وحرص ومشاركة سموه في دعم الثقافة والمعرفة داخل وخارج الإمارة، لتكون إمارة الشارقة هي عاصمة الثقافة والمعرفة. جاء ذلك مساء أمس الأول خلال الجلسة الرمضانية التي عقدت على مسرح المجاز بمشاركة الدكتور عزيز فرحان العنزي مدير مركز الدعوة والإرشاد بدبي، والدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، والدكتور خليفة علي السويدي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمارات، والدكتور ساجد العبدلي طبيب وكاتب صحفي وناشط مجتمعي، وجمال الشحي مؤسس دار «كتاب» للنشر والمدير التنفيذي لبرنامج الطفل العربي في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وأدار الجلسة الدكتور سليمان الهتلان الرئيس التنفيذي لشركة هتلان ميديا. وأجمع المشاركون من كبار العلماء والأساتذة على ضرورة حثّ الأجيال الجديدة على القراءة في مختلف العلوم، وفق خطوات مدروسة ومتدرجة لتعويدهم عليها، مع الاهتمام بالتوجيه للتقيد بالقراءة الإيجابية وليست السلبية حتى تتم الاستفادة من القراءة بطريقة تنفع الإنسان ومجتمعه بشكل عام. حضر الجلسة، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي، وطارق سعيد علاي مدير مركز الشارقة الإعلامي، وعدد كبير من الإعلاميين والمهتمين والناشرين والكُتّاب. وأشار الدكتور عزيز العنزي إلى أن الدعوة للقراءة من صميم الدعوة الإسلامية، وتتناغم وتنسجم مع دعوة الشريعة الإسلامية للقراءة والاطلاع والثقافة وطلب العلم، حيث كان أول ارتباط بين السماء والأرض كلمة «اقرأ»، والدين الإسلامي دين علمٍ ومعرفةٍ وقراءةٍ وكتابةٍ وقائم في الأصل على العلم. ولدينا في قصة فكّ الأسرى من المشركين بعد معركة أٌحد أسوةً حسنة، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم فداء كل أسيرٍ من المشركين هو أن يُعَلّم أحداً من المسلمين القراءة والكتابة، وفي هذه القصة ما يجعلنا نستشعر أهمية القراءة والكتابة لدى المسلمين. وأشار إلى كل الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة كلها متفقةٌ على القراءة والكتابة، يقول الله عزّ وجلّ: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات»، وفي هذه الآية تعليةٌ من شأن المتعلمين والعلم، وطلب العلم في الإسلام فريضة ومطلبٌ شرعي لأن يكون أهل الإسلام على مستوى من العلم والاطلاع، والشريعة الإسلامية لا ترضى للمسلم أن يكون قائماً على الجهل، وإنما على العلم والمعرفة. وأضاف د. العنزي: المسلمون الأوائل عملوا على نشر جملة من العلوم والمعارف، وليست كلها شرعيةٌ فقط، بل دفعوا بالعلوم الدنيوية فتخصصوا في الطب والهندسة والفلك والحساب، وأخذوا بزمام المبادرة في طلب العلم والاشتغال به، والمكتبة الإسلامية مليئة بالمعارف والكتب، ويجب على المسلم أن يحمل شعور أن طلب العلم مسألةٌ شرعيةٌ، وهي مسألةٌ تتطلب من المسلم أن يستوعبها، حتى يُقيم دينه وواقع حياته على العلم. خطوات للقراءة وعرض د. عزيز العنزي فوائد العلم الكثيرة على الناس مشيراً إلى أن العلم يرفعُ ويُعلي، والمتعلم دائماً عندما يتعلم ويوسع مداركه، يكتشف ذاته، لأن بالعلم تكون العبادة صحيحة. وأضاف: بالعلم يستطيع الإنسان أن يقف على قمة الحقيقة، والعَالِمْ المتعلم يعطي الأشياء تقديرها الصحيح، ويجعل الإنسان يميّز بين الحق والباطل. وقال د. عزيز العنزي إن هناك خطوات يجب اتباعها لتحبيب القراءة للأجيال الجديدة، لأنها تكون شاقةٌ في بادئ الأمر، ولكن مع التدرج في القراءة تصبح سهلة ومحبوبة وفعلٌ يومي. القراءة الإيجابية وأشار الدكتور أحمد الحداد إلى أن العالم بأجمعه يعيش أزمة في القراءة بطرفيها الإيجابي والسلبي، وقال: إن المحصلة من ذلك كانت أن أصحبت القراءة الجزئية هي السائدة والتي جعلت من يتبعُ ذلك يخرج علينا بالسيف، لأخذه النصوص التي توافق هواه لأنه لم يُحسن القراءة. والقراءة السلبية هي التي تزرع الشك والإلحاد، بينما القراءة الإيجابية هي التي دعا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لأننا أمة القراءة. وأضاف أن الإسلام جعل غاية الخلق هو العلم، والإسلام يقول العلم قبل العمل، والقراءة الإيجابية تكون بالتمعن في ثلاثة أمور هي: الكتاب المقروء نفسه، والكاتب، والحال التي تكون عليها الكتابة التي تناسب الواقع، حيث يجب النظر إلى الكاتب الذي نقرأ له وهو من يكتب كتابة شرعية، لا من يكتب طعناً في الشريعة. وكيف ننزل هذه القراءة إلى واقعنا ونستفيد منها؟ نحتاج إلى قراءة تنعش الحياة الاقتصادية والفكرية، والقراءة التي تجعل الناس يقبلون على الدين، والقراءة إن لم توافق الواقع فلا فائدة منها. واستنكر د. أحمد الحداد أن توصف الأمة الإسلامية بأنها لا تقرأ، مع أنها معنيةٌ أكثر من غيرها بالقراءة التي هي مطلبٌ شرعيٌ، والعلم يدعو إلى الإيمان، وقال: يجب أن نقرأ في كل شيء ولكن لابد من التوفيق بين القراءة مع حفظنا لديننا. نحن كمسلمين نحتاج إلى أن نعرف العلوم التطبيقية والتجريبية، وكلها موجودة في القرآن الكريم وتخدم الشريعة الإسلامية. وأكد الدكتور ساجد العبدلي على التحدي الكبير في نشر الثقافة والمجتمع في ظل وجود منافسة شرسة مع التكنولوجيا الحديثة والتي ابتكرت أدوات بها التفاعل الكبير والألوان الجميلة التي تجذب الناس خاصة الأطفال، ليكون الكتاب الورقي مجرد قطعة ميتة وثابتة كالرخام، ما يجعل التحدي أكبر لاحتياجنا لجَسرْ هذه الهُوة. وقال: لدينا أٌميّةٌ كبيرةٌ حتى على مستوى الكبار، وبالتالي أمامنا تحد كبير حتى نتجاوز الفتور في علاقة الناس بالكتاب وبالتالي بالقراءة. وقال العبدلي: الناس تقرأ آلاف الكلمات يومياً إلكترونياً، ولكن هل هذا النوع من القراءة يوصل إلى حالة التأمل والقراءة الحقيقية المركزة؟ ترسيخ المعلومة ومن ثم بدء التساؤلات ومرحلة البحث لا تكون بمجرد القراءة، لذا يجب علينا الوصول لفعل القراءة الحقيقي حتى نصل إلى الأهداف المرجوة. وشددّ د. ساجد العبدلي على التدرب على القراءة بدءاً بالكتب الابتدائية في العلوم المختلفة، حتى نصل إلى مرحلة الكتب العميقة، مشيراً إلى ضرورة إتاحة الكتاب، خاصة للجيل الجديد، مع وجود من يرشده حتى لا يدخل في متاهات القراءة الحرة. طريقة تفكير إلى ذلك، أشار الدكتور خليفة السويدي إلى أن إعلان عام 2016 عاماً للقراءة بالدولة، قائلاً: كان حدثاً كبيراً، كما أن إعلان مشروع «أمةٌ تقرأ» كمشروع ضخم يساهم في توريد المعرفة، يعتبر وقفةً حقيقيةً في تعليم القراءة وتطوير المجتمعات لأن وجود الإنسان القارئ يساعد في خلق واقع جديد ضد الفقر والجهل، وهما أسس تطور المجتمعات، ونقول إن الانتقال بالإنسان القارئ هو الحل. وتحدث د. خليفة السويدي عن مشكلة القراءة، التي قال إنها تبدأ من المدرسة، لأن الأجيال الرائدة تعلموا حب القراءة من المدرسة وليس من المنزل. وقال: يجب تدريب الأطفال على القراءة الإيجابية للتأمل والتفكر منذ الصغر، وهما ما سيجعلانه يحب القراءة، كما نعمل في الوقت نفسه على تحصين الطفل بالقراءة الناقدة ليستطيع أن يحكم بالقبول أو الرفض على الكتاب الذي يقرأه، وبغير ذلك سنكون قد وضعنا الطفل أمام مناحي التطرف الديني أو الأخلاقي. القضية تكمن في كيف أقرأ؟ والإجابة هي القراءة الإيجابية والناقدة. واختتم د. خليفة السويدي، مشيراً إلى أن الابتعاد عن اللغة العربية سر من أسرار تخلف الأمة العربية، لأن اللغة هي طريقة تفكير، وهو ما أخذ به اليابانيون به في تجربتهم المعاصرة فقرأوا وتعلموا وأبدعوا وتفوقوا. دعم النشر من جهته، ثمن جمال الشحي في حديثه الجهود الكبيرة التي تقوم بها دولة الإمارات في مختلف المجالات المتعلقة بالقراءة، مثل حركة النشر والمهرجانات الثقافية ورصد الجوائز الكبيرة، مؤكداً أن هذا الحشد الثقافي الكبير لابد أن يتبعه حركة إنتاج ثقافي، وهي الحركة التي تنتظم الإمارات منذ 5 سنوات، وهذا العام تم التتويج بإعلان عام 2016 عام القراءة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©