الصقر طائر ذكي يعرف اسمه ويميز صوت صاحبه

تحرير الأمير (الشارقة) - أكد سهيل بن طراف مدير عام مركز ند الشبا لأبحاث وإنتاج الصقور في دبي أن تربية الصقور تنتقل من جيل إلى جيل، كما أنها تشكل قاعدة لتراث ثقافي أوسع، يشمل الأزياء التقليدية، والغذاء، والشعر والموسيقى، منوهاً إلى أنها أصبحت شغف كل العائلة، التي بدأ الأمر معها منذ سنوات بمجرد الاهتمام بالصقور ليتحول من هواية إلى حرفة. وأوضح أن الطائر يستطيع معرفة اسمه ولديه القدرة على تمييز صوت صاحبه، مشيراً إلى أنه سريع الغضب وشديد الانفعال، ويصل عمره إلى حوالي 20 عاماً. كان القائد الروماني بطليموس أول شخص اقتنى الصقور، وفي العرب معاوية بن أبي سفيان أول من أسس بيتاً للصقور في دمشق، أما في الامارات فكانت تربية الصقور في الماضي من أبرز الوسائل لتأمين القوت اليومي حيث استخدمت لاصطياد طيور الحبارى بينما تحولت الآن إلى هواية فضلا عن أنها إحدى أشهر الألعاب الرياضية، مما استدعى الاهتمام بها بصورة كبيرة عبر، قنوات رسمية وخاصة من خلال افتتاح نواد لتربيتها وعيادات ومستشفيات ومراكز ومواقع على الانترنت. إلى ذلك قال سهيل بن طراف مدير عام مركز ند الشبا لأبحاث وإنتاج الصقور في دبي، إن موسم الصيد بالصقور يبدأ في منطقة الخليج من ولوج فصل الشتاء ويستمر حتى نهايته، منوهاً إلى أن التلقيح والتزاوج يبدأ في فبراير، فيما تبدأ بوادر التفقيص في الربيع، حيث تستطيع أنثى الصقر أن تبيض من 3 إلى 12 بيضة في السنة، لكن قد لا تتمكن جميعها من النجاة، مما يدفعنا إلى استخدام التلقيح الصناعي الذي تكون فيه نسبة النجاح أكثر من 99 %. أنواع الصقور ووصف بن طراف الصقر بأنه طائر حاد الذكاء، إذ يتمتع بقدرة عجيبة على معرفة اسمه وتمييز صوت صاحبه، غير أنه في الوقت نفسه سريع الغضب وشديد الانفعال ويعيش طويلا نحو 20 عاما منوها إن أهم نوعين من الصقور هما الجير والجير شاهين غير أن هناك أنواعاً أخرى من الصقور وهي الصقر الحر وهو على ثلاثة أنواع الحر الكامل، والقرموشة، والوكرى الحرار، منوهاً إلى أن هذا النوع من الصقور من أشد الطيور ذكاء وأكثرها صبراً وتحملا على الجوع، وهناك الشاهين الذي يفضل العيش على الشواطئ ويقتات على طيور الماء، ويتصف ايضا بشدة السرعة وبالأفضلية دونا عن غيرها ومن انواعه الشاهين الكامل والشاهين الوكري والشاهين الخميس والشاهين التبع. وذكر أن الصقر يحتاج الى ادوات تدريب اهمها المخلاة وهى كيس من القماش الأبيض يحتفظ الصقار بداخلها بطعام الطائر، بالإضافة إلى خيط وسكين، أما الأداة الثانية فتتمثل في البرقع وهو عبارة عن قطعة جلد تستخدم لتغطية عيون الصقر كي لا يكسر جناحيه وأخيراً المنقلة وهى «كف» يرتديه الصقار كي يقيه من مخالب الصقر، أثناء حمله على يده طوال الوقت. هواية مكلفة جدير بالذكر أن إمارات الدولة كافة تهتم بتكريس وتعزيز هذه الهواية لدى الشباب حيث يوجد بسوق الطيور محال متخصصة في بيع الصقور، وأوضح بائع طيور في سوق الطيور بالشارقة أن فصلي الشتاء والربيع هما الاوفر حظا في البيع والشراء، وأن أسعار الصقور تختلف من صقر إلى آخر بحسب النوع، مشيراً إلى أن الشباب يتصدرون قائمة شراء الصقور . أما هاوي تربية الصقور سيف الكعبي فيقول إنه يعشق هذه الهواية بشدة، مما دفعه إلى شراء مستلزمات هذه الهواية الذي وصفها بالمكلفة جدا ولكنها ممتعة في الوقت نفسه مشيرا إلى أنه اشترى مؤخراً مصيدة تعمل بنظام التحكم عن بعد لصيد الحمام كي يطعم فيه الصقر خاصته ويدعى «همام». ومن جانبه وصف الصقار خليفة خالد أحد هواة هذه الرياضة، الصقر بالطائر الصبور والقوي وفي الوقت نفسه سهل الانقياد، حيث إنه يتحمل الجوع والظروف الصعبة وقال إنه يقتني نوع الجير نظرا لقوته ولجماله ولسرعته . فيما يواظب عيسى خليفة على قراءة كل ما يخص الصقور ويتابع محطات التلفزة المتخصصة في هذا الشأن بشغف كبير ليتسنى له معرفة أدق التفاصيل حول عالم الصقور الذي انضم إليه مؤخراً . ويقول عيسى إنه عالم الصيد بالصقور وتربيتها أقل ما يوصف بالرائع، حيث لمس ذلك بعد أن اقتنى صقر اطلق عليه اسم «عنترة»، وهو من صقر الجير، الذي يصنف بالأقوى والأكثر سرعة بين أبناء جنسه، فضلا عن جماله ورشاقته ولونه الابيض الناصع. أمراض الصقور وأوضح عدد من هواة تربية الصقور أن اهتمام الدولة في الحفاظ على هذه الموروث الحضاري يتضح من خلال انشاء مستشفيات وعيادات لمعالجتها، منها مستشفى أبوظبي للصقور، الذي قدم العناية لآلاف الطيور منذ تأسيسه قبل نحو تسع سنوات. وحول الأمراض التي تصيب الصقور وأعراضها وأسبابها وأنواعها، قال الطبيب البيطري محمد السلطي إن اهمها القــلاع وتسببه جرثومة وليست بكتيريا، وغالباً يحدث بطريق العدوى من أي طير آخر وخاصة الحمام وكذلك الأكل الفاسد، وفند اعراضه بضعف الشهية والتعب العام. وأضاف:المرض الثاني، الجدري، وهو عبارة عن انتفاخ على شكل حبيبات تظهر على أصابع الطير وحول فتحات أنفه وينتقل بالعادة عن طريق لسعة بعوض مؤديا إلى تشوه وجه و رجلي الطير، أما الثالث فيسمى الســومار، ويظهر هذا المرض على كف الطير بسبب الوقوف المستمر ، ويكثر هذا المرض في الغالب على الطيور الكبيرة ثقيلة الوزن. وقال السلطي إن أبرز أمراض الجهاز التنفسي الرداد وهي عبارة عن فطريات تصيب رئة الطير، ومن ثم يبدأ تأثيرها على الأحشاء الداخلية كالكبد والكلى، كما انه تنتقل إلى الرأس والبطن في وقت واحد وأسبابه تواجد الطير في أماكن رطبه لاتصل إليها أشعة الشمس.