الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أولياء أمور ذوي الإعاقة يبثون رسائل توعية لرعاية أبنائهم

أولياء أمور ذوي الإعاقة يبثون رسائل توعية لرعاية أبنائهم
19 مارس 2012
تركز مجالس الأمهات والآباء التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في عملها على توثيق الصلة بين البيت والمدرسة، معتمدة كل السبل المتاحة لتقوية أواصر العلاقة بين الابن المعاق وأفراد أسرته ومحيطه العام. وتعمل على بث رسائل تربوية هادفة من خلال فعاليات وأنشطة اجتماعية متنوعة، تسعى لتوعية المجتمع بحقوق المعاقين ذهنيا وكيفية التعامل معهم، ومعّرفة بمعاناتهم. أزهار البياتي (الشارقة) - قال عبد الناصر درويش نائب مدير مدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، إن مجالس أولياء أمور المعاقين أنشأت بغرض إيجاد أرضية سليمة لسبل التعايش الإنساني المرضي بين المعاق وأفراد عائلته، وكي يشعر أولياء الأمور بواجباتهم نحو أبنائهم المعاقين ذهنيا، وتحملهم مسؤولية تربيتهم وتوجيههم ودعمهم بكل ما يلزم، لإكسابهم الثقة اللازمة التي تمكنهم من الانخراط في مختلف شؤون الحياة، كما تقوم بأنشطة توعية منبهة لعموم المجتمع بهدف رفع درجة الوعي والتفهم لقضايا واهتمامات ومطالب الأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنية وحقوقهم المشروعة في العيش الكريم. وأوضح أن هذه المجالس منتخبة من أولياء أمور المعاقين المنتسبين لمدرسة الوفاء، ولها رئيس مجلس إدارة ونائب له مع أمين سر، وعشرة أعضاء منتخبين، كما لها خطط سنوية تكون وحدها مسؤولة عن متابعتها وتنفيذها بشكل تام، وتجتمع شهريا لمناقشة مستجدات شؤون الطلبة المعاقين واحتياجاتهم، مع تنظيم وإدارة حلقات مناقشة تدور حول كيفية التعامل الأمثل مع كل حالة على حدة، معتمدة مبدأ تبادل المعلومات والخبرات الشخصية فيما بينها، وتعرف في الوقت ذاته على كل أم وأب لمعاق منتسب للمدرسة، مع متابعة الحالات المستجدة في هذا المجال لمنحها الدعم والمساندة وتزويدها بالخبرة اللازمة التي تمكنها من مواجهة معضلة وجود طفل معاق في الأسرة. المشاركة والتفاعل وبين أن مجلس الآباء يهتم بدعوة آباء المعاقين للمشاركة والتفاعل في الأنشطة والفعاليات التي تنظمها المدينة للمعاقين، وذلك لخلق نوع من المآزرة والدعم بين الأب وابنه المعاق، وتقوية العلاقة ومد جسور من التواصل فيما بينهما، مما يشعر المعاق بأهميته في محيط أسرته الصغيرة، فيمده بالثقة اللازمة والتي من شأنها رفع معنوياته وتحسين نفسيته وأدائه بشكل عام، وتحويله لشخص فعال وإيجابي مندمجا مع أقرانه وله دوره المهم في مجتمعه. وقال سيف الشاعر رئيس مجلس آباء المعاقين عن مهامهم، إن هذه المجلس يضم بين أعضائه أولياء أمور من المواطنين والمقيمين، مساهمين جميعم في ترسيخ التعاون والتنسيق ما بين المدرسة والمدينة بشكل عام، لتقديم أفضل ما يمكن أن يقدم لأبنائهم من ذوي الإعاقة الذهنية، مشاركين في وضع الخطط المستقبلية للمراحل المقبلة، التي تعتمد ركيزتها على الوصول بالمعاق إلى مرحلة التمكين المجتمعي، والاعتماد على الذات والاستقلالية الكاملة. ويرى سيف الشاعر أن المجلس يساهم في وضع الأفكار والاقتراحات بالتعاون والتنسيق مع إدارة مدرسة الوفاء لتمنية القدرات، التي تتضمن الكثير من الفعاليات والبرامج، والتي منها على سبيل المثال تنظيم لمجموعة من المحاضرات التثقيفية الموجهة لآباء المعاقين، للتعرف بشكل جيد على أهم المصطلحات العلمية الخاصة بكل إعاقة، والاطلاع على الطرق المثلى في التعامل مع إعاقات أبنائهم، مع طرق معالجة وتقويم السلوكيات الغير مرغوب بها، بالإضافة لخلق حالة من الوعي والإدراك لنفسية الابن المعاق ذهنيا وفهم معانته وأسباب تصرفاته. تحمل المسؤولية وبينت بدرية السويدي رئيسة مجلس الأمهات التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن أمهات المعاقين لسن كبقية الأمهات، بل هن نساء استثنائيات، لما يتحملنه من مسؤولية كبيرة ومعانة مضنية في ملازمة الطفل المعاق في البيت ومتابعته خلال المدرسة، لذا كان هنالك ضرورة حتمية لتأسيس مجلس أمهات المعاقين هذا، لجمع هؤلاء لأمهات ضمن منظومة تنسق العلاقة ما بين البيت والمدرسة، فتعمل على طرح الأفكار والمشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لبعض المشكلات التي تواجه أسرة المعاق ذهنيا. وأضافت، كل عضوات المجلس الاثنتي عشرة متطوعات ومنتخبات من قبل أكثر من 200 أم منتسبة للمدينة، ونحن من خلال مجلسنا نعمل معا بروح الفريق، فهمّنا واحد ومعاناتنا متساوية وإن اختلفت كل حالة عن أخرى، فلكل منا قصتها ووجعها الخاص، ومسؤولية أم المعاق وحملها الثقيل يلازمها طوال حياتها، لأنها تشعر أكثر من غيرها بحجم المشكلة التي يعانيها طفلها، فتمر بحالات متغيرة ومنفعلة من الإنكار أو التجاهل ثم الاستسلام للواقع فالرضوخ والقبول به، وإلى أن تصل لمرحلة من التعايش والرضى بقدرها، لتبدأ فيما بعد مرحلة التعامل بإيجابية مع إعاقة ابنها والتكيّف مع حالته. وبينت السويدي أن دور مجلس الأمهات يكون مساندا داعما وناصحا للأم المستجدة في كل مرحلة من هذه المراحل الصعبة التي تمر بها، فيقوم بزيارات ميدانية لمستشفيات الولادة بين الحين والآخر للوقوف على هذه الحالات، كما يقوم بزيارات خاصة للمنازل للتعرف على بعض العائلات التي تحتضن معاق، وتنظيم محاضرات توعية للأسرة بشكل عام. وأكدت أهمية المشاركة في جميع الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها المدينة، بالإضافة إلى المساهمة في حملات التوعية الموجهة للمجتمع والدوائر الحكومية والخاصة، والعمل على تفعيل حقوق المعاقين، وذلك بجانب الزيارات الدورية لمدارس الدمج والوقوف على مشكلات الطلاب المعاقين فيها، ومطالبة وزارة التربية بانتداب مدرسات مؤهلات لهذه المهمة ذوات خبرة ودراية بالتعامل مع فئة المعاقين وتعليمهم. رحلات ترفيهية بدرية السويدي رئيسة مجلس الأمهات التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أشارت إلى تنظم مجلس الآباء والأمهات التابعة للمدينة، العديد من الرحلات الترفيهية على مدار العام، يصطحب خلالها الآباء والأمهات أبنائهم من ذوي الإعاقة للحدائق العامة وغيرها من الأماكن السياحية في الإمارات. وقالت إن ذلك هدفه إيجاد حالة من الروح الأسرية وبث السعادة والحبور كل أفراد العائلة، مع إيصال رسالة معينة للمجتمع مفادها أن أولياء أمور المعاقين لا يخجلون بأبنائهم، بل على العكس فخورين بإنجازاتهم، وهم يصحبونهم إلى الأماكن العامة التي يذهبون إليها، وبالتالي سينعكس حب الأهل واحترامهم لأبنائهم من ذوي الإعاقة على نظرة كل المجتمع لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©