الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض يبرز جمال الخط الأمازيغي في 95 لوحة

معرض يبرز جمال الخط الأمازيغي في 95 لوحة
19 مارس 2012
يحتضن قصر الثقافة بالجزائر العاصمة لغاية 28 مارس الجاري معرضاً للفنان التشكيلي إسماعيل مطماطي يضم 95 لوحة فنية، ويحمل عنوان «فن خط التيفيناغ»، وهي التسمية المعروفة للحروف الأمازيغية في البلدان التي يوجد بها أمازيغ، وصولاً إلى التعريف بفنون هذه اللغة وجماليات حروفها، لاسيما أنها لغة معترف بها في الجزائر. حسين محمد (الجزائر) - من خلال اللوحات مختلفة الأشكال والأحجام، حاول الفنان إسماعيل مطماطي، الذي تخرَّج خطاطاً في مدرسة الفنون الجميلة سنة 1987، جاهداً إبراز جمالية الخط الأمازيغي وإخراج عشاق الفن التشكيلي والخطوط من المألوف، حيث تعوَّد الناس على زيارة معارض الخط العربي بمختلف أنواعه ومدارسه، ولكنهم لم يتعودوا على معرض للخط الأمازيغي، مع أن هذه اللغة قد أصبحت لغة وطنية ثانية في الجزائر، إلى جانب اللغة العربية بموجب تعديل دستوري في 2003، وبدأ نطاقُ استعمالها يتسع في السنوات الأخيرة. جذور تاريخية بقدر حرص مطماطي على إظهار جمال حروف «التيفيناغ» أو الأبجدية الأمازيغية، حتى يحبِّبها أكثر إلى المتلقي، حرص أيضاً على التعبير بها عن موضوعات مختلفة تشغل باله، وفي مقدمتها الهوية الأمازيغية للجزائريين وجذورهم وحضارتهم الضاربة في أعماق التاريخ، حيث تؤكد الآثار المنقوشة على صخور التاسيلي، 1700 كلم جنوب شرق الجزائر، أن الوجود الأمازيغي بالبلد لا يبدأ منذ 3 آلاف سنة كما يسود الاعتقاد، بل قبل 6 إلى 9 آلاف سنة قبل الميلاد، أي في فترة العصر الحجري الحديث، ويدل على ذلك حروف «التيفيناغ» التي نُقشت على صخور عملاقة بهذه المنطقة الصحراوية الجزائرية ويعود تاريخها إلى تلك الفترة، وهي الحروف التي تأثر بها الكاتب وأعاد صياغتها في قالب فني جميل، في 95 لوحة خطّها بين سنوات 2009 و2012. ويظهر تأثر مطماطي بفن الأجداد وكتابتهم «التيفيناغ» على الصخور قبل آلاف السنين، في عدد معتبر من لوحاته، فهو يخطها بحروف بسيطة حيناً وناتئة منحوتة حيناً آخر، ليعبّر عن انبهاره بتاريخ المنطقة والإنسان الأمازيغي الأول فيها وبيئته الصحراوية، خاصة في لوحات «تمنراست» و«ذاكرة الرمل» و«آثار وتاريخ» و«آثار الأجداد» و«الطرْقي»، أي الرجل الأمازيغي الذي استوطن المنطقة منذ آلاف السنين وهو يصنع الآن حاضرَها، حيث تجذب عادات «الطوارق» وتقاليدُهم وفنونهم السياح الأجانب إليها بكثرة. واللافت، أن اللونين البنّي والأصفر يغلبان على اللوحات باعتبارهما الأقرب إلى تجسيد الطبيعة الصحراوية، وقد استطاع من خلال التحكم في تدرجات هذه الألوان أن يجعل لوحاته أكثر تعبيراً وجمالاً، كما استعمل التراب في أغلب اللوحات ليكون «قريباً من اللون البركاني لصخور التاسيلي»، كما قال. إعمال الذهن مع أن مواضيع الهوية الأمازيغية والتراث والتاريخ العريق قد هيمنت على ذهن الفنان واستحوذت عليه، فإن مطماطي لم ينسَ مواضيع العصر، فعبر عن الحب والحرية والربيع والأمل والوطن والسلم، وغيرها من اهتمامات الناس اليومية، في قالب من التجريد والرمزية التي تحتاج إلى مضاعفة إعمال الذهن لفكها واستقراء دلالاتها، وهو ما عبّر عنه زوار المعرض، تقول سهام بن علي، طالبة في الفنون الجميلة «أزور المعرض لاكتشاف المزيد عن مختلف مدارس الفن التشكيلي وتعميق معارفي بها ما دمتُ طالبة بالفنون الجميلة، لكن الذي لا يعرف حروف التيفيناغ سيجد صعوبة في استقراء معانيها في هذه اللوحات، وسيكتفي بتأمل جمالية اللوحات فقط»، وتضيف «المعرض مهم لأنه يعبر عن تاريخنا وجذورنا، ولذا جلبتُ معي أختي الصغيرة لتتعوّد على هذه الحروف ولأغرس فيها التربية الجمالية أيضاً منذ صغرها»، بينما قال زائرٌ آخر «الفنان مطماطي أحسنَ البحث في التراث التشكيلي القديم في التاسيلي لينطلق منه في رسم لوحاته بأدوات عصرية». وعن فكرة معرضه، يقول مطماطي إنه نتيجة بحث مضن بدأ منذ الثمانينيات في تفاصيل حروف «التيفيناغ»، وقد تعلمها وأتقنها على يد «الطوارق» في جنوب الجزائر، وهو يريد لفت الانتباه إلى جمالية الحروف الأمازيغية والتأكيد أنها لا تقل عن حروف بقية اللغات التي يحرص فنانوها على تسويق جمالها إلى مختلف الشعوب في لوحاتهم. ووعد بمضاعفة جهوده لنشرها من خلال رسم المزيد من اللوحات ومواصلة تنظيم معارضه في مناطق مختلف بالجزائر وفي الدول العربية والغربية أيضاً للتعريف بها وإبراز جمالها، متمنياً أن تجد هذه الحروف مكاناً لها في منظومة الخطوط العالمية المعروفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©