الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قضايا البيئة تفرض إيقاعها على الهندسة المعمارية الحديثة

قضايا البيئة تفرض إيقاعها على الهندسة المعمارية الحديثة
27 يونيو 2008 01:56
يتزايد تأثير مشكلات نقص الطاقة وتلوث البيئة والتغير المناخي بسرعة على أساليب البشر في التفكير والأداء، ومع الاهتمام المتنامي الذي تستأثر به هذه المشكلات من قبل عامة الناس وصنّاع القرار والمدافعين عن البيئة، أصبح لزاماً على الشركات الكبرى التي تستثمر في المشاريع العمرانية أن تجعل من ''الاستدامة'' عنصراً أساسياً في هندسة وتصميم الأبنية والأبراج وحتى البيوت العادية· ومن أجل الاحتفاظ بطاقة التدفئة في الأيام الباردة، وبالجو البارد في الأيام الحارة، أصبح المهندسون يبتدعون أحدث وسائل وتقنيات العزل الحراري للجدران الخارجية والسقوف، بحيث يقل استخدام أجهزة التكييف والتدفئة المستهلكة للطاقة· وتحتل مهمة توفير الطاقة والماء المرتبة الأولى في اهتمامات مهندسي الأبنية المستدامة؛ وبدأت تظهر في تصميماتهم أنظمة مبتكرة لتسخين المياه بإمرارها عبر الأنابيب إلى عمق كبير تحت سطح الأرض حتى تتسخن بحرارتها الباطنية· وتتضمن التراكيب الهندسية للأبنية الحديثة خزانات مفتوحة لتجميع ومعالجة وتخزين مياه الأمطار المتساقطة في الشتاء بحيث تصبح صالحة للاستخدام المنزلي والشرب في بقية أيام السنة· وتضم الأسقف تجهيزات كاملة لاستغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية وبما يغني عن استخدام المدافئ التي تحرق مشتقات النفط، كما أنها تسمح بتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة للاستهلاك المحلي· ومع هذه التطورات، يمكن القول إن الاكتفاء الذاتي من المياه والطاقة باستغلال الطاقات البديلة والمتجددة أصبح يمثل العنصر الأساسي للهندسة المعمارية المستدامة الحديثة من دون التضحية بالمظاهر المعمارية الجميلة لهذه الأبنية· ويقول مدير قسم بحوث الإسكان في وكالة ''سافيللس'' العقارية البريطانية لوسيان كوك: ''فيما بدأ الكثيرون من مؤيدي فكرة شراء ''البيت الأخضر'' يلاحظون أن من شأنها أن توفر عليهم الكثير من الفواتير الشهرية، فقد أصبحوا أكثر تقبلاً لدفع مبالغ أكبر ثمناً للأنظمة صديقة البيئة التي تضمّها''· وقد لا يكون انخفاض تكلفة الفواتير الشهرية لهذه الأبنية العصرية هو السبب الوحيد لإقبال الناس على شرائها، بل إن العامل النفسي يلعب دوراً بارزاً في هذا الصدد وخاصة بعد أن أصبح البشر يشعرون بعقدة الذنب لمجرّد إشعال مصباح الغرفة الذي يتلقى طاقته الكهربائية من الشبكة العمومية· ولا شك أن من يعلم أن الكهرباء التي يستهلكها في بيته تأتي من طاقة الشمس، سوف يشعر بالرضا الكامل حتى ولو أبقى على كل المصابيح مشتعلة ليلاً ونهاراً· وفي البلدان الباردة التي لا ترى ضوء الشمس إلا في القليل النادر، لا يكون الاعتماد على الطاقة الشمسية وحدها كافياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية، وفي هذه الحالة يكون من الضروري تمديد أنابيب امتصاص الطاقة الحرارية من أعماق الأرض، وأصبحت معظم الشركات الكبرى المتخصصة بالإنشاءات العقارية الصديقة للبيئة تستخدم تكنولوجيات جديدة تماماً لمدّ هذا الأنابيب بتكاليف قليلة· ويكون للعزل الحراري للجدران الخارجية دور كبير في توفير الطاقة المستهلكة داخل البيوت، فالبيوت غير المعزولة جيداً، تهدر أكثر من نصف الطاقة المصروفة على التدفئة أو التبريد بسبب التوصيل الحراري غير المفيد إلى الوسط الخارجي· وفي منطقة ساوث كيسينجتون في لندن، يتم عزل جدران البيوت بإضافة طبقات داخلية من صوف الغنم وبما يدلّ على مدى أهمية العزل الحراري في توفير الطاقة، وفي لندن، بيع مؤخراً أحد البيوت الفردية الصديقة للبيئة بمبلغ 11 مليون دولار بسبب تجهيزه بكل أنظمة ومتطلبات توليد وتوفير الطاقة والماء· وتتعزز السمعة الطيبة التي أصبحت تتمتع بها البيوت الصديقة للبيئة يوماً بعد يوم بما جعل الشركات المتخصصة بالاستثمارات العقارية تتسابق لابتكار الأنظمة الفعالة لتحقيق الحياة المستدامة في هذه البيوت العصرية والصحية· عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©