الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإصدار الورقي يحقق تقدماً في الولايات المتحدة

الإصدار الورقي يحقق تقدماً في الولايات المتحدة
19 مارس 2012
جدوى إصدار مجلات جديدة وورقية يبقى قائماً حتى إشعار آخر مهما كانت المؤشرات سلبية عن إجمالي قطاع الصحف وعالم الطباعة، ولكن ذلك يبقى رهناً بجملة شروط مثل طبيعة الفائدة المباشرة للقراء المستهلكين، أو مثل خصائص وحاجات جمهور واسع من القراء الجدد، كما في حالة توجه مجموعة «هيرست» إصدار مجلة «كوسمو لاتينا» التي تستهدف القراء الشباب من الأصول اللاتينية. واستهداف الشباب يبدو مقبولاً في ظل ما كشفته دراسة سويدية عن أن الجيل الجديد مازال يفضل وسائل الإعلام التقليدية. أبوظبي (الاتحاد) - لا يزال قطاع المجلات الورقية يخالف تيار تراجع الصحافة والإصدارات الورقية، والمهم في الأمر أن مشاريع المجلات الجديدة ليست حالة منعزلة أو محدودة السقف، بل مبنية على دراسات الجدوى لبيوت نشر صحفية عريقة وعلى إصدار أعداد تجريبية لفترات طويلة نسبياً. والحديث ينطبق هنا على مشاريع مجموعة «هيرست» الأميركية الواسعة النفوذ في عالم النشر الصحفي، والتي أعطت مؤخرا الضوء الأخضر لإصدار مجلة ورقية جديدة تسمى «إتش جي تي في»، والاستعداد لإصدار مجلة أخرى في غضون أشهر قليلة، وذلك في قرارات اعتبرها اختصاصيون مخالفة للتيار الجارف الحالي الذي يتميز بضعف سوق الصحف الأميركية. تفاؤل مبرر تضم مجموعة «هيرست»، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، نحو خمسين صحيفة يومية وأسبوعية، إلى جانب عشرات المجلات الدورية الشهرية التي تصدر بعدة نسخ وطبعات حول العالم والعديد من المحطات التلفزيونية. وذكر تقرير لمجلة «أدويك» أن مسؤولي هيرست وشريكتها في المشروع «سكريب نيتوركز» يخططون لأربعة إصدارات جديدة من المجلة التي كان صدر منها عددان تجريبيان هذا العام، وبدأت تطرق أبواب المعلنين في وقت تستعد فيه المجموعة لإصدار مجلة أخرى قريباً جداً. وقال مايكل كلينتون، رئيس التسويق ومدير النشر في المجموعة «حصلنا على نتائج مشجعة جداً بشأن العددين الأولين وسنستمر بالصدور التجريبي مع أربعة أعداد أخرى في العام الحالي. وحصلت المجلة على تجاوب رائع من المستهلكين وأوساط المعلنين على حد سواء، والآن نستعد لنضخ في السوق محتويات تهتم بأنماط وأساليب الحياة والمنزل». وفي محاولة لتفسير التفاؤل بالمجلة الجديدة، توقف مراقبون عند رصيد هيرست القوي بهذا النوع من المجلات مثل مجلة «فود نيتورك»، المتخصصة في البرامج الغذائية التلفزيونية، والتي تعتبر واحدة من أنجح مجلات الاستهلاك في التاريخ المعاصر، مع الإشارة إلى أن توزيعها تضاعف ثلاث مرات منذ انطلاقتها في العام 2009 ليصل إلى 1.4 مليون نسخة. ويبدو أن خطة عمل «هيرست» لمجلتها الجديدة أكثر تحفزاً، فبينما بدأت حملة ترويج المجلة الغذائية بقاعدة توزيع تقدر بنحو 300 ألف نسخة، يتوقع أن تضمن مجلة «إتش جي تي في» توزيع نحو 450 ألف نسخة في مايو المقبل. وخلافا لمجلة الغذاء التي تهتم كذلك بالوزن، فإن المجلة الجديدة، ستهتم أكثر بالديكور والشخصيات. وأوضحت كارولين دوبي، المسؤولة في المجموعة أن النهج المتبع في إطلاق المجلات «الناجحة» يتمثل بالحصول على علامة تجارية. وقالت إن المجلة الجديدة يمكن أن تصل إلى بناء جمهور أكبر من مجلة الغذاء، مشيرة إلى الفرق الذي يكمن في أن «شبكة الغذاء تدعو للوحي أكثر بينما المجلة الجديدة يمكن مقاربتها أكثر. فكل الناس يعيشون في مكان ما، ولكن ليس الجميع يطبخون». استهداف اللاتينيين ينتظر كذلك أن تطلق هيرست في مايو مجلتها ثانية جديدة هي مجلة «كوسمو لاتينا»، وهي عبارة عن نسخة من مجلتها العالمية الشهيرة «كوسموبوليتان» المخصصة لجمهور القراء من أصول أميركية لاتينية. وتستهدف المجلة جمهور قراء يستمر في النمو، ويتألف من ملايين الأميركيين الشباب من أصول لاتينية يتحدثون لغتين وينتمون لثقافتين، أي أنها تختلف عن المجلات الناطقة بالإسبانية التي تهيمن على سوق الجمهور، بل إنها ستبدأ الصدور باللغة الإنجليزية. وقالت ناشرة المجلة ميشيل هيريرا مولييجان إن الشيء الذي يميز إطلاق مجلة أو منتجا موجها لذوي الأصول اللاتينية هو مدى الفائدة منه والنكهة العائلية فيه، مع إمكانية التحدث عن الأشياء بانفتاح وصدق. ومن المقرر إصدار عددين من المجلة هذا العام، مع توزيع 545 ألف نسخة على أن تأتي نصف إعلاناتها من ما نسبته ربع إعلانات مواد ومساحيق التجميل المنشورة في مجلة «كوسموبوليتان» الأم. وأبدى مختصو تسويق وشركات إعلانية اهتماماً بالجمهور الذي تتوجه له المجلة، أي الجيل الثاني من المهاجرين ذوي الأصول اللاتينية، والذين يزداد نموهم العددي بسرعة في الولايات المتحدة، ويتمتعون بمعدلات دخل مالي أكثر من نظرائهم الأقل ثقافة. الإنفاق الإعلاني إلى ذلك، يجب الأخذ بالاعتبار أن الإنفاق الإعلاني في المجلات التي تعنى بشؤون ذوي الأصول اللاتينية ارتفع بنسبة 18% في العام 2011، وفق تقارير، مقابل انخفاض هذا الإنفاق بنسبة 3% في المجلات الاستهلاكية بشكل عام. وعدا عن قاعدة توزيع تبلغ 500 ألف نسخة لهذه الشريحة من القراء، فإن معظم المجلات الحالية تصدر بالإسبانية ما ترك فراغا واسعا لإصدارات مثل «كوسمو لاتينا»، التي تقدم للمعلنين سبيلاً للوصول إلى جمهور مستهلكين واسع في الوقت الذي تستمر فيه بالصدور بالإنجليزية للشركات الإعلانية الكبرى من جهة وللجيليـن الثــاني والثالث من المهاجرين. ولكن استخدام اللغة هنا يدعو البعض للتحذير من بعض المخاطر فتغطية المجلة مواضيع مثل الجنس وسط أهل محافظين يمكن أن يثير جدلاً بسبب مخالفة الثقافة التقليدية. كما أن الصدور باللغة الإنجليزية يحتاج إلى ما يكفي من الدوافع المقنعة من أجل جذب الأقل ثقافة من الأصول اللاتينية الذين يستخدمون أساساً وسائل الإعلام التقليدية ولاسيما التلفزيون، وهذا شرط مهم قبل تفكير المجلات بالوصول إلى المعلنين الذين يكونوا ربما استهدفوا مسبقاً مثل هذه الشرائح عبر الوسائل التقليدية. وتأمل المجلة الجديدة أن تنجح في جذب العديد من المعلنين، وقد أسندت مسؤولية التسويق والمبيعات فيها إلى استيه لودير، وهي مديرة الإعلانات في كوسموبوليتان الأم، والتي تقول «نرجو الوصول إلى زبائننا عبر جميع المنصات، ونعتقد أن هناك فرصة أمام المعلنين بتأكيد وصولهم إلى جمهور مستهلكين يعرفونه قبلاً أو الوصول إلى جمهور جديد لم يسبق له أن قرأ كوسمو». نتائج مفاجئة كشفت دراسة سويسرية أن «جيل الشباب اليوم يفضلون قضاء وقتهم وهم يقرأون صحيفة أو يستمعون إلى راديو رغم أن تكنولوجيا الإنترنت تستمر في التوسع والانتشار». وأظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة جوتنبرج أن 75% من الأطفال ذوي الأعمار ما بين 9 – 14 سنة يفضلون تمضية وقتهم أمام جهاز التلفزيون أو الراديو أو مسجل الموسيقى وقراءة كتب عادية بدلا من الإنترنت. وبينما تستمر مواقع الشبكات الاجتماعية، مثل فيسبوك، في استقطاب الشعبية من حول العالم، بينت الدراسة اتجاهاً يدل على رغبة الأكثر شبابا بالاحتفاظ بمسافة بعيداً عن الإنترنت. وفي هذا السياق كان من أهم نتائج الدراسة وفق ما نشرته صحيفة «ذي لوكال» السويدية الناطقة بالإنجليزية، أن 60% من الأعمار ما بين 15 – 24 لم يضعوا الإنترنت كوسيلة إعلامية مفضلة لديهم لدى إعطائهم إجابات عن سؤال يتعلق بهذا الأمر. أما لدى شريحة سن الثلاثين فلوحظ تراجع الاهتمام بالكتب غير الخيالية والتعليمية وكذلك الأمر للتلفزيون والراديو. وبينت الدراسة كذلك أن الشباب الصغار منجذبون للإنترنت في الغالب بهدف الموسيقى والفيديو والشبكات الاجتماعية. وخلافاً لحال بعض الدول الأخرى وخاصة الولايات المتحدة، ذكرت الدراسة أن شريحة الأعمار ما بين 9 و24 سنة ليست مستخدمة أساسية للوحات الكمبيوتر الكفي والكتب الإلكترونية، إلا أن استخدام هذه الفئة للهواتف الذكية قد تضاعف عما كان عليه الحال قبل سنوات قليلة. وقد جرى وصف الإنترنت بأنه مكمل أكثر من منافس لوسائل الإعلام القديمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©