الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبادرات بيونج يانج تجاه سيؤول

مبادرات بيونج يانج تجاه سيؤول
25 أغسطس 2009 01:03
التقى وفد من كوريا الشمالية يوم الأحد الماضي في عاصمة الجارة الجنوبية سيؤول بالرئيس لي مايونج-باك، وأبلغه رسالة شخصية من نظيره الشمالي كيم جونج إيل تدعو إلى تحسين العلاقات بين البلدين الجارين، مع العلم أن ذلك اللقاء يعد أول اجتماع رفيع المستوى يتم بين الدولتين خلال ما يقارب العامين من توتر العلاقات بينهما. وقد جاء الوفد الكوري الشمالي للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس السابق كيم داي جونج الذي فارق الحياة الأسبوع الماضي، وكان قد فاز بجائزة نوبل للسلام تقديراً للجهود التي بذلها من أجل توحيد شبه الجزيرة الكورية شمالا وجنوباً. والمعروف عن الرئيس الراحل -الذي سجن وعذب خلال معارضته لنظام الحكم السابق في بلاده- ولعه بالوحدة الكورية، وأنه بذل كل ما بوسعه من أجل تحقيق هذه الوحدة، حتى أنه زار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل في بيونج يانج عام 2000. هذا وقد احتشد عشرات الآلاف من المعزين للمشاركة في مراسم تشييع جثمانه حول مبنى البرلمان ظهر الأحد الماضي. وقد وصفت أجواء الاجتماع الذي استمر لمدة نصف ساعة بين الرئيس الكوري الجنوبي لي مايونج-باك والوفد الكوري الشمالي الزائر، بأنها في غاية الجدية والتهذيب. كما تشير الزيارة إلى تراجع من جانب الزعيم الكوري الشمالي عن حملة التهديد والوعيد وقعقعة السلاح التي كان قد أطلقها عقب انتخاب جاره الجنوبي لي مايونج-باك وتسلمه لمهامه الرئاسية قبل 18 شهراً. وعلى حد تصريح مسؤول من المكتب الرئاسي في سيؤول لوكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، فإن في الرسالة التي أبلغها الوفد الكوري الشمالي للرئيس ما يدل على حدوث تغيير في سياسات الزعيم الكوري الشمالي تجاه الجنوب. وقد جاء هذا التحول عقب ثمانية شهور مستمرة من استفزازات بيونج يانج بما فيها اختبار قنبلة نووية وإطلاق عدد من الصواريخ البالستية، مصحوبة بالتهديد المباشر باستعدادها لخوض حرب شاملة مع جارتها الجنوبية. لكن وبدلا من هذه السياسات يلاحظ أن بيونج يانج أمضت شهراً كاملا من المبادرات الدبلوماسية والنوايا الحسنة الشبيهة،لأسباب لا تزال مجهولة حتى الآن. شملت هذه المبادرات إطلاق بيونج يانج سراح الصحفيتين الأميركيتين اللتين كانتا رهن الاعتقال لديها بوساطة من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، فضلا عن إطلاقها سراح عامل من كوريا الجنوبية، وموافقتها على استئناف لم شمل الأسر التي توزع أفرادها بين شطري شبه الجزيرة الكورية، إضافة إلى وعدها باستئناف النشاط الاستثماري التجاري عبر الحدود بينهما. وخلال الأسبوع الماضي سعى وفد دبلوماسي كوري شمالي للقاء «هيل ريتشاردسون» حاكم ولاية نيو مكسيكو الذي علق على ذلك الطلب بقوله: «الآن بدت هذه الدولة المعزولة أكثر استعداداً للحوار معنا». أما في اللقاء الذي تم بين الرئيس الكوري الجنوبي «لي» والوفد الكوري الشمالي، فقد أبلغ الأخير الرئيس «لي» برغبة الزعيم الكوري الشمالي في إحراز تقدم على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، على حد تصريح لي دونج-كوان الناطق الرسمي باسم المكتب الرئاسي في سيؤول. ومن جانبه أعرب الرئيس «لي» عن رغبته في استئناف الحوار بين شمال وجنوب شبه الجزيرة الكورية في أقرب وقت ممكن، قائلا إنه ليست هناك معضلة يستحيل حلها ودياً بين الطرفين فيما لو تحاورا بصدق وحرص على وحدة شبه الجزيرة الكورية. يذكر أن الشخصية الرئيسية في الوفد الكوري الشمالي هي «كيم كاي نام» سكرتير اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، واليد اليمنى للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل. ويجدر بالذكر أن تولي الرئيس الكوري الجنوبي «لي» لمنصبه عام 2007 أثار غضب بيونج يانج كثيراً نتيجة تراجعه عن سياسة المساعدات غير المحدودة لبيونج يانج، وهي السياسات التي استمرت لمدة عقد كامل من الزمان. وكان الرئيس السابق كيم داي جون قد تبنى ذلك في إطار «سياسة الشمس المشرقة» التي وسمت عهده، مع العلم أن هدفها الرئيسي هو التخفيف من حدة التوتر بين الشمال والجنوب الكوري. كما يذكر في هذا السياق أن الجنوب كان يوفر للشمال مساعدات هائلة من المواد الغذائية والأسمدة الزراعية في شكل هدايا ومنح مجانية، ودون أن يتساءل كثيراً حول أين تذهب تلك الأغذية والمساعدات؟ ومن المستفيد النهائي منها؟ وربما كان النقص الحاد في المواد الغذائية الذي تواجهه بيونج يانج الآن سبباً ر ئيسياً في المرونة التي أصبحت تبديها إزاء سيؤول. وليس هذا النقص أمراً جديداً على بيونج يانج على أية حال. وحسب الاحصاءات الصادرة عن وكالات العون الغذائي التابعة للأمم المتحدة، فإنه من المتوقع أن يحتاج نحو 37 في المئة من جملة سكان كوريا الشمالية البالغ تعدادهم 23.5 مليون نسمة للمساعدات الغذائية العاجلة هذا العام. بلين هاردن: طوكيو-اليابان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©