الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رمضان مدرسة تربوية.. وذكر الله يطمئن القلوب ويسعدها

22 يونيو 2016 02:02
إبراهيم سليم (أبوظبي) حث العلماء ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على اغتنام البقية الباقية من الشهر الفضيل، وتعويض ما فات، وفعل الخيرات، وذكر الله والإكثار منه، فبذكر الله تطمئن القلوب وتسلم، وتسمو الأرواح وتصفو، وتقر النفوس وتهدأ، ويعم الهدوء الشخص ومن حوله، وهذا الشهر موسم الخيرات والطاعات وحب العمل الصالح، وبر الوالدين، وكل مسلم يدرك أنه شهر مواسم خير وطاعات وتدريب وتهذيب. وتحدث الدكتور عبدالله سرحان عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الشريف، حول «الخوف من الله»، وقال إن الخوف من الله يحتاجه المسلم في كل الأوقات، لا سيما في العصر الذي نعيشه، والذي انتشرت فيه الشبهات والشهوات، وعلى المسلم استشعار عظمة الله، في قلبه وعقله، وأن يراقب الله في سره وجهره، وأن يتسامى عن الوقوع في المحرمات، وأن يترفع عن الانغماس في الشهوات، فالخشية هي طريق يوصل إلى تلك الفضيلة، وحركته إلى الخير وبثت روح التقوى «من خاف الله خوف الله منه كل شيء، ومن لم يخف من الله خاف من كل شيء». نفس المؤمن الخائفة من الله، تكون نفساً قوية مستشعرة الذات الإلهية والحضرة القدسية في أقوالها وأفعالها. والنفوس التي لا تخشى الله تتأثر بكل شيء، والمسلم عن استشعاره عظمة المولى يتحلى بالتقوى والورع، ويبعد عن الباطل، ويبتعد عن الغيبة والنميمة، ولا يؤذي أحداً، ولا ينظر إلى الحرام، ويدرك مراقبة الله له، فيتأثر بذلك في كل تعاملاته وتكون خشية الله هي المحرك الأساسي له، وهذه المعاني السامية بسبب الخشية منه، وبها يحصل المسلم على رضا الله عز وجل. فيما أكدت الدكتورة خضرة سالم عبدالحميد الأستاذ في جامعة الأزهر كلية البنات، أهمية استثمار أوقات هذا الشهر الفضيل الذي يعد كمدرسة تربوية روحية، وتساءلت خلال درسها بمجالس النساء، هل نجحنا في أن نستثمر ما فات كما ينبغي، أم أننا بحاجة إلى تعويض، ودللت على ذلك منها بحديث «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». وأكدت أنه ينبغي أن يكون ظاهر الإنسان كباطنه، لأن الله ليس بحاجة لعبادة أحد، فالعبادة لتزكية النفس وتربيتها، وكسر الشهوات وما اعتادت عليه، وأشارت إلى أن الصوم مدرسة تربوية له أبعاد كثيرة، منها بعد روحي واجتماعي ونفسي و«ديني وأخلاقي إيماني روحي»، صحي اقتصادي دعوي، فالبعد الروحي وهو الإقبال على الشهر بخشوع وتذوق طعم العبادة، والبعد الأخلاقي. الشهر الفضيل يسوده جو من الصفاء والتآلف والود والتجمع لفعل الطاعات، وبر الوالدين والإحسان إلى الجيران، والبعد الصحي في أنه لم يهمل فيه الجانب الصحي، وهو عدم الإسراف في الطعام «صوموا تصحوا»، الصوم وسيلة في الغرب كوسيلة للعلاج، ويساعد على الوقاية من أمراض كثيرة، وينشط الذاكرة، وأنه ما شرع الصيام ولا صام الصائمون إلا لذكر الله الغاية الكبرى من جميع الطاعات، في الحج والصوم، والصلاة، وغيرها كلها مرتبطة بذكر الله، ودللت على ذلك بالآيات والأحاديث، وعددت الدكتورة أنواع الذكر، في الكتاب والسنة، ومنها ذكر الله بأسمائه الحسنى، أو البلاغ أو الإخبار عن الله أنه أرحم بالناس، ويقبل السيئات أو غير ذلك يعد ذكراً، وحث الناس على العمل بالأوامر والنهي عن المنكرات، يدخل في الذكر. وأشارت إلى أن فوائد الذكر، بأن الذاكر لربه وغير الذاكر له كالحي والميت، ومن فوائده رضا الرحمن، ويطرد الشيطان ويكسر شوكته، ويزيل الغم والهم، ويجلب الفرح والسرور، والرزق. وأكد الدكتور محمود حسن عبدالحق الأستاذ بجامعة الأزهر أن رمضان مدرسة التهذيب والتدريب، بل من أهم مواقف تربية النفس، ففيه من العبادات والأعمال الصالحة ما يقود النفوس لله رب العالمين، فتزكو فيه النفوس، وتطهر فيه القلوب، وتصفو الأرواح، وتعيش أجواء إيمانية مفعمة بالبركة والرحمة والمغفرة. وأشار إلى أنه يربّي المسلم على تهذيب سلوكه، وضبط نفسه، وذلك لتيسر الدواعي وكثرة الأعوان، فمن رحمة الله تبارك وتعالى بعباده في رمضان أن ساعدهم على الطاعات وهيأ لهم الوسائل المعينة على ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين»، ففي هذا الشهر المبارك، يفتح الله سبحانه وتعالى أبواب الجنة على مصراعيها لكل تائب توبة نصوحة وفق شروطها الشرعية المعتبرة، وتغلق بوجهه كل أبواب الجحيم، ومن رحمته بالناس في هذا الشهر أيضاً: تصفيد الشياطين الذين يسعون في الأرض فساداً، فلا يخلصون في هذه الأيام المباركة إلى ما كانوا يخلصون إليه قبلها، فمن لم تنله رحمة الله تبارك وتعالى مع كل ذلك فمتى تناله إذن؟! ومن لم يغفر له في رمضان فمتى يغفر له؟! حتى جاء في الحديث الشريف «رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©