الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الحرف الشعبية العمانية.. جوهر المورث الثمين

الحرف الشعبية العمانية.. جوهر المورث الثمين
12 ابريل 2018 21:56
أحمد النجار (الشارقة) جرياً كعادتها السنوية كل موسم، تشارك سلطنة عمان بحضورها الثقافي النابض وحرفها الشعبية القديمة الضاربة في جذور التاريخ، وتحل ضيفة في ساحة أيام الشارقة التراثية، وهذا العام في نسخة الأيام السادسة عشرة، تشارك سلطنة عمان من خلال 3 حرفيين يمثلون ولايات مختلفة ويزاولون مهناً متوارثة منذ مئات السنين، يصفونها بـ«جوهر الموروث الثمين»، ومدرسة الأصالة التي توثق مرحلة تاريخية من سيرة الآباء وحياة الأجداد الأولين، مشيرين في حديثهم لـ«الاتحاد»، بأن الرابط الثقافي الجامع بين التراثين العريقين الإماراتي والعماني، يكمن في تشابه الحرف الشعبية وتناغم كثير من الفنون الأدائية وأبرزها فن «العيالة»، فضلاً عن قواسم ثقافية مشاركة في القيم والعادات والتقاليد وصلة الأرض والنسب، معتبرين مشاركاتهم في معارض ومهرجانات خليجية بمثابة مهمة وطنية نبيلة لإحياء التراث وصونه من الاندثار، ونقله وإعادة إنتاجه وتطوير مضمونه، بما ينسجم شكلاً مع نمط الحياة الحالية، ومحاولة تطويع بعض المنتجات وفق الاحتياجات والاستخدامات العصرية. تحف جاذبة ومهنة رائجة منصة سلطنة عمان، توافد إليها زوار محليون، وعائلات تجذبها خصوصية المنتجات التي يعرضها الحرفيون المشاركون، ولا يتردد الجمهور في خوض أحاديث تراثية ودية حول مسميات وتفاصيل تتعلق بحرفهم والمواد المستخدمة فيها، وخلف مجموعة من الأواني الفخارية بأشكال مختلفة ومزهريات وتحف جاذبة، التقينا صالح بن ناصر الشريقي 63 عاماً، متخصص في حرفة صناعة الفخار، التي تعلمها منذ الصغر، وتوارثتها عائلته من جيل لآخر، مشيراً إلى أن هذه الحرفة لا تزال مهنة نابضة ورائجة في المجتمع العماني، وتلقى إقبالاً وقبولاً من الناس، حيث تتعدد استخداماتها وأغراضها، سواء للزينة أو الديكور أو للزراعة أو للطبخ وغيرها. الطين الأبيض والأحمر وتحدث صالح، تفصيلاً، عن طريقة تصنيع القطع وملاءمتها لكافة الاحتياجات، فضلاً عن رخص ثمنها، ووصف تحضيرها بـ«الأمر السهل»، حيث لا يستغرق إنجاز القطعة الواحدة سوى 4 دقائق فقط، بفضل توفر «الرحى»، الذي يستعمل في صياغة وتشكيل الطين، الذي يتم استخراجه من جبال عمان، وتحديداً في منطقة «العبريين»، وهناك نوعان هما «الصربوخ» الأحمر، والطين الأبيض «المدر»، ويستعمل الأول في تصنيع قطع خاصة بالطبخ، والأخير لقطع مخصصة لتبريد الماء. المندوس والسعفيات وحب التراث منتجات خشبية لافتة، وتصاميم جمالية كأنما صاغتها يد فنان ونحات بنفحات إبداعية جاذبة، يحدثنا عنها أحمد جمعة الحمداني، الذي يعمل في حرفة صناعة المندوس أو «الخشبيات»، منذ 5 سنوات، قال بأن شغفه بحب التراث قاده إلى تعلمها بعد جهد كبير ومثابرة باكتساب خبرات وأسرار المهنة من روادها المقربين، وإلى جانب فن الخشبيات تعلم الحمداني حرفة السعفيات مثل «الغفير» و«الشت» و«المخرافة» ولها استخدامات عديدة، سواء للديكور أو لحفظ التمور. وغيرها. حماية الحرف من الاندثار على الرغم من براعته في الحرفتين، وغزارة نتاجاته، فإن الحمداني لا يعتبرها بمثابة مصدر دخل جيد يمكن الاتكال عليه حصراً، لكنه يصفها بأنها هواية محببة لا يمكن الاستغناء عنها، كونها حرفة شعبية عريقة عمرها مئات السنين، ولها نكهتها وأصالتها وقيمته التراثية وربطه بماضي أجداده، كثيرة هي أنواع المندوس، لكنها تختلف بحسب الشكل واللون والحجم، وأوضح بأن الدافع الحقيقي لتعلمها لم يكن طلباً إلى الرزق، بل كان من باب التعريف بها وإحيائها وحمايتها من الاندثار، سعياً إلى توريثها للأجيال المقبلة. جهد وتركيز ذهني أما أحمد سليمان الجديدي، الذي يمتهن حرفة صناعة النحاسيات التي يصنع منها الأواني مثل الدلال والمكبات والصينيات بأشكالها وألوانها الفنية البراقة، وأوضح الجديدي بأنه يعمل في المهنة منذ 10 أعوام، وقد تعلمها من والده، حيث تشتهر عائلته بهذه المهنة، التي تم توارثها منذ القدم. مشيراً إلى أن القطعة الواحدة قد تتطلب جهداً وتركيزاً ذهنياً لصياغتها ونحتها، حيث تستغرق نحو يومين إلى 4 أيام، بحسب نوع وحجم القطعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©