الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات يجاهدهن في تقسيم أوقاتهن لتأدية مهامهن

أمهات يجاهدهن في تقسيم أوقاتهن لتأدية مهامهن
19 مارس 2013 20:28
(أبوظبي) - تستقبل منى المحيرزي، وهي أم لولدين وبنت، يومها مع بزوغ الفجر، وتتجه بعد أداء الصلاة إلى مطبخها لتجهيز الفطور، وعندما تقترب الساعة من السادسة، توقظ صغارها، ومن ثم تساعدهم على ارتداء ملابسهم وتجهيز حقائبهم المدرسية، ودعوتهم إلى الجلوس على المائدة لتناول طعام الفطور. بين الوظيفة والبيت عن جدولها اليومي، تقول المحيرزي «كل يوم أقوم بهذه المهام وأصطحب أطفالي إلى مدارسهم المختلفة، وحين أطمئن إلى أن كل واحد منهم اندمج في يومه الدراسي، أتوجه إلى عملي الذي يحتاج مني إلى تركيز شديد، إذ إنني أعمل في مجال تنظيم المؤتمرات بإحدى الهيئات الحكومية». وتضيف «بعد عناء يومي الوظيفي والانتهاء من مهامي، أذهب إلى مدارس أبنائي، حيث إنني لا أفضل الحافلات المدرسية، وعند كل مدرسة أقف في انتظار خروجهم، وبعدها نتوجه معاً إلى البيت، فأطعمهم وجبة خفيفة، إلى حين الانتهاء من إعداد طعام الغذاء، وفي المساء أتابع دروسهم وأذاكر لهم، فضلاً عن الاستماع إلى مشكلاتهم والاهتمام بتلبية مطالبهم». والمحيرزي مثال للعديد من الأمهات العاملات اللواتي يجهدن للتوفيق بين العمل والأسرة، مستعينات بغريزتهن الفطرية التي تشعرهن بالسعادة مع كل تقدم يحرزه صغارها رغم التعب والمعاناة. وأمينة الزرعوني، مثال آخر للأمهات العاملات اللواتي يقسمن أوقاتهن بين المنزل والعمل، تعمل الزرعوني موظفة في مؤسسة حكومية، وخلال رحلة تربية أبنائها كتمت الحسرة، وأخفت اللين والعطف في قلبها، أفنت حياتها في تربية أبنائها الأربعة بعد وفاة والدهم. وحول كفاحها في التنسيق بين عملها وتربية أبنائها، تقول «واصلت ليلي بنهاري، لأكمل رسالتي وأقوم بواجبي، لم أشعر بالتعب يوماً، ولم أظهر لأولادي الضعف، كنت أنا وزوجي نعمل دون كلل أو ملل، نربي أطفالنا تربية صالحة، ولكن مع مرض زوجي الخبيث كثرت أعبائي، وتضاعفت كثيراً بعد وفاته؛ فأطفالي يحتاجون للرعاية، وجميعهم في المدرسة». وتضيف «ساعدني وجود أخي الكبير في تحمل أعباء البيت والاهتمام بأبنائي، وبدعمه المعنوي، استطعت أن أكمل المسيرة ويواصل أبنائي مراحلهم الدراسية، حيث كانوا يحتلون المراكز الأولى في التحصيل، كل ذلك جعلني أشعر بالسعادة وأنسى التعب، ما بين توصيل الأبناء للمدرسة إلى تغذيتهم، وتوفير متطلباتهم ورعايتهم والاهتمام بمستواهم الدراسي». التوفيق أساس النجاح سفر زوجها للخارج لإكمال دراسته العلمية جعلها في حيرة من أمرها، بين التوفيق في أداء مهتها على أكمل وجه وتربية أبناء يحتاجون للرعاية والاهتمام والحب؛ تقول خولة أحمد (40 سنة) «سفر زوجي جعلني ازداد تصميماً على العمل والكفاح لأجل أولادي، وقفت وتحديت الجميع، عملت وتعبت وربيت أطفالي الخمسة، لم أتخل عن حلمي بتعليمهم جميعاً، حتى وصلت إلى بر الأمان، والآن أقطف ثمار صبري وتعبي بنجاح أولادي، فابنتي الكبرى حاصلة على الدكتوراه في علم النفس، والأخرى مديرة قسم، والابن الثالث برتبة عسكرية مرموقة، والآخرون في صفوف دراسية مختلفة»، مضيفة «ها هم يكافئونني بنجاحهم وجهدهم ودراستهم وحبهم الكبير لي، وأنا أرى أن تضحية الأم واجب عليها، وهذه التضحية لن تذهب هباء لأنها ستكون حافزاً لنجاح أولادها».‏ وليس السفر والموت وحدهما يبعدان الأب ليتركا الأم تجاهد وحدها، فأم راشد التي كانت ضحت بحياتها من أجل أبنائها في تربيتهم ورعايتهم في الوقت الذي تزوج زوجها عليها وطلقها بالثلاث، أثبت للجميع أنها قادرة على أن تربي أبناءها وتوصلهم إلى أعلى المراتب العملية. حول تجربتها، تقول «وجدت نفسي وحيدة مجبرة على تحمل الشدائد من أجل المحافظة على أولادي، فلا بد من إيجاد عمل آخر إضافة إلى الراتب الذي أتقاضاه، وبالفعل استثمرت هوايتي في صناعة تحف منزلية لبيعها للمقربين والأهل والجيران، ومن خلال الربح الذي اجنيه، استطعت مواصلة تعليم أبنائي في مدارس خاصة، افقد كانت نجاحاتهم الدراسية هي ثمرة تضحياتي التي منحتها لهم من وقتي وجهدي ونفسي، فبعطائي وصبري، تسلح أبنائي بالعلم. وها أنا الآن أناضل وأتابع مسيرة العمل، ليُكمل ولدي البكر خليفة دراسته في الأدب الإنجليزي بإحدى الجامعات البريطانية». أم أخرى شاءت الأقدار أن يترك زوجها عمله نتيجة تعرضه للشلل، ولتبدأ خيوط تضحية لأسماء هارون (41 سنة)، التي تعمل في قسم البدالة بجهة حكومية. ولأن متطلبات المدرسة كثيرة وتحتاج إلى ميزانية كبيرة، اضطرت هارون للبحث عن مصدر آخر، ونظراً لبراعتها في إعداد الوجبات التراثية الشعبية، استطاعت أن تشارك في العديد من معارض الأسر المنتجة. ومن ربح تلك الأعمال، كافحت وناضلت وقدمت كل طاقتها من أجل أن ينال أبناؤها جميعهم شهادات جامعية.‏
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©