الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

نصر بن زياد.. نصير المظلومين وقاهر الظالمين

نصر بن زياد.. نصير المظلومين وقاهر الظالمين
12 ابريل 2018 22:16
القاهرة (الاتحاد) واحد من أبرز القضاة الذين انتزعوا العدل من بين أنياب الظلم، وُصف بالعفة والزهد في الدنيا ومناصبها، وكان همه الأول هو إقامة العدل. هو القاضي نصر بن زياد بن نهيك، تولى قضاء نيسابور لمدة تقترب من عشرة أعوام، صاحب سيرة طيبة ومنزلة رفيعة سواء عند الحكام أو الرعية. طوال فترة عمله بالقضاء حرص على حث ولي الأمر إلى أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان لا يرضى عن الولاة حتى يؤدوا حقوق الناس إليهم، اشتهر بكثرة التعبد والطاعة، حيث كان يقوم الليل ويصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع. ذات مرة دخل عليه أحمد بن حرب - أحد فقهاء نيسابور - يعظه وينصحه بأن يستعفي من القضاء، فقال له نصر: يا أبا عبد الله ما يحملني على ما أنا فيه إلا نصرة الملهوفين والقدرة على الانتصار للمظلومين من الظالمين، ولعل الله عز وجل قد عرف لي ذلك. كان البعض في تلك الفترة يرفض تولي منصب القضاء لأنهم يعتبرون عملهم فيه مشاركة للدولة في أعمالها التي لا يوافقون على بعضها، ولكن نصر بن زياد رفض هذا المبدأ، ووافق على تولي القضاء من أجل النهوض بمنصب القضاء وليقيم من خلاله العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذلك نجح في أن يؤثر في مجتمعه بالخير ولم يكتف بالعزلة والزهد. قدم رجل شكوى إلى عبدالله بن طاهر القائد العباسي الشهير في ذلك الوقت، فقال له: من خصمك؟ فقال الرجل: أنت أيها الأمير أصلحك الله، فقال: ما الذي تدعي علىّ؟ قال: ضيعة لي في هراة غصبها والد الأمير وهي اليوم في يده، قال: ألك بينة؟ قال: إنما تقام البينة أمام القاضي، فاستدعى الأمير عبدالله بن طاهر القاضي نصر بن زياد إليه وقال الأمير للرجل: أدع: فأدعى الرجل حجته مرة بعد مرة، والقاضي لا يلتفت إليه ولم يسمع دعواه، ففهم الأمير أنه قد امتنع عن نظر الدعوة حتى يجلس الأمير مع الرجل أمامه في مجلس الحكم متساويين، وقام الأمير من مجلسه وجلس بجانب الرجل، عندئذ قال القاضي للرجل: أدعي، فقال: أيد الله القاضي أن ضيعة لي بهراة - وذكرها بحدودها وحقوقها - هي لي في يد الأمير، فقال له الأمير عبدالله بن طاهر: أيها الرجل قد غيرت الدعوى إنما دعيت أولا على أبي، فقال له الرجل: لم أرد أن أفضح والد الأمير في مجلس الحكم أمام القاضي، وأقول والد الأمير غصبني ضيعتي وإنها اليوم في يد الأمير، فسأل نصر بن زياد الأمير عن دعواه فأنكر فالتفت إلى الرجل وقال: ألك بينة؟ قال: لا.. قال فما الذي تريد؟ قال: يمين الأمير بالله الذي لا إله إلا هو، فقام الأمير إلى مكانه وأمر الكاتب ليكتب برد الضيعة إلى الرجل. وتوفي القاضي نصر بن زياد سنة 236 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©