الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اليورانيوم المستنفذ يهدد حياة العراقيين في البصرة

12 مايو 2010 00:59
تسود المناطق المحيطة بمدينة البصرة الغنية بالنفط والتي ابتليت بالحروب طوال سنوات وغرقت في تلوث صناعي، مخاوف من تزايد حالات الإصابة بالسرطان بسبب اليوارنيوم المستنفد الذي عثر عليه في مخلفات الحرب بالمنطقة. وقال مسؤولون عراقيون إن من أنواع السرطان التي زادت في الآونة الأخيرة تشوهات المواليد ومشكلات صحية أخرى. ورغم الصعوبة التي يواجهها الأطباء في تحديد أسباب بعينها لزيادة حالات الإصابة بالسرطان، يشتبه كثيرون في التلوث الناتج عن الذخائر التي استخدمت في سنوات الحرب كأحد الأسباب. ويعيش سكان بلدة أبو الخصيب التي تبعد زهاء 20 كم جنوب البصرة منذ سنوات وسط تلال من الحديد الخردة الذي يشمل مخلفات الحرب والتي يتطاير منها غبار الصدأ البني اللون بفعل الريح، ليقتحم على الناس بيوتهم ويدخل في طعامهم وفي صدورهم. وقال السكان المحليون إن فرقاً عراقية وأميركية تتفقد تلال الحديد الخردة المتناثر في المناطق السكنية، لكن لم تتخذ إجراءات برفع الحديد الملوث باليورانيوم المستنفد. وقال عراقي من سكان أبو الخصيب يدعى محمد حسين “هذا الحديد مضر بالصحة وهذه إشعاعات الحرب، لقد جاءوا إلى هنا ثلاث مرات وقالوا 90 في المئة منه مضر على الشعب وحتى الآن لا نتيجة، لم يرفعوه”. واستخدمت كميات كبيرة من اليورانيوم المستنفد أثناء حرب الخليج الأولى عام 1990 بعضها قرب مدينة البصرة. ويعتقد محمد حسين أن بعض من يعرفهم أصيبوا بالمرض بعد تعرضهم للمعدن الملوث. وقال مسؤولون إن الكثير من الوثائق يثبت استخدام اليورانيوم المستنفد في أسلحة القوات الأميركية وقوات التحالف خلال حرب تحرير الكويت عام 1991 واجتياح العراق عام 2003. لكن من الصعب إثبات وجود صلة بين المعدن المشع والمشاكل الصحية التي يعانيها العراقيون. وذكر زهير محمد علي مساعد رئيس اللجنة الفنية بمجلس محافظة البصرة أن التلوث الإشعاعي يتفاوت من منطقة إلى أخرى. وقال “نسبة التلوث تختلف من مكان إلى آخر، فمثلاً وجدنا نسبة التلوث واحد بالمئة في مناطق بمركز المدينة، ونسبة التلوث في الحيانية اثنين في المئة، أتوقع أن تكون نسبة التلوث عالية في أبي الخصيب وكذلك المدينة لأن في الزيارة الأولية للمواقع، وجدنا قطعاً كثيرة من مخلفات الحرب”. وأضاف زهير أن زهاء 46 ألف طن من المعدن الخردة الملوث باليورانيوم المستنفد ستدفن في منطقة مهجورة قرب الحدود العراقية مع السعودية. وقال “في البصرة تم حساب تخميني ما يقارب 46 ألف طن، الملوث منها سيذهب إلى منطقة خرانيج على الحدود العراقية السعودية، وفي منطقة داخل العراق ستحفر ولن تؤثر على المياه الجوفية”. وخلص تقرير في جريدة طبية تصدرها جامعة البصرة عام 2007 إلى أن معدل الوفيات بمرض السرطان لم يشهد ارتفاعاً كبيراً، لكن نسبة الأطفال الذين يموتون بمرض السرطان في البصرة قفزت بنسبة 65 بالمئة عام 1997 وبنسبة 60 بالمئة عام 2005، مقارنة مع نسبتها عام 1989.
المصدر: البصرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©