أبو عبد الله الذهلي.. إمام أهل الحديث في خرسان

أحمد مراد (القاهرة) هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري الذهلي، المعروف بـ «إمام أهل الحديث» في خراسان، وعالِم أهل المشرِق. ولد الذهلي سنة 172 هجرية، وتنقل بين عدة بلدان طلباً للعلم وبالأخص دراسة الحديث، حيث سمع عن عدد كبير من كبار الأئمة والشيوخ منهم حفص بن عبد الله، وحفص بن عبد الرحمن، والحسين بن الوليد، ومكي بن إبراهيم، وعلي بن الحسن بن شقيق. في سنة 197 هجرية رحل إلى مدينة الري، ودرس عند يحيى بن الضريس، وفي أصبهان درس عند عبد الرحمن بن مهدي، وفي البصرة سمع الحديث عن محمد بن بكر البرساني، وأبي داود الطيالسي، وفي الكوفة درس عند عمرو بن محمد العنقزي، ويعلَى بن عبيد، وفي واسط سمع عن يزِيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وفي بغداد سمع عن أبي النضر، والأسود بن عامر، والواقدي، وفي مكة سمع عن أبي عبد الرحمن المقرئ، وفي المدينة سمع عن عبد الملك بن الماجشون، وعبد الله بن نافع، وفي اليمن سمع عن إبراهيم بن الحكم بن أبان، وعبد الله بن الوليد، وفي مصر سمع عن عمرو بن أبي سلمة، وفي الشام سمع عن الفريابي، والهيثم بن جميل. وعن رحلته في طلب العلم، قال الذهلي: ارتَحلت ثلاث رحلات، وأنفَقت على العِلم مئة وخمسين ألفاً، وقال عنه الإمام الذهبي: كان بحراً لا تكدره الدلاء، جمع علم الزهري، وصنفه وجوده، وانتهت إليه رئاسة العلم، له جلالة عجيبة بنيسابور من نوع جلالة الإمام أحمد ببغداد، ومالك بالمدينة. وقال أبو عمرو المستملي: أتيت أحمد بن حنبل، فقال: من أين أنت؟ قلت: من نيسابور، قال: أبو عبد الله محمد بن يحيى له مجلس؟ قلت: نعم، قال: لو أنه عندنا لجعلناه إماماً في الحديث، وقال زنجويه بن محمد: كنت أسمع مشايخنا يقولون: الحديث الذي لا يعرفه محمد بن يحيى لا يُعبأ به، وقال ابن أبي حاتم: محمد بن يحيى ثقة صدوق، إمام من أئمة المسلمين، وإمام أهل زمانه. من تلاميذه الذين رووا عنه محمود بن غيلان، ومحمد بن سهل بن عسكر، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وسعيد بن منصور صاحب «السنن»، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو عيسى الترمذي، وابن ماجه، والنسائي، وأبو العباس السراج، وأبو حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان. وتوفي محمد بن يحيى الذهلي سنة 258 هجرية عن عمر يناهز الـ 86 عاماً.