27 يونيو 2008 02:24
عاد الهدوء أمس إلى مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، حيث فتحت العديد من المتاجر أبوابها واستؤنفت حركة السير بعد مواجهات جديدة بين أنصار ''الأكثرية'' النيابية والمعارضة أعقبت هدنة لمدة 24 ساعة· ولم يشاهد المسلحون في الشوارع، كما لم تقع أي أعمال عنف في المدينة منذ مساء الأربعاء، حيث رفع أنصار الفريقين في حضور الجيش وقوى الأمن الداخلي آخر الحواجز التي كانوا يضعونها في القطاعات التي يسيطرون عليها·
ويسير الجيش، المنتشر بكثافة، دوريات في أحياء باب التبانة وجبل محسن والقبة الشعبية التي شهدت مواجهات جديدة· ولم توقع المواجهات الأخيرة ضحايا لكنها تسببت في خسائر مادية جسيمة مع احتراق نحو 30 منزلاً ونحو 15 متجراً وإصابة 57 منزلاً بالرصاص والقذائف، وفقاً لمصادر مستقلة·
وحتى الآن لم يعد الكثير من الذين نزحوا من أحيائهم إلى منازلهم·
وعاد المواطنون أمس إلى مزاولة أعمالهم، بعد أن عزز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من انتشارها في مناطق الاشتباكات وسيرا دوريات راجلة ومؤللة·
وتواصلت الاجتماعات في دار الفتوى في طرابلس لمعالجة ذيول ما حصل، وعقد اجتماع موسع ضم فعاليات طرابلس ومسؤولين عن الأطراف المختلفة، واتفق في النهاية على دعوة الجيش لتحمل مسؤولياته في فرض الأمن والاستقرار على رفع الغطاء السياسي عن أي مخل بالأمن، بعد أن تبين أن هناك طرفاً ثالثاً يصب الزيت على النار، سواء من خلال افتعال بعض المشكلات المتنقلة أو الإشاعات الطائفية والمذهبية· وانتقل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي إلى مدينة طرابلس، حيث ترأس سلسلة اجتماعات أمنية وجال برفقة عدد كبير من الضباط على مناطق المواجهات، وأكد ريفي أن قوى الأمن بدأت بتطبيق خطة أمنية حازمة ضد كل المخلين بالأمن، وهي منعت مجموعات من إحراق منازل ومحال تجارية·
على صعيد أمني آخر، أقدم مجهولون على اغتيال الشاب حسين حيدر عواضة (18 عاماً) نجل الشيخ حيدر عواضة وينتمي إلى حركة ''امل'' ومكلف بحراسة دائرة الإفتاء في مدينة صور، حيث وجدت جثته، وحضرت القوى الأمنية إلى المكان وباشرت التحقيق في الحادث·
وفي محلة الجناح في الأوزاعي جنوب بيروت تعرض عدد من رواد البحر لإطلاق نار من قبل ثلاثة مسلحين كانوا على متن زورق صيد، إلا أن أحداً لم يصب، وفق مصادر أمينة·
إلى ذلك، دخلت لقمة العيش على خط الأزمة السياسية والأمنية التي يشهدها لبنان، وشكل القرار الذي اتخذته نقابة أصحاب المخابز والأفران برفع سعر ربطة الخبز إلى ألفي ليرة مبرراً جديداً لتبادل الاتهامات حول المسؤول عن وصول الأوضاع الاقتصـــادية والـمعيشية إلى هذا المستوى الخطير من التردي·
ودعا رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة فؤاد السنيورة للحفاظ على لقمة عيش المواطن وأوضح أن ما شهده الرغيف من ارتفاع بالأسعار هو نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات عالمياً·
فمنذ الصباح، شرع القسم الأكبر من الأفران في لبنان في تنفيذ قرار الزيادة، في حين رفضت أفران أخرى الالتزام به وأبقت على سعر ربطة الخبز كما هو أي 1500 ليرة (دولار واحد)، وفضلت إعطاء فرصة للمساعي الجارية من أجل معالجة الأمر وزيادة دعم الطحين للأفران· وفشل الاجتماع الذي عقده وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد مع نقابة أصحاب الأفران في التوصل إلى حل للمشكلة·
وقلل حداد من أهمية الأزمة، مشيراً إلى أن الموضوع ضُخّم كثيراً في الإعلام ولا داعي لإعطائه أكبر من حجمه، وأن الأمر تتم معالجته بالحوار، وأن هناك اجتماعات مفتوحة مع نقابات الأفران لهذه الغاية· وشدد على أن أزمة الكهرباء مستعصية أكثر من أزمة الرغيف البسيطة جداً·
أما نقيب أصحاب الأفران كاظم أبراهيم، فأكد قرار رفع سعر ربطة الخبز إلى ألفي ليرة، لافتاً إلى أن أي تحرك لجمعية حماية المستهلك أو أي محضر ضبط ضد أي فرن ستقفل الأفران وسيكون هناك تصعيد من قبلها·
من جهته، قال الأمين العام لنقابات الأفران أنيس بشارة :''الأفران اضطرت لرفع سعر ربطة الخبز بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وتكلفة سعر الرغيف''، مشيراً إلى أن الأفران أجبرت على هذه الزيادة وانه اذا حررت محاضر ضبط بحق الأفران التي رفعت الأسعار فستضطر إلى التوقف عن العمل·
أما رئيس جمعية حماية المستهلك زهير برو، فاعتبر أن رفع سعر ربطة الخبز عملية انتهازية استغل فيها أصحاب الأفران حالة الشلل الحكومي الراهنة، كما فعل قبلهم مسؤولو قطاع النقل·
وطالب بتشكيل لجنة فنية لتحديد حجم الاستيراد الحقيقي للطحين، مشدداً على ضرورة تأمين الدعم للطحين على أسس واضحة وشفافة وبغير الآلية المعتمدة حالياً والمملوءة بالفوضى والرشاوى والفساد· وانتقد رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن قرار نقابات الأفران، مؤكداً عدم قدرة المواطنين ذوي الدخول المحدودة على احتمالها·
وحذرت مصارد نقابية وعمالية من ''ثورة رغيف'' تلوح في الأفق في حال لم تحل هذه المشكلة بسرعة وتفرض الدولة رقابة صارمة على أسعار الخبز في الأفران·
المصدر: بيروت
عدد اليوم
