الإمارات ترفع ملف تسجيل العيالة والتغرودة كتراث عالمي غير مادي ضمن قائمة «اليونسكو»

تستعد دولة الامارات وسلطنة عمان قبل نهاية الشهر الجاري إلى رفع ملف تسجيل العيالة والتغرودة كتراث عالمي في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، على أن تعلن الموافقة في غضون العام المقبل. وبدأت أمس اجتماعات خبراء التراث المعنوي من دولتي الامارات وعمان في إطار ورشة عمل صون فنون الأداء في دولة الامارات نظمتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حيث تم بحث آليات التسجيل في “اليونسكو”، والتعريف بأهمية العيالة والتغرودة كجزء من التراث المعنوي لدولتي الإمارات وعمان. وقال الدكتور ناصر علي الحميري مدير إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إن الهيئة تعمل على تبني استراتيجيات فاعلة للتعاون مع أشقائنا في الدول الخليجية والعربية، وبقية دول العالم، في إبراز مكانة التراث وغيره من المكونات الثقافية المشتركة التي تشكل جسوراً للتواصل والتفاهم بين الشعوب. وأكد الحميري في افتتاح ورشة العمل نيابة عن محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن انضمام سلطنة عمان الشقيقة لجهود الدولة في تسجيل فن العيالة كملف دولي مشترك يعكس وحدة الجغرافيا والتاريخ والعادات والتقاليد التي تجمع الدول الخليجية والعربية. ولفت الحميري إلى ضرورة أن تفتح المنظمات والهيئات والأفراد والمجتمعات أبوابا جديدة لتعريف العالم بتراث الدولة وقيمها الأصيلة ودور الآباء والأجداد في تحقيق ما وصلت إليه الدولة من تقدم وتطور وقيم انسانية رفيعة. واعتبر أن منظمة “اليونسكو” التي ترعى ثقافات الشعوب تعد خير نافذة يمكن الاطلال منها على العالم أجمع، ومن هنا تقوم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على حصر عناصر التراث، وبناء شراكات حقيقية مع دول تشاطرنا الاهتمام بالتراث. من جانبه، أكد سعيد بن سلطان البوسعيدي مدير إدارة دائرة الفنون الشعبية في وزارة التراث والثقافة العمانية أهمية إعداد ملفي العيالة والتغرودة لتسجيلهما في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لـ”اليونسكو”. وأشار البوسعيدي إلى أهمية التنسيق المشترك بين سلطنة عمان ودولة الإمارات والعمل على تذليل الصعوبات أينما وجدت لبناء شراكات حقيقية لإثراء تراث الدولتين في المحافل الدولية. ويأتي تنظيم ورشة العمل التي تنتهي أعمالها غداً في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتراث الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بمشاركة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وعدد من المؤسسات الحكومية والمجتمعية وخبراء وباحثين من دولة الامارات وعمان. من ناحيته أوضح الدكتور اسماعيل الفحيل خبير في إدارة التراث المعنوي بالهيئة أن دولة الإمارات وسلطنة عمان بدأتا بإعداد ملفين لتسجيل العيالة والتغرودة بتوضيح فنون الأداء في كلاهما، علما بأنه تم تقديم مطلب أولي، فيما الملف النهائي يجب أن يكون لدى اليونسكو قبل نهاية الشهر الجاري. ويحتوي الملف على دور الجمعيات وبرامج الصون الحالية والمستقبلية، مبينا أن أي دولة من الدول لديها نوعان من التسجيل إما فردي للدولة أو جماعي، ودوماً تفضل دولة الامارات التسجيل الجماعي، انطلاقاً من رغبتها في توحيد جهود الدول التي تشترك بموروث ثقافي مشترك. الأداء الحركي الأول أوضح ناصر حديد الجنيبي رئيس فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية أن العيالة تمثل الأداء الحركي الأول في دولة الإمارات، وهي من الأداءات التي تحمل صفات القوة والرجولة والشجاعة، وتعد أحد الفنون الأولى في الدولة. وقال الجنيبي إن دولة الإمارات تعد من الدول الغنية بالفنون الشعبية وتعد العيالة الرقصة الأولى لهذه الفنون، ومنذ أن أقرت اليونسكو اتفاقية حماية وصون التراث الثقافي غير المادي 2003 – 2005 أصبح من الضروري أن يتم ضم العيالة كأحد الفنون الشعبية إلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي. ولفت إلى أن تسجيل العيالة في القائمة التمثيلية سيفيد في تعريف العالم بالفنون الشعبية الاماراتية وصونها. التغرودة فن غنائي شعري أوضح الدكتور غسان الحسن مستشار الأدب الشعبي في أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن التغرودة فن غنائي شعري تختص به دولة الامارات وعمان، وهو فن بدوي حماسي له جذور تتصل بلون من ألوان بحر الرجز، ومعروفا منذ الجاهلية وحتى الآن. وقال إن تسجيل التغرودة ضمن القائمة التمثيلية لليونسكو سيساعد في صون هذا النوع من التراث سيما وأن الاهتمام به في المجتمع يتضاءل، وبحاجة في هذا الوقت إلى إدامة وحماية من الانقراض، مؤكداً أهمية تظافر الجهود المحلية والدولية لحماية هذا التراث المعنوي.