الحكومة المُقالة تحذر من خرق التهدئة وإطلاق عبارات التخوين

صعَّدت الحكومة الفلسطينية المقالة بقيادة حركة ''حماس'' في غزة أمس، من لهجتها تجاه الفصائل الفلسطينية التي لا تلتزم بالتهدئة· وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة إسماعيل هنية المقالة في بيان صحفي إن ''التهدئة التي تم التوصل إليها برعاية مصرية كريمة (مع إسرائيل) هي مصلحة وطنية وجاءت نتاج إجماع وطني'' مشددا على أن ''من يشذ عن الإجماع فسوف يتحمل مسؤوليته أمام الشعب وأمام القانون· وحذر البيان ''من العبث بالمصلحة الوطنية العليا لصالح حسابات فئوية ضيقة تحاول الربط بين الخلاف الفلسطيني الداخلي وبين تحقيق التهدئة ورفع الحصار بشكل يتساوق مع مصلحة الاحتلال''· وشدد البيان على أن ''الحكومة (المقالة) لن تسمح لمن يطلق عبارات التخوين وصكوك الوطنية وفقا لمزاجه الحزبي التحكم بمصلحة شعبنا وخرق الإجماع الوطني حيث ستتخذ التدابير اللازمة لحماية الشعب من أصحاب الرؤى الضيقة المرتهنة بالاحتلال''· وقال البيان: ''تتابع الحكومة (المقالة) التطورات الميدانية الأخيرة واستمرار الاحتلال لليوم الثاني على التوالي بإغلاق المعابر التجارية للقطاع في انتهاك صارخ لبنود التهدئة''، مشيدة بالجهود ''التي بذلتها وزارة الداخليـــة بالالتقاء بالأشقاء في الفصائل الفلسطينية وتشكيل خلية أزمة لمتابعة قضية التهدئة وحماية الإجماع الفلسطيني''· وحذرت حركة ''حماس'' امس ''كتائب شهداء الأقصى'' من خرق الإجماع الوطني بخصوص التهدئة، مؤكدة أنها ''ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية المصلحة الوطنية''· وصرح الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان صحفي بأن الحركة ''تعتبر أن تجاوزات المجموعة المسماة ''كتائب الأقصى - فلسطين'' للإجماع الوطني تمثل محاولة لا تخدم إلا الاحتلال لتبرير حصاره المستمر على شعبنا وهي تهدف إلى تحقيق أهداف حزبية على حساب المصلحة الوطنية العليا''· واتهم أبو زهري ''أطرافاً في رام الله بأن لها علاقة مباشرة بتحريك وتوجيه هذه المجموعة التي لم يكن لها أي فعل حينما كانت تحرق غزة بأكملها''· وقال إن الحركة: ''تحذر هذه المجموعة من هذه الممارسات، وتؤكد أنها ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية الإجماع الوطني والمصلحة الوطنية'' محملاً ''الأطراف التي تقف خلف هذه المجموعة المسؤولية الكاملة جنباً إلى جنب مع الاحتلال عن الحصار المستمر على شعبنا''· وكان سعيد صيام وزير الداخلية في الحكومة المقالة، قد أعلن انه تم الاتفاق على تشكيل خلية أزمة تضم القوى الفلسطينية، لمتابعة موضوع التهدئة ورصد الخروقات الإسرائيلية· وجاء إعلان صيام عقب لقاء مع قوى اليسار الفلسطيني (حزب الشعب، والجبهتين الشعبية والديمقراطية) بحضور وفد من ''حماس'' للتشاور في القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية، والتهدئة وضرورة التزام الفصائل بما تم التوافق عليه في حوارات القاهرة، وفي إطار التواصل بين وزارة الداخلية وفصـائل العمل الوطني· وأضاف صيام أن ''هذا منوط بالتزام إسرائيل بان تعطي التهدئة فرصة، للحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني وفك الحصار''· الى ذلك أكدت حركة ''الجهاد الإسلامي'' أنها تريد التقيد بالتهدئة التي دخلت أمس أسبوعها الثاني· وقال داوود شهاب الناطق باسم الحركة عقب لقاء جمع قيادة ''الجهاد'' مع وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام ووفد من ''حماس'':'' أكدنا لأشقائنا في ''حماس'' أننا مصممون على احترام الهدئة، وسنطبق الاتفاق حول وقف إطلاق الصواريخ إذا ما احترمته إسرائيل أيضا''· وأوضح أن ''لجنة تضم مندوبي ''حماس'' و''الجهاد'' والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين و''فتح'' ستجتمع عندما تخرق إسرائيل الهدنة في الضفة الغربية لتحديد ردها''· وجاء هذا الاجتماع بعد إطلاق ''سرايا القدس'' التابعة لحركة ''الجهاد'' ثلاثة صواريخ على مستوطنة ''سديروت'' رداً على اغتيال أحد قادتها الميدانيين في مدنية نابلس بالضفة الغربية المحتلة· وقال نافذ عزام القيادي في ''الجهاد'' أمس لإذاعة ''صوت القدس'':''أكدنا ونؤكد التزامنا بالتهدئة حرصا منا على سلامة الجبهة الداخلية الفلسطينية وفرصة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني عبر رفع الحصار عنه''· وقالت مصادر لصحيفة ''الأيام'' المحلية الفلسطينية، إن مصر أجرت خلال اليومين الماضيين، اتصالات عاجلة مع قيادة ''الجهاد'' جرى خلالها مناقشة قضية إطلاق الصواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية رغم التهدئة· وأكد المتحدث باسم الحركة داود شهاب حدوث الاتصالات بين مصر وحركة ''الجهاد'' لافتا إلى أن ''المصريين أبدوا تفهما لموقف الحركة''· وقال:''أبلغنا الإخوة المصريين أن ما تم إطلاقه من صواريخ هو رسالة استثنائية في اتجاهين:الأول تحذير إسرائيل من مغبة مواصلة عمليات التلكؤ في تنفيذ استحقاقات التهدئة، إلى جانب التأكيد على أن المقاومة لا تقبل استبعاد غزة من المقاومة والاستفراد بالضفة الغربية''·