تكليف زعيم المحافظين برئاسة وزراء بريطانيا

كلفت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية مساء أمس زعيم حزب «المحافظين» ديفيد كاميرون برئاسة الوزراء بعد 40 دقيقة من استقالة سلفه جوردون براون من رئاسة الحكومة وزعامة حزب العمال الذي فقد الاغلبية البرلمانية في الانتخابات العامة التي جرت الخميس الماضي. وقد تعهد كاميرون بتشكيل حكومة ائتلافية كاملة قوية ومستقرة مع «الديمقراطيين الاحرار». وكان براون أعلن تنحيه من منصبه وزعامة حزب «العمال» الذي فقد أغلبيته البرلمانية في الانتخابات العامة، فيما يبدو انه فشل في التحالف مع حزب الديمقراطيين الاحرار الذي اختار «المحافظين» للاتفاق بشأن تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. وقال براون للصحفيين خارج مكتبه في 10 داوننج ستريت إن استقالته من زعامة «العمال» تسري على الفور. وأضاف “سأعود الآن إلى وظيفتي الأولى في الحياة وهي أن أكون زوجاً وأباً”. ثم استقل سيارته بصحبة زوجته سارة وولديه وتوجهوا إلى قصر بكنجهام حيث قدم استقالته إلى الملكة إليزابيث الثانية. وكانت تقارير لتليفزون وإذاعة «بي. بي. سي» وشبكة «سكاي نيوز» التليفزيونية البريطانية، نقلت عن مصادر حكومية ومصدر في حزب «الديمقراطيين الأحرار» أن المحادثات بين حزب الديمقراطيين الاحرار و«العمال» فشلت وأن اتفاقاً مع «المحافظين» سيتم إعلانه في وقت وشيك. وأقر مكتب براون بأن المفاوضات لم ولن تتوصل إلى نتيجة أبداً. و دخلت المشاورات بشأن تشكيل حكومة ائتلافية مرحلة حاسمة أمس غداة إعلان براون عزمه على التنحي لتسهيل تشكيل ائتلاف ورد «المحافظين» عليه بعرض إجراء استفتاء على إصلاح محدود في النظام الانتخابي لا يلبي مطالب «الديمقراطيون الأحرار». وقال زعيم «الديمقراطيون الأحرار» نيك كليج للصحفيين بعد اجتماعه مع نواب حزبه فجر أمس “إن المحادثات دخلت “مرحلة حاسمة وأخيرة وأتعجل، مثلي مثل الآخرين، تسوية الأمر”. وأضاف “آمل فعلاً في أن نتمكن من إصدار إعلان قرارنا في اسرع وقت ممكن”. وذكر أن حزبه سيواصل المحادثات مع الحزبين الآخرين. وقال عضو فريق التفاوض في الحزب ديفيد لوز “سنعقد اجتماعاً آخر لنرى أين نقف وما إذا كان بوسعنا تسوية القضايا المعلقة”. وطالب زعيم «المحافظين» ديفيد كاميرون «لديمقراطيين الأحرار الذين جاءوا في المركز الثالث بعد «المحافظون» و«العمال» بحسم خيارهم بسرعة. وذكر أن حزبه “قدم اقتراحاً متكاملاً، منفتحاً جداً ومنطقيا جداً، الى الديمقراطيين الأحرار لتشكيل حكومة مستقرة”. وقال للصحافيين أمام منزله في شمال لندن “أعتقد أن الوقت حان بالنسبة إلى الديموقراطيين الأحرار وآمل في أن يتخذوا القرار الملائم الذي سيعطي لهذا البلد حكومة قوية ومستقرة يحتاج إليها بشكل ملح”. وقد حسَّن حزب المحافظين عرض الائتلاف في اللحظة الأخيرة مساء الأول فاقترحوا إجراء استفتاء على إصلاح القانون الانتخابي وانضموا بذلك الى «العمال» الذين وعدوا بإعادة النظر فيه، لكنهم أكدوا اقتراح الاستفتاء على النظام الانتخابي البديل نهائي، رغم أنه لا يلبي مطالب «الديمقراطيون الأحرار» بانتهاج نظام التمثيل النسبي. وبدا وزير التربية إد بولز عضو فريق مفاوضي «العمال» متحفظاً. وقال للصحفيين قبل أن يدخل إحدى قاعات التفاوض في لندن”إن الجميع يريد إنهاء الموضوع في اسرع وقت”. وأضاف “هناك مساحات اتفاق، لكن هناك أيضاً بعض الصعوبات”. وكان كليج قد قال خلال الحملة الانتخابية إنه لا يرغب في العمل مع براون، لذا فإن تنحي الأخير قد يسهل الوصول اتفاق مع حزب «العمال» ومع ذلك يجد نفسه في موقف صعب. فهناك الكثير من الأمور المشتركة بين حزبه وحزب «العمال»، لكن الحزبين لن يتمكنا من تحقيق أغلبية برلمانية وسيكونان بحاجة إلى كسب تأييد أحزاب أصغر. وسيتيح تحالف «الديمقراطيون الأحرار» مع «المحافظين» تشكيل حكومة أكثر استقراراً بوجود أغلبية قوية في البرلمان لكن سيكون من الأصعب الاتفاق على حلول سياسية وسط. ومن المقرر أن يستأنف البرلمان جلساته يوم الثلاثاء المقبل وأن تقدم الحكومة الجديدة برنامجها إليه يوم 25 مايو الجاري.