السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تايمز سكوير»... إرباك للشراكة الأميركية -الباكستانية

«تايمز سكوير»... إرباك للشراكة الأميركية -الباكستانية
12 مايو 2010 21:09
على الرغم مما يصفه المسؤولون الأميركيون والباكستانيون بالتحسن اللافت في التعاون بين الجانبين، فإن الهجوم الفاشل في ساحة "تايمز سكوير" يسلط الضوء على انعدام الثقة، الذي مازال يطبع الشراكة بينهما. فقد أشاد المسؤولون الأميركيون بتحرك باكستان السريع لتتبع الروابط المحلية للأميركي الباكستاني المشتبه فيه فيصل شاه زاد، إضافة إلى عملياتها العسكرية المتواصلة ضد "طالبان"، إلا أنهم يريدون أيضا ًمن إسلام آباد بذل جهود أكبر لكبح مجموعات متطرفة أخرى تدعو للجهاد وتقدم المساعدة للإرهابيين المقبلين. ويبدو أن الادعاءات الأميركية التي أفادت يوم الأحد الماضي بأن "شاه زاد" تلقى المساعدة من مقاتلي "طالبان باكستان" في شمال غرب البلاد ستضع الضغوط أيضاً على إسلام آباد من أجل شن عمليات عسكرية في منطقة شمال وزيرستان القبلية. غير أنه حتى الآن مازال قادة الجيش يبدون مقاومة لأن الجنود عالقون في عمليات أخرى ضد "طالبان"، وأيضاً لأن هجوماً يمكن أن يؤلب المقاتلين المحليين غير المعادين على الدولة. غير أن مسؤولاً أمنياً باكستانياً أفاد بأن مسؤولين كباراً ينكبون حالياً على بحث إمكانية شن حملة عسكرية في شمال وزيرستان، لأن "طالبان" الباكستانية باتت تكتسب قوة هناك في وقت باتت فيه المجموعات المقاتلة الأكثر ليناً تفقد السيطرة. ولكنه أوضح أن التفكير الباكستاني حول شمال وزيرستان لا علاقة له بهجوم نيويورك الفاشل، وأن وجود "إرهابيين" هناك بات يمثل "مشكلة كبيرة يجب معالجتها". ولكنه لم يشر إلى أي تاريخ للهجوم. صحيفة "ذا نيشن" الباكستانية، والتي تعد نافذة للآراء القومية، كتبت تقول: "لقد بات من الواضح أن الحكومة الأميركية تقف دائما وراء مثل هذه الاعتقالات الملفقة". ويوم الأحد الماضي، احتشد آلاف المحتجين من حزب "الجماعة الإسلامية" في كراتشي. وقال الكثير منهم إنهم واثقون من أن شاه زاد قد لُبِّس التهمة من قبل "سي. آي. إيه". وفي هذا الإطار، قال "فهد ماشف إقبال"، وهو طالب في العشرين من عمره: "إنه بريء، إنهم يريدون أن يربطوا فيصل شاه زاد بطالبان لخلق مؤامرة ضد باكستان". والواقع أن بعض المسؤولين الباكستانيين يصدقون مثل هذه النظريات أو يسعون لتفسير الهجوم الفاشل باعتباره رد فعل على السياسة الأميركية؛ حيث قال وزير الداخلية "رحمان مالك" في البداية إنه قبل التعاون مع الولايات المتحدة، "يتعين على المرء أن يرى: هل يتعلق الأمر بمؤامرة ما ضد باكستان؟". ومن جانبه، قال وزير الخارجية شاه محمود قرشي إن الهجوم الفاشل يمكن أن يكون ردا على هجمات الطائرات الأميركية من دون طيار في المناطق القبلية الباكستانية. وعلى الرغم من أن معظم الخبراء والسياسيين رفضوا نظريات المؤامرة، فإنهم اشتكوا أيضاً من أن الحادث قد أساء لسمعة باكستان. وفي هذا الإطار، يقول مشاهد حسين، زعيم المعارضة السياسية، إن النزوع إلى ربط باكستان بـ"أي شيء سيئ، في أي مكان من العالم" يُلحق ضرراً بالغاً بصورة بلده، مضيفاً "إنه موسم انتقاد باكستان". ومما زاد من مشاعر السخط والاستياء تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية أدلت بها لبرنامج "60 دقيقة" الذي تبثه قناة "سي. بي. إس" مساء الأحد الماضي؛ حيث حذرت من أن باكستان ستواجه "عواقب وخيمة" في حال اكتُشف أن مصدر هجوم مقبل على التراب الأميركي هو باكستان. وفي هذا السياق، يقول رفعت حسين، أستاذ الدفاع والدراسات الاستراتيجية بجامعة قويد عزام في إسلام آباد: "إن تصريحات كلينتون ونبرة الوعيد ستعيد إحياء المخاوف الباكستانية من أنه مهما بذلنا من جهود، فإن ذلك لن يكون كافيا أبدا"، مضيفا " إن باكستان تبذل قصارى جهدها من أجل التعاون حول هذه القضية. وسؤالي هو: ماذا يمكننا أن نفعل فوق ذلك؟". ويشدد حسين على أن زعماء الجيش كانوا واضحين حين أكدوا أنهم جادون بشأن هزم "طالبان"، ولكنهم يريدون أن يتحكموا في "توقيت وتفاصيل" عملياتهم إذ يقول: "ثمة دائماً بعض الشك وانعدام الثقة عندما يتعلق الأمر باقتسام المعلومات الاستخباراتية، إلا أنه ليس ثمة شك بشأن الهدف الاستراتيجي". غير أن الأحداث الأخيرة تشكك في هذه المقولة، ومن ذلك تقارير تفيد بأنه حتى في الوقت الذي حظيت السلطات الباكستانية بإشادة الولايات المتحدة على خلفية اعتقالها أحد زعماء "طالبان" في كراتشي هذا العام، فإنها سمحت لعدد آخر منهم بالفرار. كما يقول بعض الخبراء إن أجهزة الاستخبارات مازالت تتعاطف مع المجموعات المتطرفة الداخلية التي كانت ترعاها وتدعمها في يوم من الأيام من أجل خوض حروب خارجية، بينما يتردد الزعماء المدنيون في تحديها. والواقع أن الأفعال المتغيرة، والمتناقضة أحياناً، لوكالات وأجهزة الدولة الباكستانية لطالما شوشت على جهود محاربة الإرهاب الأميركية والعلاقات الثنائية. وبدلاً من تطوير مخطط ورسالة موحدة لمحاربة التطرف الإسلامي، فإن الحكومة تمتلك أجندات عديدة وتتحدث بأصوات كثيرة، مما يحير حلفاءها الغربيين ومواطنيها المسلمين. وفي هذا الإطار، يقول امتياز جول، الخبير في التطرف الإسلامي في باكستان: "عندما يسلك أميركي باكستاني طريق "القاعدة"، فإن كل القذارة تسقط على باكستان، والحال أن التحدي أكبر من أفعال شخص واحد"، مضيفا "إننا في حاجة إلى الإرادة لمحاربة هذه المجموعات وينبغي أن نطور استراتيجية مضادة لعمليات الردكلة، غير أن كل شيء تحركه النفعية والمصلحة". باميلا كونستابل - إسلام آباد كريم بروليارد - كراتشي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©