الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القاضي عياض.. إمام المصنفات التاريخية

22 يونيو 2016 19:02
القاهرة ـ محمد أحمد: رسوم: عصام طه القاضي عياض، الإمام العلامة والحافظ الكبير، شيخ الإسلام، فقيه مجتهد ومفسر ومؤرخ وأديب وشاعر، والقاضي أشهر ألقابه، صاحب كتاب «الشِّفا بتعريف حقوق المصطفى». هو أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون السبتي اليحصُبيّ، تعود أصول أسرته إلى قبائل اليمن العربية القحطانية، ولد في مدينة سبتة العام 467 هـ - 1083م، وتوفي في سنة 544 هـ بمراكش، هاجرت أسرته إلى الأندلس ثم انتقلت إلى فاس بالمغرب، واستقرت بمدينة سبتة المغربية. رحل عياض في طلب العلم إلى الأندلس، والتقى ابن رشد وكبار العلماء، وشد الرحال إلى مشرق العالم الإسلامي وعاد بعدها إلى سبتة ليصبح له حلقة دراسية وهو في الثانية والثلاثين من عمره. كانت حياة القاضي عياض موزعة بين القضاء والإقراء والتأليف، وما أذاع شهرته، هو مصنفاته التي جعلته في مكانة رفيعة بين كبار الأئمة في تاريخ الإسلام، وتشهد مؤلفاته على سعة العلم وإتقان الحفظ، وجودة الفكر، والتبحر في فنون مختلفة من العلم، وكان الفذَّ في الحفظ والرواية والدراية. قال القاضي شمس الدين في «وفيات الأعيان» هو إمام الحديث، وأعرف الناس بعلومه، وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم. تولى القضاء في سبتة العام 515 هـ - 1121 م وظل فيه ستة عشر عاماً، ثم تولى القضاء في غرناطة بالأندلس، أقام فيها العدل وأحس الناس معه بالأمان، جلس للمناظرة وله نحو 28 سنة، وولي القضاء وله 35 سنة، هيناً من غير ضعف، صلباً في الحق. ألف كتابه المعروف «ترتيب المدارك وتقريب المسالك في ذكر فقهاء مذهب مالك»، ويعد أكبر موسوعة لعلماء وفقهاء المذهب المالكي ورواة «الموطّأ»، وبذلك أرخ لعلماء المذهب المالكي الذي كان ينتمي إليه، ودافع عن نظرية المالكية في الأخذ بعمل أهل المدينة، باعتباره من أصول التشريع، وحاول ترجيح مذهبه على سائر المذاهب، وأورد بعد ترجمة الإمام مالك ترجمة أصحابه، ثم أتباعهم طبقة طبقة حتى وصل إلى شيوخه والتزم في طبقاته التوزيع الجغرافي لمن يترجم لهم، وخصص لكل بلد عنواناً يدرج تحته علماءه من المالكية، فخصص للمدينة ومصر والشام والعراق عناوين خاصة بها، وأفرد لعلمائه وشيوخه الذين التقى بهم في رحلته كتابه المعروف باسم «الغُنية»، تناول حياتهم ومؤلفاتهم وما لهم من مكانة ومنزلة وتأثير. أهم أعمال القاضي عياض وأخلدها، كتاب «الشفا بتعريف حقوق المصطفى»، الذي كرّسه لبيان شمائل وفضائل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويعد من أفضل ما كتب في هذا المجال، ويقال إن أهل العلم قالوا فيه «لولا الشفا لما عُرف المصطفى». ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، الأول في تعظيم قدر النبي قولًا وفعلًا، والثاني ما يجب على العباد من حقوقه عليهم، والثالث فيما يستحيل في حقه، وما يجوز، وما يمتنع، وما يصح، والرابع في تصريف وجوه الأحكام على من تنقص من قدره أو سبه. ومن مؤلفاته «العقيدة»، و«شرح حديث أم زرع»، و«جامع التاريخ»، جمع فيه أخبار ملوك الأندلس والمغرب، وأخبار سبتة وعلمائها، وله كتاب «مشارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار، و«الإكمال في شرح صحيح مسلم» أكمل به كتاب «المعلم» للمازري، و«مشارق الأنوار على صحاح الآثار» في تفسير غريب الحديث، و«التنبيهات» فيه فوائد وغرائب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©