الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحوسبة الذاتية» تنبئ بقدوم طلائع أجيال الآلات الواعية

«الحوسبة الذاتية» تنبئ بقدوم طلائع أجيال الآلات الواعية
26 أغسطس 2009 00:17
يقول المحلل العلمي رايد جولزبورو إن التنبؤ بالمستقبل يساعد البشر على تشكيله؛ وأن حصر الفكر في تصوّر الحال الذي ستكون عليه الأشياء بعد عشر أو عشرين أو خمسين عاماً، يقوّي من قدرة المرء على التخيّل ويحفزه على التسابق مع عجلة الزمن. ويحاول الكثير من العلماء الآن بناء فكرة تصوّرية لواقع العالم في العقود المقبلة استناداً إلى معطيات راهنة تسمح بتقدير سرعة التطور التكنولوجي ونتائجها من حيث ابتداع المزيد من الأجهزة والأدوات الذكية. ويتفق الخبراء الآن على أن تكنولوجيا المعلومات سوف تكون بطلة قصة التطور في المستقبل من دون منازع. وسوف تترك بصماتها وتأثيراتها القوية على عالم التجارة والاقتصاد وأساليب أداء الأعمال. فالمستقبل سيكون للآلات الذكية والروبوتات وأجهزة الاتصال التي يمكنها أن تتعلم من ذاتها وأن تصلح نفسها بنفسها. ومنذ خريف عام 2001 كان خبير الكمبيوتر الأميركي بول هورن يتنافس مع «عفاريت» صناعة الحواسيب، وكان هورن أستاذاً سابقاً في قسم الفيزياء بجامعة شيكاجو وأصبح مسؤولاً عن إدارة مختبرات البحوث التابعة لشركة «آي بي إم» منذ عام 1996. وفي تلك الأيام، كانت الإنترنت والتكنولوجيات اللاسلكية والبرمجيات القادرة على الاستفادة من بعضها وتناقل المعلومات فيما بينها، في قمة شهرتها. إلا أن التعقيدات البالغة التي كانت تنطوي عليها هذه التكنولوجيات الجديدة أربكت مستخدميها من المستهلكين وأصابتهم بالحيرة والذهول. ووجد هورن نفسه غارقاً حتى أذنيه بمشروع ابتكاري جديد أطلق عليه مصطلح «مشروع الحوسبة الذاتية» self- computing project. وكانت فكرته تنطوي على البساطة الكبيرة، ومفادها أن العلماء كانوا في أمس الحاجة للعمل مع جيل جديد من الحواسيب والشبكات الرقمية وأجهزة التخزين التي يمكنها جميعاً أن تعنى بنفسها من دون الحاجة لتدخل الخبراء. وتمت استعارة اسم هذا المشروع من مصطلح طبي هو «النظام العصبي ذاتي الأداء». ومن المعلوم أن هذا النظام هو الذي يضبط بدقة بالغة الأداء الوظيفي لمختلف أعضاء جسم الإنسان وغيره من الأحياء. وهو الذي يدفع قلوبنا إلى الخفقان بمثل هذا الانتظام الدقيق، وهو الذي يجعلها تخفق بسرعة أكبر عندما نتعرض للخوف أو ندخل امتحاناً عسيراً. وأما من الناحية التكنولوجية، فلقد كان ذلك يعني أن على الحواسيب أن تعرف كيف تضبط نفسها وتشخص مشاكلها، وكيف تقتل الفيروسات أو تعزلها عن النظام. ويصل هورن في طرحه هذا إلى نتيجة أخرى تفيد أن على الحواسيب أن تكون على درجة من الذكاء تفوق بكثير تلك التي توجد عليها الآن. وكان سعي الخبراء لتحقيق هذا الهدف منصباً على ابتكار الآلات القادرة على التفكير من ذاتها. وبدأت نتائج الجهود التي بذلها هورن تظهر الآن بقوة. ولقد أصدرت شركة «آي بي إم» لتوّها ثلاثة برامج تطبيقية جديدة قادرة على ضبط الأنظمة الحاسوبية ومراقبتها وإعادتها إلى نقطة بدء التشغيل عندما تقتضي الحاجة ذلك وبطريقة آلية بحتة ودون الحاجة لتدخل البشر. ويمكنها أيضاً ترتيب العمليات الحسابية التي تخضع للمعالجة بالطريقة التي تقصر من زمن إتمامها. وتمكنت شركة «أنظمة سيسكو سيستيمز» من ابتداع سلسلة من منتوجات توجيه التطبيقات داخل الشبكة الرقمية والقادرة على تنظيم تدفق البيانات داخل النظام بأفضل الطرق وبما يضمن تجنب اختناق الشبكات. ويعمل خبراء الآن على تنفيذ خطط لابتداع تكنولوجيات ذكية في النسخة الجديدة من برنامج «ويندوز 7» يمكن لإحداها أن تستشعر الأعراض الأولى التي تظهر على مشغل القرص الصلب قبل أن يصاب بالعطل، ويكون في وسعها أن تصدر تحذيراً إلى المستخدم يسمح له بتخزين البيانات والصور قبل فوات الأوان. ويشير التقرير إلى أن الشركات التي يمكنها أن تبتدع مثل هذه التكنولوجيات هي التي سيكتب لها تحقيق القفزات التطورية الكافية للقضاء على منافساتها في المستقبل القريب. ويرى العالم النشيط والمؤلف العلمي الشهير ريموند كورتزفيل أن التكنولوجيا البيولوجية سوف تكون في عام 2030 قد تطورت إلى الحد الذي سيجعلها قادرة على التحكم بظاهرة الشيخوخة ومعالجة أسبابها. وعندئذ، سوف تتكفل الروبوتات الذكية المبرمجة والتي لا يتجاوز حجم كل منها رأس دبوس بالتغلغل ضمن الدورة الدموية للإنسان لتتحكم في عمل القلب والرئتين والتقاط خلايا الدم التالفة والقذف بها خارج الجسم. ويفضل كورتزفيل أن يقفز أيضاً إلى ما بعد هذه الفترة ليعبر عن اعتقاده من أنه مع حلول عام 2050 سوف يتمكن العلماء من «إعادة هندسة الأدمغة البشرية» بحيث يصار إلى دمجها مع وحدات المعالجة في الحواسيب. ويتحدث أيضاً عن بشر يمكنهم أن يعيشوا إلى الأبد وأن يفكروا خلال حياتهم بسرعة الإلكترون الذي يدور حول النواة. ويمتلك كورتزفيل من الثقة بنبوءاته هذه ما جعله يعمد إلى طرحها في كتابه الخامس الذي صدر حديثاً تحت عنوان «الرحلة المثيرة: العيش إلى ما لانهاية». وكان أصدر في عام 1988 كتابه الأول تحت عنوان «عصر الآلات الذكية» فكان سباقاً إلى تصور عالم بداية القرن الحادي والعشرين العامر بالشبكات الحاسوبية العالمية التي ستربط كل سكان الأرض ببعضهم البعض. ونحن نشهد الآن كيف تحققت نبوءته حتى قبل حلول الموعد الذي حدده. وتوقع كورتزفيل في كتابه ذاك أن يتمكن علماء البرمجة الحاسوبية من ابتكار برنامج قادر على هزيمة بطل العالم في الشطرنج قبل حلول عام 1998، ولقد حدث بالفعل أن تمكن البرنامج «ديب بلو» الذي كتبه خبراء شركة «آي بي إم» من هزيمة بطل العالم الروسي الشهير جاري كاسباروف عام 1997. وتؤكد هذه النبوءات التي طرحها هورن وكورتزفيل وآخرون بأن المستقبل سيكون لأولئك الذين يهيئون أنفسهم منذ الآن لتبنّي ملايين الأنظمة والابتكارات الجديدة التي ستجعل العالم مجرّد آلة محكومة بشكل تام بذكائها الذاتي. «سبايتسير» يكشف المزيد من أسرار الثقوب السوداء أبوظبي - كثيراً ما يتردد مصطلح «الثقوب السوداء» black holes في النصوص والمقالات الفلكية الحديثة. وهذا ما جعلها تحظى باهتمام كبير وشعبية واسعة لدى غالبية المهتمين بمتابعة الكشوف الفلكية. ويكمن عنصر الإثارة في هذه الأجسام الفلكية المبهمة في غموضها وغرابة خصائصها واستحالة رؤيتها بطريقة مباشرة. وكلها من العناصر التي تثير الكثير من فضول المتابعين لأخبارها. ويعود السبب في استحالة رؤيتها لكونها أجسام ذات كثافة هائلة وجاذبية لامتناهية القوّة وبما يجعلها قادرة على أسر الضوء ذاته ومنعه من الانتشار في الفضاء. ولهذا السبب تستحيل رؤيتها باستخدام التلسكوبات الضوئية العادية، بل يتطلب الأمر الاستعانة بالتلسكوبات الإشعاعية القادرة على التقاط الموجات اللاسلكية الصادرة عنها وخاصة إشعاعات إكس وجاما. و»الثقوب السوداء» هي أيضاً محور اهتمام كبار علماء الفلك منذ أن اكتشفت قبل عشرات السنين. ونادراً ما كان الباحثون يعثرون على اكتشاف جديد يزيل بعض اللبس عنها. وتبلغ قوة جاذبيتها الحدود التي تجعلها قادرة على التهام كل ما يجاورها من نجوم وغبار كوني. وباستخدام شبكة من التلسكوبات الإشعاعية، راح الفلكيون يرصدون القطاعات المختلفة للمجرات البعيدة فلاحظوا ازدياد تكاثف المادة مع الاقتراب أكثر وأكثر من مراكز تلك المجرّات. وفهموا من ذلك أن مركز أي مجرّة لا بد أن يكون قد تمكّن من جمع كم ضخم من المادة في حيز بالغ الضيق، وهذا ما جعل كثافته هائلة إلى الحد الكافي لخلق مثل هذه القوى الجاذبة الهائلة التي تكفي لأسر الأشعة الضوئية ذاتها مما يجعله يبدو كقطاع مظلم في مركز المجرة. وجاء في تقرير نشره موقع «سبيس دوت كوم» مؤخراً أن عدداً كبيراً من الثقوب السوداء تم اكتشافها فجأة في قطاع ضيّق من السماء باستخدام التلسكوبات الإشعاعية وخاصة منها تلك المتخصصة باكتشاف أشعّة إكس، وبما أوحى للفلكيين أن الكون يعجّ بمثل هذه القطاعات الجاذبة غير المكتشفة. ويقاس نشاط الثقب الأسود بمقدار ما يلتهمه من مادة؛ ويكون من نتائج هذه الوجبات الدسمة، انتشار سحب هائلة الحجم من الغاز والغبار حوله مما يعقد من طريقة رصده أكثر وأكثر. وعندما يكون الثقب الأسود على مثل هذا النشاط الهائل فإنه يدعى «الكوزر» Quasar. ويعرّف بأنه ثقب أسود يمكنه التهام ألوف النجوم الضخمة كل عام. وتمكن الفلكيون حتى الآن من رصد عدد من الكوزرات إلا أنهم يتوقعون اكتشاف المزيد منها في المستقبل القريب مع التطور المتواصل لتلسكوبات أشعة إكس والأشعة تحت الحمراء. ويركز الفلكيون الآن جهودهم على الاستفادة القصوى من «تلسكوب سبايتسير الفضائي» الذي تم إطلاقه إلى مدار حول الأرض قبل نحو سنتين؛ لأنه قادر على التقاط الأشعة تحت الحمراء حتى من أعماق السحب وطبقات الغبار التي تغلف الكوزرات مما يسمح له بكشف أسرار الكوزرات ذاتها بالرغم من اختفائها تحت هذه الطبقات السميكة من الغبار الكوني. ويعرف عن هذه الأشعة قدرتها الفائقة على اختراق السحب. ولقد أمكن اكتشاف 21 كوزراً بهذه الطريقة من مجرّد قطاع ضيق جداً من الفضاء مما أوحى للفلكيين باحتمال أن تكون الثقوب السوداء أكثر انتشاراً بكثير مما كانوا يظنون. وما هذه إلا البدايات الأولى لجملة اكتشافات فلكية مهمة ينتظر تحقيقها باستخدام التلسكوب الفضائي «سبايتسير». • عن موقع deep-space-astronomy.suite101.com
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©