الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الزليج»..فن تكرار الوحدات الهندسية

«الزليج»..فن تكرار الوحدات الهندسية
19 مارس 2015 20:25
دبي (الاتحاد) «الزليج» هو لغة الفسيفساء المغربية، التي تصدح تعابيرها الفنية وتشكيلاته البديعة على مساحات الجدران والأرضيات، وتزينها بلوحات قائمة على مفهوم التكرار في الشكل واللون، بطريقة حرفية عالية، وهو فن متجدد من حيث التقنية، وحافظ على تواجده في مختلف أنماط الديكور الحديث، وما يزال حاضراً في ردهات المنازل ليعبر عن مكنون الفن المغربي على وجه التحديد. تاريخ عريق حول تاريخ «الزليج»، يقول توفيق الغالي، من شركة آيت مانوس إن الزليج فن عريق بالمغرب العربي، يعتقد أنه يرجع إلى القرن العاشر الميلادي، وقد ورثه أهل بلاد المغرب عن المركسيين القادمين من الأندلس بعد سقوطها. ويضيف أن الزليج يشير إلى نوع من الفن يقوم بالأساس على تجميع قطع حجرية طينية، بعد أن تجهز، وتشكل على يد حرفيين لهم باع طويل في هذه التقنية، ويتم إدخالها في أفران خاصة، ثم يتم تلوينها بألوان تقليدية تشمل الأزرق والأخضر والأصفر والأحمر، وهذه كانت الطريقة التقليدية لصناعته. ويؤكد أن فن الفسيفساء الإسلامي هو الأكثر تفرداً وتميزاً من بين كل فنون «الموزاييك» الأخرى، وحافظ على امتداد أربعة عشر قرناً لعب فيه الفن الإسلامي دوراً مهماً في التأثير على الحضارات على مكانته، موضحاً أن الآثار الباقية من العصر الإسلامي الوسيط تعطي صورة بديعة عن شكل الحياة في ذلك العصر، والذي تمثل بأفضل صوره في الزخارف الهندسية التي استخدمت بدقة في المساجد والقصور التي تظهر براعة الحرفيين في ذلك الوقت. حرفة متوارثة يوضح الغالي «في المغرب لا يزال الحرفيون يستخدمون الأنماط والأشكال النجمية والدائرية والخماسية والسداسية والرباعية والأشكال المعقوفة المصنوعة جميعها من مادة الرخام والخزف الملون، بحيث تعطي في تجميعها أشكالاً من الأطباق النجمية والتشكيلات الهندسية المتمازجة»، مشيرة إلى وجود من الحرفيين توارثوا هذه الصنعة عن آبائهم ولهم خبرة طويلة، في التعاطي مع هذا الفن القديم، وعصرنته من خلال تطوير بعض التصاميم وفقاً لرغبة الزبون، مع المحافظة على التصاميم التقليدية، والتعاطي معها بوسائل وتقنيات حديثة، لتظهر بطريقة متقنة، وأكثر جودة. ويضيف «نسعى إلى البحث عن تشكيلات جديدة من خلال تقنية الألوان، حيث تم إظهار أربع وثلاثين لوناً، والعمل على تكرارها ومزجها بطريقة فنية رائعة، مع حفرها وتطعيمها بالذهب والفضة والنحاس، لتشكيل لوحة فنية يمكن أن تكسو الجدران أو الأرضيات بطريقة متوازنة، تعمل على تهدئة الحواس». تقنيات عالية الجودة يقول توفيق الغالي «يسعى الحرفيون لإبراز قدراتهم ومهاراتهم في دمج مربعات حجر الزليج بتقنيات عالية الجودة، وبطريقة سهلة ومقننة، ابتداء من الأبحاث الأولية لإخراج النموذج الزخرفي إلى عملية التركيب النهائي للقطع». اختلاف البيئات يوضح توفيق الغالي أن عملية تصميم هذه القطع تختلف من بيئة إلى أخرى، ومن فراغ إلى آخر، وما بين منزل وفندق ومطعم فالهدوء مطلوب في المنازل، في حين نجد الفنادق أو المطاعم يظهر فيها الزليج بصورة أكثر قوة في الألوان والتشكيلات الغنية الباعثة على الدهشة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©