«جنرال موتورز» تدرس إلغاء خطة بيع «أوبل»

أفادت مصادر إعلامية أمس الأول بأن شركة جنرال موتورز الأميركية للسيارات تدرس خطة لجمع أربعة مليارات دولار للاحتفاظ بوحدتها الأوروبية لصناعة السيارات «أوبل» بدلا من بيعها لمجموعة ماجنا الكندية أو آر.إتش.جيه انترناشونال البلجيكية. وقال أرمين شيلد زعيم نقابة العمال آي.جي ميتال بولاية هسه، حيث يوجد مقر أوبل، إن خروج خيارات جنرال موتورز بشأن أوبل إلى النور قبل الإعلان الرسمي قد تعني أن تلك الخيارات تخضع لدراسات جدية، وأضاف في تصريح لتلفزيون زد.دي.إف الألماني «أرى ذلك علامة سيئة بالنسبة لمستقبل أوبل». وكانت جنرال موتورز قد قررت في وقت سابق هذا العام بيع أوبل، المملوكة لها منذ 80 عاماً، قائلة إنها بحاجة إلى مساعدات حكومية بمليارات اليورو لتجنب خفض وظائف وإغلاق مصانع. وتعهدت إدارة أوباما أمس الاول بعدم التدخل في اختيار جنرال موتورز لمشتري أوبل، وقال مصدر إنه بسبب منع جنرال موتورز من استخدام التمويل الذي حصلت عليه من الحكومة الأميركية لدعم عملياتها الدولية فإن أحد الخيارات، التي تناقش في إطار خطة الاحتفاظ بـ»أوبل»، قد يشمل جمع أموال عن طريق بيع أو رهن أصول الشركة في الصين. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية ذكرت في عددها أمس ان شركة «جنرال موتورز» قد تقرر عدم بيع «أوبل»، وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر مقربة من «جنرال موتورز»، إن مجلس إدارتها الجديد المعين بدعم من الرئيس الأميركي باراك أوباما طالب بوضع خطة تمويل جديدة بحلول سبتمبر المقبل للإبقاء على «أوبل» عقب خروج جنرال موتورز من حالة الإفلاس الراهنة. وأوضحت برلين والولايات الألمانية التي توجد بها مصانع أوبل إنها ترغب في حصول ماجنا على أوبل وإنها على استعداد لتوفير مساعدات حكومية بقيمة 4.5 مليار يورو (6.4 مليار دولار) لتنفيذ ذلك. ووفرت ألمانيا بالفعل تمويلا مرحليا بقيمة 1.5 مليار يورو لشركة أوبل، ونتيجة لذلك يجب الحصول على موافقة مجلس الأمناء الألماني الذي يتولى الإشراف على حصة الأغلبية في أوبل بشأن أي صفقة. وباعت أوبل وفوكسهول أكثر بقليل من 560 ألف سيارة في أوروبا في النصف الأول من العام أو ما يعادل 7.6 في المئة وذلك بحسب بيانات لرابطة صناعة السيارات (إيه.سي.إي.إيه). وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات المتعلقة بالعمال والاعتبارات السياسية المتعلقة بتباطؤ جهود جنرال موتورز في بيع حصة مسيطرة في أوبل وشركة فوكسهول البريطانية التي تمتلك فيها حصة كبيرة. وبدأت محادثات بيع أوبل منذ أربعة شهور وأصبحت قضية سياسية ساخنة قبل الانتخابات الألمانية في سبتمبر بسبب الدعم الحكومي علاوة على خفض آلاف الوظائف المتوقع بعد البيع. وضغطت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والولايات الألمانية على جنرال موتورز لقبول عرض ماجنا الذي قدمته مع شريكها الروسي سبيربنك لأنها تعتقد أن بإمكان ماجنا إنقاذ الكثير من وظائف أوبل في ألمانيا البالغ عددها 25 ألف وظيفة. وفي اجتماع لمجلس إدارة جنرال موتوز يوم الجمعة الماضي رفض أعضاء المجلس التصديق على بيع أوبل لشركة ماجنا الأمر الذي دفع الشركة مرة أخرى إلى إجراء مفاوضات هذا الأسبوع مع الحكومة الألمانية. ومن جانب آخر تحدث كلاوس فرانز زعيم العمال في شركة أوبل للإذاعة الألمانية وهدد باتخاذ «تدابير مذهلة» إن لم تحزم جنرال موتورز أمرها قريباً، ونقلت صحيفة دي فيلت الألمانية أمس عن مصادر بالحكومة الألمانية قولها إن جنرال موتورز ما زالت راغبة في توضيح بعض القضايا مع ماجنا بشأن الملكية الفكرية وبراءات الاختراع والتراخيص الخاصة بأوبل. وسحب العاملون بشركة أوبل، وعددهم 25 ألفاً، عرضهم بالتنازل عن إعانة العطلات المستحقة لهم، وهو العرض الذي تقدموا به في وقت سابق، احتجاجاً على ما يرونه «تسويفاً» تتبعه الشركة الأم جنرال موتورز منذ فترة. وجاء في منشور داخلي وزع في أروقة الشركة بمدينة روسلسهايم بولاية هيسن وسط ألمانيا، حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه أن العاملين بالشركة أنهوا من جانبهم الاتفاق الذي أبرموه مع الشركة في هذا الخصوص من قبل وأن إعانة العطلات لابد من صرفها بداية من حسابات الشهر المقبل.