محمد حامد (دبي) - حظيت صحيفة “آس” المدريدية بحوار شامل مع جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، والذي أطلقت عليه الصحيفة الإسبانية لقب “والد كرة القدم”، حيث أكد في أحد أهم محاور المقابلة أن العقوبات المالية ليست كافية للحد من مشكلة العنصرية التي تهدد سمعة كرة القدم، وشدد بلاتر على أنه يجب التعامل بحسم والبحث عن حلول جذرية لهذه المشكلة، مضيفاً: “أعتقد أن العقوبات المالية لم تنجح في القضاء على مشكلة العنصرية أو حتى الحد من خطرها، يجب أن نفكر في حلول أكثر جدية، مثل حسم النقاط مثلاً، أو حتى حظر المشاركة في بعض البطولات سواء على المستويات الدولية أو المحلية، ولكن تطبيق هذه العقوبات القوية يحتاج إلى اتفاق عالمي، والأهم أننا في أشد الحاجة إلى توحيد التطبيق سواء فيما يخص بطولات الفيفا أو الاتحادات القارية أو المحلية”.
وكانت بداية الحوار مع بلاتر عن دخول إسبانيا في تصفيات المونديال على الرغم من الفوز باللقب في 2010، حيث كان النظام القديم يقضي بتأهل البطل مباشرة إلى النسخة التالية، وهو ما لا يحدث حالياً، وعن ذلك قال بلاتر: “القرار تم بموافقة دول العالم، كما أن بطل المونديال يحتاج إلى الدخول في تصفيات تنافسية بدلاً من عدم المشاركة في أي مباريات انتظاراً للمشاركة التلقائية في النسخة التالية للمونديال، وبالنسبة لإسبانيا لا توجد مخاوف من عدم تأهلها لمونديال البرازيل 2014”.
ولكن هل يشعر بلاتر بالرضا عن فكرة بطولة كأس العالم للقارات؟، أجاب قائلاً: “لدي قناعة تامة بأهمية هذه البطولة، فهي ليست مجرد فرصة للحكم على جاهزية الدول لاستضافة المونديال، ولكنها بطولة الأبطال، حيث يقوم نظامها على المواجهات المباشرة بين أبطال القارات المختلفة، ومن ثم فهي تحظى بمستويات راقية”.
ورداً على سؤال حول المواجهة الأكثر إثارة التي شهدها وتفاعل معها بصورة غير مسبوقة، قال بلاتر: “هناك سبب أبعد من حسابات كرة القدم يجعلني أقول أن مباراة إسبانيا وهولندا في نهائي مونديال 2010 هي أكثر مباراة مثيرة شاهدتها طوال حياتي، الأمر يرتبط بنجاح المونديال الذي احتضنته القارة السمراء للمرة الأولى في التاريخ، كنت أتمنى حسم المباراة قبل ركلات الترجيح، وهو ما حدث بواسطة إنييستا في الوقت الإضافي، لقد تنفست الصعداء بعد هذا الهدف، لا أفضل حسم المواجهات بركلات الترجيح، يجب البحث عن حل عملي لهذا المأزق، البعض يطرح فكرة إعادة نهائي المونديال بدلاً من اللجوء للحسم بركلات الترجيح، أرى أنه حل صعب، وعموماً لا أحب أن يكون الحسم بطريقة لا تعبر عن روح كرة القدم؛ لأن ركلات الترجيح ما هي إلا منافسة بين لاعب وآخر بعيداً عن روح الساحرة التي هي لعبة جماعية في الأساس”.
ولم يتردد بلاتر في إبداء إعجابه الشديد بنجوم الكرة الإسبانية، مؤكداً أنه لا يملك صوتاً في سباق المنافسة على الكرة الذهبية؛ لأن التصويت يعود إلى المدرب والقائد في جميع منتخبات العالم، وأشار بلاتر إلى أن الأمر لو كان بيده لمنح صوته للاعب إسباني للحصول على لقب افضل لاعب في العالم عقب مونديال جنوب أفريقيا، وتحديداً كاسياس، وإنييستا، وتشافي، وأشار بلاتر إلى أن كاسياس وتشافي تحديداً يضربان مثلاً رائعاً في قوة الصداقة التي يرتقيان بها على حدة وتوتر المنافسة بين الريال والبارسا.
وفي مؤشر جديد على تصاعد الخلافات بين بلاتر وبلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قال بلاتر: “العالم بأسره سواء اتحادات قارية أو محلية، أو حكام أو لاعبين يرغبون بشدة في تطبيق تكنولوجيا خط المرمى لحسم الجدل حول الأهداف المشكوك في صحتها، ولكن هناك شخص واحد لا يريد ذلك، إنه بلاتيني، أعتقد أنه ليس أمراً شخصياً، نحن في أشد الحاجة لهذه التقنية، لقد كنت في صفوف المعارضين لهذه الفكرة، ولكنني أمضيت ليلة قاسية بعد أن تم إلغاء هدف لامبارد في مرمى الألمان في كأس العالم الماضية، وقلت لنفسي إنه يجب البحث عن تقنية تحسم هذا الجدل، أؤكد أننا سوف نطبقها في كأس القارات، وندرس نجاح التجربة لتطبيقها في مونديال البرازيل”.
وتناول بلاتر عدة مشكلات أخرى، ومتعهداً بحلها، وعلى رأسها أجندة المباريات الدولية للفيفا، والتي تؤثر على الأندية المجبرة على إرسال نجومها للمشاركة مع المنتخبات، كما أكد بلاتر أنه يسعى إلى فتح المجال للمرأة للدخول في تنفيذية الفيفا التي يسيطر عليها الرجال كلياً، وفي شأن آخر قال إن تناول المنشطات في عالم كرة القدم لا يشكل ظاهرة، وغالبية التحاليل تؤكد ذلك، كما أشار رئيس الفيفا إلى أنه يتصدى بقوة لظاهرة الاتجار في الناشئين، في إشارة إلى منع بيع اللاعب الذي لم يتجاوز عمره السن القانونية للاحتراف.
وفي ختام المقابلة مع الجريدة المدريدية، أكد بلاتر أنه فخور بالعضوية الشرفية في ريال مدريد، لأنه يرتبط بقوة بالأسطورة دي ستيفانو، الذي كان ملهماً له في شبابه، واعترف بلاتر أنه حينما كان لاعباً في فريق مدينته السويسرية أجبر عناصر الفريق على تغيير القميص إلى اللون الأبيض، في إشارة إلى تعلقه بالنادي الملكي.
عدد اليوم
