الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الكتلة الحرجة» تحسم مصير بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي

«الكتلة الحرجة» تحسم مصير بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي
23 يونيو 2016 14:49
عواصم (وكالات) أشارت استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام عشية الاستفتاء المقرر اليوم بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى أنه يصعب التكهن بنتيجة الاستفتاء، وذلك في الوقت الذي يقوم فيها السياسيون البريطانيون بآخر محاولتهم لإقناع الناخبين. وخلص متوسط ثمانية استطلاعات منذ 15 يونيو الجاري، إلى أن معسكر البقاء داخل الاتحاد الأوروبي حصل على 45%، في حين حصل معسكر الداعين لخروج بريطانيا من الاتحاد على 44%، ولم يحسم 10% قرارهم. ومع ذلك، فإن استطلاع على شبكة الإنترنت، شمل أكثر من 5000 شخص، ونشر أمس الأول، أشار إلى أن نحو ثلث الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد. وخلص استطلاع لشركة سورفشن -أي جي أمس، أن 45% يؤيدون البقاء، و44%يؤيدون المغادرة، و11% لم يحسموا أمرهم بعد، وهم يمثلون الكتلة الحرجة في الاستفتاء. وقال مات بريف، المسؤول بمجموعة أي جيه، وهي شركة إلكترونية تتعامل في الأسهم والسلع والبورصات «النقطة الرئيسية هي العدد الكبير للناخبين الذين لم يحسموا أمرهم، مما يشير إلى إمكانية فوز أي من الطرفين». ودعم المئات من المسؤولين التنفيذيين بالأعمال التجارية حملة البقاء في خطاب نشر في صحيفة التايمز أمس، جاء فيه، إن الأعمال التجارية البريطانية «تستفيد بصورة كبيرة» من الاتحاد الأوروبي. وأكد نحو 1300 مسؤول في شركات، نصفها من المجموعات الكبيرة المسجلة في بورصة لندن، في رسالة نشرت في صحيفة «تايمز» أنهم يدعمون بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي عشية استفتاء تاريخي في هذا الشأن. وكتب هؤلاء المسؤولون، في الرسالة التي نشرتها الصحيفة البريطانية أمس، أن مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي «تعني لشركاتنا تجارة أقل مع أوروبا وعددا أقل من الوظائف، بينما الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي يشجع النشاط ويشجع الوظيفة». وأضافوا «لذلك ندعم في 23 يونيو مملكة متحدة تبقى في الاتحاد الأوروبي». وموقعو الرسالة هم رؤساء ومديرون عامون، وإداريون ومؤسسو شركات متفاوتة في الحجم، معظمها بريطانية ويعمل فيها 1,75 مليون شخص. وبين الموقعين مسؤولو 51 من الشركات المئة المدرجة في فوتسي-100 مؤشر بورصة لندن. ومن المجموعات الموقعة مصرف «باركليز»، ومجموعة التأمين «ستاندارد لايف»، وشركة المناجم «انجلو أميريكان» ومجموعة الإنشاءات «بيركلي جروب». كما وقع الرسالة رجال أعمال بينهم مؤسس «فيرجين» ريتشارد برانسون، والأميركي مايكل بلومبرج، مؤسس وكالة الأنباء المالية بلومبرج نيوز. أما صحيفة «ذي صن» التي تفضل الخروج من الاتحاد، فقد نشرت الثلاثاء رسالة لمئة مسؤول في شركات صغيرة ومتوسطة تدعو إلى مغادرة الكتلة الأوروبية. ولم تؤيد أي شركة مسجلة في بورصة لندن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. إلا أن مؤسس «هارجريف لانسداون» إحدى أهم مجموعات الوساطة البريطانية أعلن تأييده للانسحاب من الاتحاد، لكن بصفة شخصية. وذكر رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أمس، أنه إذا رغبت بريطانيا في أن تظل على طبيعتها كحصن يتطلع لعالم حر، يتعين أن يصوت مواطنوها من أجل البقاء في الاتحاد الأوروبي. ونشر رينزي نداء في صحيفة «ذا جارديان» البريطانية عشية استفتاء تاريخي سيختار فيه البريطانيون بين الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه. وكتب رينزي «لا تفعلوا ذلك من أجلنا، إننا سعداء للغاية في الاتحاد معكم». وأعرب الممثل البريطاني دانيال كريج عن دعمه للمعسكر الداعي لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي. وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في عددها الصادر أمس، بأن دانيال، الذي يشتهر بأدائه لشخصية جيمس بوند، نشر صورة له وهو يرتدي تي شيرت مكتوب عليه «لا يوجد دولة بمفردها. صوتوا من أجل البقاء في 23 يونيو». وكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي بعد نشر الصورة «من الجيد أن نرى أن دانيال كريج يعتزم التصويت لصالح البقاء يوم الخميس». ويشار إلى أن لاعب الكرة الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام وزوجته المغنية ومصممة الأزياء فيكتوريا كانا قد أعلنا عن دعمهما لمعسكر البقاء داخل الاتحاد الأوروبي. وقال مفوض الخدمات المالية في الاتحاد الأوروبي، إن البنوك قد تضطر لنقل أعمالها من لندن إلى فرانكفورت وباريس، إذا قررت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي تجريه اليوم. وقال المفوض الأوروبي جوناثان هيل، في مقابلة نشرتها صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية الألمانية، «زرت لندن ومانشستر وغيرهما من المراكز المالية البريطانية في الأسابيع الأخيرة، وحذرت من عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي». وأضاف هيل، الذي عينه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المفوضية الأوروبية، «قد يحدث أن تضطر البنوك وصناديق الاستثمار لنقل أنشطتها ووظائفها إلى فرانكفورت وباريس». ترامب الحاضر الغائب في الاستفتاء الرومانسية والتشكك أفكار تحكم أنصار الانسحاب واشنطن (رويترز) لا تبدو الحملة الداعية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي غريبة، بالنسبة للناخبين الأميركيين الذين شهدوا صعود دونالد ترامب. فهناك المشاعر القومية والحنين إلى الماضي المصحوب بالرومانسية والتشكك في النخب السياسية والمالية، والمخاوف من أن المهاجرين يأتون ومعهم الجرائم ويسرقون الوظائف. لنقل إنه فكر ترامب بدون دونالد ترامب قطب العقارات الأمريكي، الذي أصبح المرشح الجمهوري المفترض لانتخابات الرئاسة الأميركية التي تجري هذا العام. وإذا صوت الناخبون البريطانيون، اليوم الخميس، لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، فإن هذا سيسمح لبلادهم بالتفاوض على اتفاقاتها التجارية، ويزيد من قدرتها على التحكم فيمن يدخل البلاد، بالإضافة إلى أمور أخرى. ويقود طرفا الجدل الذي هيمن عليه الاستقطاب حملات واسعة، وتظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة بين المعسكرين المؤيد والمعارض ستكون حامية. ويزور ترامب بريطانيا هذا الأسبوع، وهو مؤيد للمعسكر الداعم للانسحاب من الاتحاد. وقال لصحيفة صنداي تايمز «أنا شخصياً أميل للانسحاب لأسباب كثيرة، فالإجراءات البيروقراطية ستكون أقل كثيراً على سبيل المثال». وقضى ترامب معظم حملته الانتخابية وهو يحذر من المخاطر التي يمثلها المهاجرون من المكسيك الذين لا يحملون وثائق رسمية واللاجئون من الشرق الأوسط، واقترح بناء جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. كذلك احتلت قضية اللاجئين السوريين مكاناً مهماً في الجدل بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد، فتقول القوى المؤيدة لها إن على بريطانيا بذل المزيد من الجهد للحد من تدفق المهاجرين لأسباب اقتصادية من الشرق الأوسط ومناطق أخرى. وقالت ويندي ران، أستاذة العلوم السياسية بجامعة مينيسوتا، التي أجرت دراسات على ناخبي ترامب، «أرى أفكاراً متشابهة على جانبي الأطلسي، شعور قوي بالتهديد للهوية الوطنية، ومناهضة للعولمة وحنين للماضي، وشعور بأن النخب غير مسؤولة». وتعتبر حملة ترامب والحركة المؤيدة لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اثنين من أكثر الأمثلة وضوحاً لنوع جديد من الشعبوية المحافظة التي تتجاوز الولايات المتحدة وبريطانيا، وتمتد إلى السويد وفرنسا وبولندا ودول أخرى في أوروبا. وعلى غرار ترشح ترامب، فإن القوى المؤيدة لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لاحقتها اتهامات بالخوف من الأجانب. فزعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج، وهو رجل أعمال اتجه للعمل السياسي على غرار ترامب، تعرض لانتقادات واسعة النطاق الأسبوع الماضي بسبب ملصق يظهر فيه عدد كبير من اللاجئين السوريين، ويحمل تحذيراً من أن أوروبا وصلت إلى «نقطة انكسار». ويحتفظ الكثير من المؤيدين لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمسافة بينهم، وبين شخصيات مثل فاراج. وكذلك، فإن بعض كبار الجمهوريين في الولايات المتحدة مثل المرشحين السابقين لانتخابات الرئاسة الأميركية جيب بوش وميت رومني حاولوا أن ينأوا بأنفسهم عن ترامب الذي جدد دعوته الأسبوع الماضي لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. وكان من أسباب صعود ترامب الاستياء من النخب المالية والسياسية، وهو عداء يشترك فيه المعسكر المؤيد لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي يقول إن العولمة أضرت بمصالحهم. وقال جاستن بيلهاوس، وهو أحد منظمي حملة «الانسحاب» في براكنيل بانجلترا، «الساسة مهتمون الآن من أجل مصالحهم وحسب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©