منصور بن زايد يزور مانشستر سيتي قريباً تلبية لرغبة الجماهير

في حوار ترقبته جماهير مانشستر سيتي، وجماهير الأندية المنافسة، والإعلام الإنجليزي طويلاً، تحدث خلدون المبارك رئيس نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، والذي لقبته جماهير النادي بـ«جنتلمان رؤساء الأندية الإنجليزية»، إلى موقع النادي بمناسبة مرور عام على انتقال ملكية سيتي إلى مجموعة أبوظبي المتحدة للتطوير والاستثمار. وتناول في حواره الكثير من المحاور، أبرزها الرد على شكر جماهير سيتي إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، على دعمه المستمر للنادي، والذي بدأ يؤتي ثماره في الأسابيع القليلة الماضية، من خلال الانتصارات التي حققها الفريق في بداية مشواره في «البريميرليج»، وتمكنه من الفوز على بطل أوروبا «برشلونة» بملعبه» وحصد بطولة خوان جامبر الودية. كما رد المبارك الذي طار خلال الأيام الماضية من برشلونة إلى مانشستر لمتابعة شؤون النادي على الانتقادات التي وجهت لمانشستر سيتي، بالتزامن مع الصفقات الضخمة التي أبرمها صيف العام الحالي، ومن بينها تعليقات أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد، الذي قال إن كارلوس تيفيز لا يستحق القيمة المالية التي دفعها سيتي للحصول على خدماته، فجاء رد خلدون المبارك حاسماً، حينما قال: نحن من نحدد قيمة اللاعب، ومدى فائدته بالنسبة لنا، وليس أي طرف آخر. وتطرق المبارك إلى رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مؤكداً أنه يتعاون مع الرئيس التنفيذي للنادي جاري كوك، والمدير الفني للفريق مارك هيوز، لتنفيذ هذه الرؤية التي تهدف إلى جعل مانشستر سيتي أحد أفضل الأندية في أوروبا، ليس على المستوى الفني فحسب، بل من كافة النواحي بداية من البنية التحتية والتسويق، وتطوير أكاديمية النادي، وغيرها من الجوانب التي من شأنها وضع النادي على قدم المساواة مع كبار القارة العجوز. في بداية الحوار الذي تم تسجيله، وبثه على موقع مانشستر سيتي أمس الأول، استمع خلدون المبارك إلى رسالة من جماهير النادي يتوجهون خلالها بالشكر إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وكذلك خلدون المبارك، والرئيس التنفيذي، والمدير الفني بعد أن بدأ الجميع يشعرون بأن مانشستر سيتي، أصبح على الطريق الصحيح، ومنحهم الأمل في الحصول على الألقاب ومقارعة الكبار. وجاء رد المبارك على شكر الجماهير قائلاً: «أنا متابع جيد منذ سنوات للكرة الإنجليزية والدوري الإنجليزي، وهو الأمر الذي يدفعني لتأكيد أن جماهير مانشستر سيتي تظل حالة خاصة للغاية، إنهم يرتبطون بناديهم بشكل يدعو للإعجاب، وهم يستحقون ما فعلناه من أجلهم على مدار عام كامل، وسوف نمنحهم المزيد من دوافع الشعور بالسعادة في المستقبل، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان يتابع جيداً مسيرة الفريق وانتصاراته التي يحققها في الآونة الأخيرة، وحدثني أكثر من مرة وأبدى سعادته بهذه الانتصارات». مخاوف المنافسين حملة الانتقادات الواسعة التي واجهها مانشستر سيتي جراء التعاقدات المهمة والصفقات الضخمة التي أبرمها مع مجموعة من كبار النجوم من أجل تدعيم صفوفه في الفترة الأخيرة والتي كان دافعها مخاوف الأندية المنافسة من قوة مانشستر سيتي، كانت محوراً مهماً في حوار موقع النادي مع خلدون المبارك، والذي علق هذه الانتقادات بهدوء شديد طرح من خلاله رؤيته الموضوعية قائلاً: «الانتقادات سوف تستمر مع كل نجاح نحققه، وبالنظر إلى طموحاتنا الكبيرة، وما فعلناه لدعم الفريق، وتطوير النادي في الفترة الأخيرة سيرفع من وتيرة هذه الانتقادات، وذلك الهجوم في الفترة المقبلة، والنجاح قد يجلب الكثير من الهجوم أحياناً، ونحن لا نشعر بالضيق من هذه الانتقادات، سواء أنا أو جاري أو مارك، نحن عازمون على المضي قدماً في تنفيذ خططنا، وسوف نبرهن للجميع على أننا نسير في الطريق الصحيح». الرد على فيرجسون انتقل الحوار إلى جانب محدد يتعلق بكثرة التقارير الصحفية على مستوى الصحافة الإنجليزية بشكل خاص والأوروبية بشكل عام عن الصفقات التي أبرمها مانشستر سيتي مع كبار النجوم، وعلى رأسهم جاريث باري وسانتا كروز وتيفيز وأديبايور وتوريه وليسكوت، ومن قبلهم روبينهو وجيفين، أو تلك الصفقات «المزعومة»، التي تتحدث الصحافة بشأنها والتي اتسعت دائرتها لتشمل جميع النجوم ذوي الأسماء الكبيرة في مختلف الأندية، وقد تسببت تلك التقارير في هجوم على الاستراتيجية التي تعمل إدارة النادي على تنفيذها، خاصة تعليقات فيرجسون على انتقال تيفيز من مانشستر يونايتد إلى مانشستر سيتي، أو الضجة الكبيرة التي صاحبت آخر صفقات الفريق بالحصول على خدمات ليسكوت مدافع إيفرتون. وقال خلدون المبارك في معرض رده على ذلك: «كل لاعب حصلنا على توقيعه نؤمن بموهبته، وندرك جيداً أننا كنا في حاجة إلى جهوده، وجميع الصفقات تمت على أسس موضوعية وفنية ورؤية واضحة، لما يمكن أن يقدمه كل لاعب للفريق، وكان لمارك هيوز بصفته المدير الفني للفريق رؤيته الواضحة في جميع هذه الصفقات». وأضاف أن «فيرجسون علق على انتقال كارلوس تيفيز إلى صفوفنا بقوله إنه لا يستحق القيمة التي دفعناها للحصول على خدماته، ونحن من جانبنا نؤكد أن تيفيز يمثل قيمة كبيرة بالنسبة لمانشستر سيتي، ومنطقياً فإن النادي الذي يشتري اللاعب يكون أكثر قدرة على تقدير وتقييم قيمة اللاعب، وليس بالضرورة أن تكون لدينا وجهة النظر نفسها التي تحدث فيرجسون بشأنها، إنه أمر منطقي بالمقاييس العملية والمقاييس الفنية، فقيمة تيفيز بالنسبة لنا تختلف عن قيمته بالنسبة لمانشستر بونايتد». أهداف واضحة تطرق الحوار إلى رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والتي يعمل المبارك وجاري كوك ومارك هيوز وغيرهم من أقطاب العمل الإداري والفني في النادي على تنفيذها، وفي هذا المحور قال خلدون المبارك: «بشكل عام، نسعى إلى بناء فريق قوي ليكون أحد أفضل الأندية الأوروبية، وهذا الطموح الكبير يحتاج إلى كثير من العمل والجهد والوقت، كما يحتاج إلى الدعم المالي، ورؤيتنا نستمدها من رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والذي كلفنا بدعم صفوف الفريق بشكل جيد يلبي طموحاتنا الكبيرة، وأعتقد أننا قطعنا شوطاً كبيراً في هذا الجانب، وما اتفقنا عليه أعمل على تنفيذه على أرض الواقع مع الرئيس التنفيذي للنادي جاري كوك، والمدير الفني مارك هيوز، وفريق العمل الإداري والفني في النادي، وأريد تأكيد أن هناك تفاهماً كبيراً يجمعنا، حيث نتناقش في كل كبيرة وصغيرة، ثم نقوم باتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ ما اتفقنا عليه، لدينا فريق عمل جيد». ثمة فارق بين فريق مانشستر سيتي لكرة القدم، ونادي مانشستر سيتي، فالنادي مفهوم أكثر شمولية وفق الرؤية التي تحدث حولها خلدون المبارك، فقد أكد أن هناك حركة تطويرية متكاملة تشمل كافة النواحي في النادي، بداية بالبنية التحتية، والتسويق، والجانب التنظيمي والإداري والطبي والفندقي والأكاديمية الكروية، وكافة القطاعات التي يتم تطويرها على قدم وساق، وفريق كرة القدم يشكل جزءاً مهماً في هذه المنظومة، والتطوير بهذا المفهوم يشمل كافة قطاعات النادي. وتحدث المبارك حول الأكاديمية الكروية بمانشستر سيتي قائلاً: «تطوير الأكاديمية الكروية جزء مهم من رؤيتنا الشاملة لتطوير النادي، ونحن ندرك جيداً مدى تميز أكاديمية مانشستر سيتي تاريخياً، ويكفي أن النادي هو الأكثر استفادة من أكاديميته الكروية من بين أندية الدوري الإنجليزي، في ظل وجود أكبر عدد من خريجيها في صفوف الفريق الأول، وعدد كبير مرشح بقوة للصعود إلى الفريق في الفترة المقبلة، فلدينا فعلياً ستيفين أيرلند وميكا ريتشاردز وشون رايت فيلبس وأونوها، ومن الوجوه الصاعدة بقوة فلاديمير ومايكل جونسون وغيرهم من خريجي الأكاديمية، وسوف يستمر اعتمادنا على هذا القطاع كأحد الروافد المهمة لتغذية الفريق الأول». وفي ختام الحوار، أصر المحاور على أن يسأل عن الموعد المرتقب لوجود سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في النادي بناء على طلب الجماهير التي تترقب رؤيته بينهم، فجاء رد خلدون المبارك: «تحدثت هاتفياً مع سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، كان ينوي القدوم إلى هنا، ولكن ظروف شهر رمضان منعته من ذلك، إنها مسألة وقت ليس أكثر، سيكون هنا في النادي قريباً جداً، وأنا على ثقة من أنه سيكون مسروراً للغاية بوجوده مع جماهير النادي بقدر ترقبها لرؤية سموه في أقرب فرصة ممكنة». الجماهير تلقب المبارك بـ«جنتلمان» رؤساء الأندية منذ أن أعلن الموقع الرسمي لمانشستر سيتي ظهر الأحد عن عزمه نشر مقابلة حصرية مسجلة بالفيديو مع رئيس النادي خلدون المبارك، وجماهير سيتي تترقب تلك المقابلة، وظهرت أصداء هذا الترقب في المواقع الجماهيرية، وما أن شاهد الجميع المقابلة التي تم تحميلها على الموقع الرسمي لمانشستر سيتي على «الإنترنت» ظهر الاثنين تواصلت ردود الأفعال الجماهيرية والتعليقات على مضمون الحوار، وذهب البعض إلى تناول جوانب أخرى تتعلق بشخصية خلدون المبارك على مستوى الشكل والمضمون، حيث وصفته الجماهير بأنه «جنتلمان رؤساء أندية البريميرليج»، وأبدت إعجابها بأناقته بعد أن أشادت ببلاغته ووضوح رؤيته. وكانت شبكة جماهير مانشستر سيتي ومنتدى جماهير «سيتي» وموقع بلو مون وغيرها من المواقع الجماهيرية التي تعبر عن القاعدة الجماهيرية لمانشستر سيتي ساحة لمئات التعليقات والتي عبرت في غاليتها عن سعادتها الغامرة بوضوح الرؤية وارتفاع سقف الطموح والعمل الدؤوب على تحقيق طموحات جماهير النادي من جانب سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي تلقى الكثير من الشكر من خلال هذه التعليقات الجماهيرية التي انطلقت من أنصار النادي. وأبدى البعض اندهاشه الكبير من سعة إطلاع المبارك على أدق تفاصيل العمل بالنادي، خاصة حينما تحدث عن أسماء صاعدة يلعبون للأكاديمية الكروية في سيتي، وهو الأمر الذي يحمل دلالة قاطعة على متابعته لكل كبيرة وصغيرة، كما ذهب البعض إلى وصف خلدون المبارك بأنه شخص هادئ، لديه ثقة بالذات قدرة على الإقناع، وفهم كروي وإداري، وكان أكثر التعليقات طرافة ولفتاً للأنظار ما قاله أحد أنصار سيتي، حينما أشار إلى أن على جميع مشجعي ومدربي ورؤساء الأندية الإنجليزية الاستماع إلى المقابلة، لكي يتأكدوا من أن مانشستر سيتي لديه رئيس نادٍ يجعلهم يشعرون بأن هناك مسافات كبيرة تفصلهم عن معنى الإدارة المحترفة. الصحف الإنجليزية تبرز المقابلة اهتمت الصحف الإنجليزية الصادرة صباح أمس برصد تفاصيل المقابلة الحصرية التي أجراها موقع مانشستر ستيي مع رئيس النادي خلدون المبارك، فقد جاءت تصريحاته بمثابة الرد الذي ترقبته الصحافة الإنجليزية طويلاً، رداً على تقاريرها اليومية التي تتناول شؤون «سيتي» على مستوى الصفقات والنفقات المالية، وغيرها من الأمور التي تتعلق بالنادي، فقد عنونت صحيفة التايمز «رئيس مانشستر سيتي يدافع عن سياسات النادي التعاقدية»، فيما اهتمت صحيفة «الديلي ميل» بالبحث عن الجانب الأكثر سخونة في تصريحات المبارك وأبرزت رده على فيرجسون حول صفقة انتقال تيفيز وما صنعته من سخونة في أجواء مدينة مانشستر. ومن جانبها، تناولت صحيفة الميرور محواراً محدداً حينما ربطت بين تصريحات رئيس مانشستر سيتي وإنهاء صفقة مدافع إيفرتون ليسكوت لصالح النادي