أكدت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة أمس أن المعارك الجارية في ليبيا دفعت بالآلاف الى اللجوء الى شرق ليبيا، مستندة الى شهادات نازحين وصلوا الى مصر. وصرح المتحدث باسم المفوضية ادريان ادواردز “علمت فرق المفوضية العليا للاجئين على الحدود المصرية مع ليبيا من الوافدين الجدد أن آلاف الليبيين نزحوا الى شرق البلاد ولجأوا الى منازل ومدارس ومبان جامعية”. وأوضح أن “الأشخاص الذين وصلوا خلال نهاية الأسبوع تحدثوا عن عمليات نزوح من اجدابيا ودرنة وطبرق”. وافاد الشهود انهم فضلوا الفرار من البلاد خشية استئناف المعارك مع القوى الحكومية في شرق البلاد.
وصرح ادواردز “قالوا انهم يخافون من الخروج من منازلهم . بعضهم شاهدوا منازلهم تحترق”، مشيرا الى أن شبكة الاتصالات بالهواتف المحمولة مقطوعة منذ الخميس “ما يغذي المخاوف ويثير قلقا اكبر”. ونظرا الى نزوح السكان من ليبيا، سترسل المفوضية العليا للاجئين الأربعاء مساعدات انسانية عبارة عن خمسة الاف غطاء وخمسة الاف فراش، في قافلة شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومتجهة الى بنغازي.
من جهتها، شددت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فاضلة شعيب على وجود نقص في الأدوية في ليبيا،، مشيرة الى انه من “المهم” مساعدة وزارتي الصحة في مصر وتونس للوضع في تصرف المراكز الصحية معدات طبية قد تحتاج اليها. وقالت شعيب ان “منظمة الصحة العالمية تواصل العمل مع شركائها لمواجهة احتمال وصول جرحى” الى الحدود، مضيفة ان المنظمة جهزت بالتعاون مع السلطات المصرية مستشفيين عسكريين زود كل منهما بـ250 سريرا.
الى ذلك، وضعت اكثر من 35 سيارة في حال تأهب على الحدود استعدادا للتدخل لتقديم المساعدة للأشخاص الذين قد يحتاجونها بحسب المتحدثة. ولفت ادواردز الى أن الوضع على الحدود المصرية كان “هادئا نسبيا مع وصول 400 سيارة خلال يوم واحد” بالتزامن مع استمرار قصف قوات الائتلاف الدولي لأهداف تابعة للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وقال “في غضون ذلك، على الحدود التونسية، يواصل موظفو المفوضية العليا للاجئين الإشارة الى سماع اطلاق نار بعيد داخل ليبيا. وهرب نحو 328 ألف شخص من ليبيا غالبيتهم عبر مصر وتونس بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ويزداد عدد الأشخاص الذين يفرون من ليبيا عبر النيجر. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد وصل نحو 4900 افريقيا من دول جنوب الصحراء الى معبر ديركو الحدودي بين 17 و20 مارس ما يرفع الى 9750 عدد الأفارقة الذين هربوا من هذا البلد منذ اندلاع اعمال العنف في ليبيا.
من جانبه كثف برنامج الغذاء العالمي مساعدته الغذائية على الحدود الليبية، المخصصة للاشخاص الفارين من البلاد كما أعلنت امس وكالة الامم المتحدة التي ارسلت ايضا بالطائرات مستوعبات للتخزين. وقد ارسل برنامج الغذاء العالمي اكثر من 1500 طن من المواد الغذائية الى مصر، شرق ليبيا، وينوي إرسال اكثر من ستة الاف طن من المواد الغذائية على شكل مساعدة عاجلة . وارسل من برينديسي جنوب شرق ايطاليا الى الاسكندرية في مصر، ستة مستوعبات للتخزين وستة مكاتب متحركة وتجهيزات اخرى. وكل هذه التجهيزات التي وصلت امس الاول الى مصر ستوضع في السلوم على الحدود الليبية. واعرب برنامج الغذاء العالمي عن “قلقه في شأن وصول المواد الغذائية الى داخل ليبيا” حيث “سجلت اسعار المواد الغذائية ارتفاعا كبيرا في الأسابيع الاخيرة: فسعر الطحين تضاعف وسعر الأرز ارتفع 80% والزيت 58% والخبز 110%”. وقال ان “95% من المتاجر أغلقت في مناطق مثل مصراته وسرت”.
الى ذلك أعلنت اوكرانيا عزمها إرسال حربية وطائرات ومشاة بحرية إلى ليبيا للمساعدة في جهود إجلاء مواطنين أوكرانيين وتقديم المساعدات الإنسانية. وقال مسؤولون اوكرانيون إن القوات قد تصل في غضون أسبوع. ولم يقدموا تفاصيل عن طبيعة أو نطاق مهمتهم.
وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأوكرانية إن سفينة الإنزال “كوستيانتين أولشانسكي” تم تحميلها بمشاة بحرية وإمدادات في ميناء سيفاستوبول ومن المقرر إجراء عملية تفتيش على القوات والمعدات قبل الرحيل. وقال أولكساندر ديكوسار متحدث باسم وزارة الخارجية إن السفينة قد تصل إلى المياه الليبية خلال أسبوع عن طريق المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل.
عدد اليوم
