الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«بالبصل والكمامات».. المحتجون في غزة يواجهون قنابل الغاز الإسرائيلية

«بالبصل والكمامات».. المحتجون في غزة يواجهون قنابل الغاز الإسرائيلية
12 ابريل 2018 23:48
غزة (رويترز) بينما تتجه أعمدة الدخان الناجمة عن قنابل الغاز المسيل للدموع عبر المنطقة التي تحظرها قوات الاحتلال الإسرائيلية داخل السياج الحدودي لغزة، يهرول المحتجون الفلسطينيون بينها، اعتماداً على وسائل بدائية الصنع للوقاية من الدخان. ويستخدم الفلسطينيون كمامات طبية وزجاجات بلاستيكية وقمصاناً وكوفيات للحماية من قنابل الغاز التي تطلقها القوات الإسرائيلية يومياً. ويعد البصل العنصر المشترك للكثير من أجهزة الحماية. لكن الفاعلية التي يمكن أن يوفرها البصل تظل محل شكوك في مواجهة أحدث «وسائل فض الشغب»، التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المحتجين الفلسطينيين. ومع ذلك فإن المحتجين يثابرون ويواصلون احتجاجاتهم. ويقول البعض: «إنهم يحاكون التقنيات التي استخدمت في الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل في الثمانينيات». وقام آخرون بتقليد الأقنعة التي ظهرت في أفلام من إنتاج هوليوود. وغطت جهاد أبو محسن، البالغة من العمر 48 عاماً، معظم وجهها بزجاجة بلاستيكية تحتوي على بصلة على أنفها. وكانت واثقة من أنه كلما زادت كمية البصل طال أمد مشاركتها في الاحتجاج. وأوضحت أن البصل يخفف من تأثير الرائحة القوية، لكنه لا يمنع وصول الغاز. وأضافت أنه تم نقلها مرتين إلى خيمة طبية لتلقي العلاج. ويفضل مازن النجار، البالغ من العمر 15 عاماً، خليطاً من عدة مكونات عبارة عن عبوة كوكا كولا فارغة محشوة بالقطن والعطر والفحم. وعندما سئل عما يتمنى أن يكون في المستقبل صمت برهة ثم قال: «ربما صانع أقنعة». والغاز المسيل للدموع هو بلا شك أسوأ خطر يواجهه المحتجون. ولقي 30 فلسطينياً حتفهم خلال مسيرة العودة الكبرى التي تستمر ستة أسابيع، والتي تجدد مطالب فلسطينية قائمة منذ فترة طويلة تتمثل في حق العودة إلى الديار التي تم تهجير أصحابها خلال أعمال العنف والطرد والقتل التي واكبت إعلان قيام دولة الكيان الإسرائيلي عام 1948. وترفض الحكومة الإسرائيلية منح الفلسطينيين أي حق للعودة إلى أراضيهم ومنازلهم. وتدافع القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل عن استخدام الرصاص الحي لمواجهة المحتجين، متذرعين بحجج أمنية واهية. ولم يقتل أو يصب أي إسرائيلي خلال تلك الاحتجاجات. ومن المتوقع زيادة أعداد المحتجين يوم غد، عندما تصل المظاهرات إلى ذروتها. وحسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة فإن 3000 شخص أصيبوا حتى الآن، بينهم 900 يعانون استنشاق الغاز. وقال الطبيب محمود الخازندار أخصائي الأمراض الصدرية في غزة: «إن الوسائل البدائية التي يستخدمها المحتجون للحماية لا يمكنها وقايتهم من التعرض المباشر للغاز المسيل للدموع، وإن تأثيرها نفسي أكثر من أي شيء آخر». وأضاف «إن البعض يحاولون الابتكار، بينما يريد البعض الآخر إظهار البأس الشديد». واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان» أنه «لا وجود لأبرياء في قطاع غزة»، لكن المجموعات الحقوقية انتقدت سلوك القوات الإسرائيلية بشدة في حين تعرّض المتظاهرون لإطلاق نار في وقت لم يكونوا يشكلون تهديداً للجنود. ودعا الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة «أنتونيو جوتيريس» إلى فتح تحقيق مستقل، وهو ما رفضته إسرائيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©