الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في غياب الحلول.. ظلال الحرب تخيم فوق كشمير

في غياب الحلول.. ظلال الحرب تخيم فوق كشمير
12 ابريل 2018 23:54
تاترينوت (أ ف ب) يسقط قتلى وجرحى بالمئات، وتنهمر القذائف كالمطر، في ظل الاشتباكات التي تزداد وتيرتها منذ سنتين في كشمير بين الهند وباكستان، مع أعمال عنف تبلغ مستويات غير مسبوقة منذ 15 عاماً، في غياب الحلول في الأفق المنظور. وكان الطرفان المتحاربان اللذان يطالب كل منهما بهذه المنطقة الجبلية الشاسعة، التي تسكنها أكثرية من المسلمين، وخاضا حتى الآن حربين بسببها، التزما هدوءاً نسبياً طوال عقد من الزمن بعد وقف إطلاق النار الأخير عام 2003. لكن عدد الحوادث على الحدود يتزايد باستمرار منذ منتصف 2016، وسط تدهور العلاقات بين البلدين. وتقول الهند «إنه ارتفع من 152 في 2015 إلى 860 في 2017، وبلغ 351 حادثاً في يناير وفبراير 2018 وحدهما». وتعرب باكستان عن مزيد من الأسف أيضاً، موضحة أن 1970 حادثاً سجلت عام 2017، في مقابل 168 قبل سنتين، و416 حتى الثامن من مارس الماضي. واعتبر عدد كبير من الخبراء أن هذه الأرقام صحيحة. وأعرب الباكستاني محمد صديقي، البالغ من العمر 70 عاماً، أمام الستار الحديدي لمتجره الصغير: «لم أشاهد في السابق هذه الكثافة في عمليات القصف التي تقوم بها القوات الهندية». وبات منزله في «ماداربور» خراباً بعدما سقطت قذيفة على رواقه. وقال: «يتعين علي إعادة بناء كل شيء، فهذه أضرار لا يمكن تصليحها». والشعور مماثل على الجانب الآخر من خط المراقبة عند «الحدود» البالغ طولها 740 كلم، وتفصل «أزاد كشمير» (باكستان) عن «جامو-إي-كشمير» (الهند). وفي أواخر فبراير، يؤكد سكان منطقة «أوري» أنهم نجوا من وابل من القذائف مصدره باكستان. وقال الموظف مشتاق أحمد، البالغ 38 عاماً: «إنه أسوأ تبادل للقصف شهدته في حياتي، وأكثر شراسة أيضاً من الفترة التي سبقت وقف إطلاق النار». وأكد أحمد أن منزليه تعرضا لأضرار فادحة، مضيفاً: «اضطررت للفرار من أجل إنقاذ ولدي الصغيرين وزوجتي ووالدي العجوزين». وتعرب نيودلهي عن أسفها لسقوط 99 قتيلاً منذ 2015، نصفهم من العسكريين، و571 جريحاً. وأوضح ظاهور أحمد، البالغ 26 عاماً، في سيليكوتي بكشمير الهندية قائلاً: «إننا نعيش وسط أجواء الخوف». وأضاف الرجل الذي أكد أنه يسمع صدى القصف الآتي من باكستان كل يوم، «لم أر قط مثل هذا الرعب الذي تمطره السماء». وتحصي إسلام أباد من جانبها 124 قتيلاً و519 جريحاً لدى المدنيين وحدهم في الفترة نفسها. ويعدّ من بين القتلى «عين الزمان». ويقول والده محمد أمين، وهو عامل ستيني يرتدي ثياباً رثة، خلال الجنازة في قريته «تاترينوت»: «كان يعمل معي عندما أصابه قناص». ويتحصن سكان القرية الآخرون في منازلهم. والآليات فيها نادرة، خشية التعرض للقصف. وأما على الصعيد السياسي، فإن الحوار متوقف بين القوتين النوويتين ويبقى النزاع في كشمير ماثلاً دون أي أفق. ويؤجج التوتر أيضاً التمرد الانفصالي، الذي يزعزع كشمير الهندية منذ أواخر الثمانينيات، وأسفر عن عشرات آلاف القتلى، منهم حوالي عشرين في الأول من أبريل. ودائماً ما تتهم نيو دلهي باكستان بتأجيج هذا التحرك، إلا أن باكستان تنفي ذلك. ويتبادل الجيشان التهم. وأفاد ضابط هندي، طالباً التكتم على هويته، بأن انتهاكات وقف إطلاق النار هذه السنة والسنة السابقة، هي الأكثر عدداً منذ 2003، ولم ينج أي منها من العقاب. من جانبه، قال الجنرال محمد أختر خان، قائد القوات الباكستانية في كشمير: «دائماً ما نرد لردع الطرف الآخر عن معاودة فعلته». ويرخي الإطار السياسي في البلدين بثقله أيضاً على الوضع، من خلال انتخابات تشريعية مقررة هذا الصيف في باكستان، وعام 2019 في الهند. وأكد الجنرال أختر خان: «ما أن يحصل أي نشاط سياسي في الهند، فإن الفكرة السائدة هي شنّ هجوم على باكستان». وأعرب «هابيمون جاكوب»، الخبير الهندي في شؤون كشمير، عن أسفه لأن السلطات تعتبر أن إجراء مفاوضات، يعني أنك ضعيف. وسيتم حشد حوالي 500 ألف جندي هندي في كشمير، في مقابل 50 إلى 100 ألف جندي باكستاني، كما يقول خبراء، لأن إسلام أباد ودلهي ترفضان التواصل. وقال إرشاد محمود، المتخصص الباكستاني في شؤون المنطقة: «إن ظلال الحرب تخيم فوق رؤوسنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©