الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عائلة فلسطينية تُخِّيم في الشارع بعد استيلاء مستوطنين على منزلها في القدس

26 أغسطس 2009 02:16
قدم التمر الطازج, وحساء الدجاج الساخن، بعد أذان المغرب على الرصيف في ضاحية الشيخ جراح الراقية، لأسرة الغاوي التي أمضت ليلة أخرى أمام منزلها السابق... تحول منزل الأسرة الحجري في القدس الشرقية، في الحي الذي توجد به قنصليات ومطاعم فاخرة، إلى منزل لمستوطنين يهود انتقلوا إليه وقت طرد الأسرة منه في الثاني من أغسطس الجاري. وألقي أثاث الأسرة المكونة من سبعة أفراد وأمتعتها في الشارع. وعرض عليهم الجيران إيواءهم في منزلهم. ولكن أسرة الغاوي ترفض الاستسلام والرحيل. وفي ثالث أيام رمضان تجمع أفراد الأسرة مع مجموعة من المتعاطفين معهم على وجبة الإفطار التي تناولتها أسرة الغاوي على الرصيف. والأسرتان اللتان تم إجلاؤهما من نسل لاجئين نزحوا للمنطقة عام 1956 وفقا لما تقوله منظمة «اير اميم» اليهودية التي تراقب النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية وتعارضه. وفي وقائع الدعاوى القانونية التي تعود إلى الثمانينات من القرن الماضي، شكك الفلسطينيون في زعم اليهود بأحقية ملكيتهم لمنازل في حي الشيخ جراح، الذي أصبح مركزا لخطط تنمية المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية. وقالت الشرطة الاسرائيلية التي طردت الأسرة من منزلها، إنها تنفذ أمر إجلاء أصدرته محكمة اسرائيلية أيدت زعم ملكية يهود لمنازل بناء على وثائق تعود إلى القرن التاسع عشر. وانتقل المستوطنون إلى ستة مبان أخرى. ويحرس مسلحون المنازل الحجرية حيث رفع فوقها المستوطنون الأعلام الاسرائيلية. وإلى جانب ما تقوم به اسرائيل من هدم ما تقول إنها منازل فلسطينية غير مشروعة في القدس الشرقية، أصبحت عمليات الإجلاء سببا آخر لمزيد من التوتر في العلاقات بين اسرائيل وواشنطن وهي علاقة متوترة بسبب النزاع حول الأنشطة الاستيطانية لاسرائيل في الضفة الغربية. ومن الذين تعاطفوا مساء الاثنين مع أسرة الغاوي، رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة. وصرح لوكالة «رويترز» في مخيم مؤقت نصب أمام المنزل احتجاجا على عملية الإجلاء ،بأن وجوده من أجل مشاركة الأسرة الإفطار في رمضان، ولإبداء الدعم والتضامن معهم. وقبل 15 دقيقة من أذان المغرب، نصب ناصر الغاوي المائدة وعليها أغذية معلبة وأدوات المائدة البلاستيكية والمياه المعبأة، وكلها تبرع بها مطعم مجاور. كما حضر مفتي القدس الشيخ محمد حسين هذا الإفطار الرمزي. وقال الشيخ حسين «نرسل رسالة واضحة للعالم. آن الأوان لأن يرفع كل العالم صوته وان يعمل كل العالم بكل الوسائل بالضغط على هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة اليمينية التي تشجع المستوطنين والتي تشجع الذين يقيمون المستوطنات على حساب أبناء الشعب الفلسطيني».وأضاف أنهم يتمسكون بالحق في تلك المنازل وأنهم لن يقبلوا بديلا لذلك وأن العدل سيأخذ مجراه. وقالت ميسون الغاوي وهي أم لخمسة أبناء إن فقد منزلها غير نظرتها للمستقبل. وأضافت وهي تهز فراش طفلتها سارة التي تبلغ من العمر عامين، إن كل أحلامهم وخططهم للمستقبل ضاعت. ومضت تقول إن رمضان من المفترض أن يكون وقتا تنعم كل الأسرة فيه بالاستقرار، وقضاء الوقت معا، وشراء اللعب والملابس الجديدة التي وعدوا أطفالهم بها، ولكنها مضطرة للتوجه إلى منزل الجيران حتى تجعلهم يستحمون ولغسيل ملابسهم. وأردفت «أشعر أنني مقصرة وغير قادرة على فعل أي شيء لأبنائي لأنه لم يتبق لي شيء.» ومع قرب انتهاء العطلة الصيفية وبدء السنة الدراسية ،قالت ميسون إنها لم تشتر بعد لأبنائها الكتب الدراسية. وتساءلت «أين سأضعها.. في الشارع؟..».
المصدر: القدس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©