الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غرفة أخبار «نيويورك تايمز»... تاريخ وأساطير!

غرفة أخبار «نيويورك تايمز»... تاريخ وأساطير!
22 يونيو 2016 23:41
* جيرالد اسكينازي عندما يعمل المرء في صحيفة نيويورك تايمز، فإنه ينغمس في تاريخها وكتاباتها وكتابها الأسطوريين. ولابد أنه سيصبح على صلة قوية بجوائز بوليتزر وبمراسلي الحرب ونقاد الدراما وأيضا بصناع السياسة والاقتصاد. وبعد مرور 44 عاما على عملي في الصحيفة، اكتشفت مجموعة من أساطير غرفة الأخبار وكلها فعليا نابعة من زهو الصحيفة بنفسها. وهناك قصة من الستينيات عن شخص ما في قسم الرياضة في الصحيفة كان من الواضح أنه لا يشبه شخصا آخر. لقد كانت له طريقة معينة في التأنق وشارب يذكرنا بشخص معجب بذاته في فيلم يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي وكان يستخدم تعبيرات مترفعة خاصة به. فماذا كان يفعل هذا الشخص الرفيع بحق الجحيم في قسم الرياضة الحقير؟ ما بلغني هو أنه كان أحد المحررين في قسم الصور حيث تكتب تعليقات الصور. وفي أحد الأيام كتب هذا الشخص تحت إحدى الصور: «السيدة جون جاكوب استور إلى اليسار وجائزتها من زهور الغرنوقي». وما دام أنه لا يوجد شخص آخر غير السيدة استور في الصورة فلماذا يشار إليها بأنها إلى اليسار... لذا تم إنزال مرتبته إلى قسم الرياضة. وذكرت هذه القصة في الآونة الأخيرة لزميل سابق وأبلغني أنها لم تكن السيدة استور ولم تكن حتى زهور الغرنوقي. وأصر زميلي على أن الرجل صاحب الشوارب كان قد كتب «السيد روزفيلت إلى اليسار وجائزتها من نباتات الجنكة» لكن شخصا آخر كبيرا في السن أضاف إنها لم تكن هناك زهور بل كانت سيدة ارستقراطية إلى اليسار وحصانها. وبحثت بقدر ما وسعني الجهد، فوجدت أنه لم يُنشر أي شيء من هذا القبيل عن أي سيدة في الصحيفة. ولم استطع أيضا العثور على أي شخص يدعي أنه قد رأى التعليق المسيء. وربما كانت القصة مختلقة على الأرجح. لكن من المفترض أن قسم الرياضة هو المكان الذي كان يتم إرسال الناس إليه إذا أساؤوا التصرف بشدة. وماذا عن الصحف الأخرى؟ هنا قصة سمعتها منذ فترة طويلة عن «نيوزداي» صحيفة جزيرة لونج أيلاند. لقد كانت قصة عن لاعب في كرة البيسبول من المدرسة الثانوية يجيد اللعب بكلا يديه وجاء في العنوان: «الرامي المدرسي يستطيع أن يمتع ذاته بكلا يديه». واتصلت بأحد العاملين في «نيوزداي» ليفحص القصة الطويلة وأخبرني «نعم لقد سمعنا بها. كلنا سمع بها. إنها مزحة في الشركة». وبالعودة إلى نيويورك تايمز، جميعنا يعرف أنها تعشق كلمة «السيد» التشريفية. فلا بد أن يكون المرء شريرا إلى حد بعيد أي شريرا للغاية حتى لا يطلق عليه «السيد». بل حتى بعض المجرمين كان يطلق عليهم اللقب. فقد جاء في إحدى العبارات «الاتهامات ضد السيد جوتي الذي يعرف بالابن» هكذا في عبارة واحدة! وكان جون ديلينجر الرجل الشرير صاحب السوابق الكثيرة في ثلاثينيات القرن الماضي أحد الرجال القلائل غير المحظوظين الذي أطلق عليه ديلينجر دون لقب سيد حين مات. إن لنيويورك تايمز مكانة كبيرة في عالم الصحافة لذا تنقل عنها الصحف المنافسة عبر العالم والمنافذ الإعلامية المختلفة. لذا فإن القصة التالية ربما حدثت في الواقع. ففي اجتماع لمراسلي الأمم المتحدة ومن بينهم أيه. إم. روزنتال الذي كان حينئذ محررا شابا وليس مدير التحرير الأسطوري للصحيفة. ومن المفترض أن يخلع كل الصحفيين ستراتهم ثم ينخرطون في الدردشة. وسأل شخص ما روزنتال عن سبب عدم خلعه سترته وأجاب روزنتال قائلا «صحفيو نيويورك تايمز يبقون ستراتهم عليهم دائما». والارتباط بطبقة معينة كان دوما من بين الأسباب التي تجعل نيويورك تايمز تجتذب المعلنين الكبار. وإحدى القصص المفضلة وقد تكون مختلقة أيضا تتعلق بقسم الإعلان. وتشير القصة إلى أن صحيفة «ديلي نيوز» أرادت الحصول على حصة من عائدات الإعلان من متجر «ساكس فيفث افنيو» التي تذهب دائما إلى نيويورك تايمز. واتصل أحد الأشخاص من قطاع الإعلانات في صحيفة «ديلي نيوز» بالمسؤولين في شركة «ساكس فيفث أفنيو» أملا في الحصول على حصة من الإعلانات. ورفض طلبه في الحصول على الإعلانات مصحوبا بهذا التفسير من المسؤول في ساكس افنيو الذي قال في استياء «قراؤكم... ممن يسرقون البضائع في متاجرنا». * عمل اكثر من 40 عاما في صحيفة نيويورك تايمز وألف 16 كتابا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©