السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فوز» كارزاي... هل سيكون مقنعاً؟

«فوز» كارزاي... هل سيكون مقنعاً؟
26 أغسطس 2009 02:37
أعلن وزير أفغاني، أول أمس الاثنين، أن الرئيس «حامد كرزاي» فاز في الانتخابات التي أجريت يوم الخميس الماضي، وبأغلبية بلغت 68 في المئة. وإذا ما تأكدت هذه النتيجة فلن تكون هناك حاجة لإجراء انتخابات إعادة في أكتوبر المقبل بين كرزاي ومتحديه الرئيسي «عبدالله عبدالله»، وزير الخارجية السابق. غير أن هذا التأكيد سوف يثير أسئلة تتعلق بمدى مصداقية التصويت. وقال وزير المالية الأفغاني «عمر زخيلول» للصحفيين، مستنداً الى إحصاء أصوات جزئي وغير منشور، إن نسب تأييد كرزاي، كانت مرتفعة في مختلف أنحاء أفغانستان، بدرجة تكفي لتحييد مشكلة ضعف نسبة التصويت في الجنوب بسبب العنف الذي استخدمه المتمردون للحيلولة بين كثير من الناخبين وبين الإدلاء بأصواتهم. وتكفي كذلك للرد على الاتهامات الواسعة النطاق بوقوع عمليات تزوير. وكانت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل انطلاق الانتخابات، تشير إلى أن كرزاي الذي تتركز قاعدة قوته في الجنوب، سوف يفوز بعدد كبير من الأصوات، دون أن يحصل على 50 في المـئة المطلوبة للفوز من الجولة الأولى. وأظهرت تلك الاستطلاعات احتمال فوز «عبدالله»، بنسبة لا تقل عن 25 في المئة. واتهم «عبدالله عبدالله» في تصريح له، يوم الأحد، أنصار كرزاي وموظفي الحكومة، بارتكاب عملية «تزوير ضخمة»، خصوصاً من خلال تعبئة الصناديق في مراكز الاقتراع بأصوات زائفة في مختلف مناطق الجنوب، والتي شارك عدد قليل من سكانها في التصويت. ولم تعلن أي نتائج رسمية حتى الآن، لكن من المقرر أن تعلن مفوضية الانتخابات المستقلة أرقاماً أوليه لها يوم الخميس. وإذا ما أظهرت الأرقام الرسمية أن كرزاي قد فاز بنسبة عالية من الأصوات، رغم ضعف التصويت، فإن ذلك يمكن أن يمهد الأرضية لفترة من الاضطراب السياسي والعنف المحتمل من جانب الخصوم الغاضبين الذين سيعتقدون أنهم تعرضوا للغش. كما يمكن أن يقود إلى تشكيل حكومة مشكوك في شرعيتها، وذات تفويض محدود، ومشكلة على أساس خطوط عرقية ومناطقية. وتعول الولايات المتحدة و«الناتو» اللذان يمران بمنعطف حرج حالياً، فيما يتعلق باستراتيجيتهم لمحاربة «طالبان»، على الانتخابات الشرعية في أفغانستان، والحكومة المعززة في كابول، في دعم حججهما بأن هذه الدولة بحاجة إلى دعم عسكري واقتصادي مستمر من قبل الغرب. وقد بدا «زخيلول» وكأنه يلمح إلى أن نتائج الجنوب لا تهم. وذلك عندما قال للصحفيين أنه بمقدور كرزاي أن يتنازل عن أصوات المقاطعات الجنوبية الكبيرة، مثل»قندهار» -مسقط رأسه ومعقل قوميته البشتون- ويظل بعد ذلك فائزاً بفارق كبير عن أقرب منافسيه. لكن العديد من خبراء الانتخابات هنا أعربوا عن شكهم في قدرة كرزاي على الفوز بأكثر من نصف عدد الأصوات بعد أن قضى عدة سنوات في الحكم تدنت فيها شعبيته وشهدت عنفاً متزايداً من قبل المتمردين. ففي عام 2004، وعندما كان كرزاي لا يزال يتمتع بقاعدة دعم قوية، لم يتسن له الفوز في أول انتخابات رئاسية بأكثر من 55 في المئة من الأصوات. وفي غضون ذلك أعلن «فاضل سانشراكي»، المتحدث الرسمي باسم «عبدالله عبدالله»، في تصريح يوم الاثنين المقبل، أن تأكيدات «زخيلول» ليست صحيحة، وأن الشعب يجب أن ينتظر حتى تعلن النتائج الرسمية. ويوم الاثنين، قال المسؤولون المنوط بهم التحقيق في الشكاوى الانتخابية، إنهم واثقون من قدرتهم على ضبط 90 في المـئة من حالات الغش باستخدام تحليلات الكمبيوتر وغيرها من التقنيات الحديثة. وفي مقابلات أجريت معهم، وصف هؤلاء المسؤولون المنتخبون، ومصادر أخرى تنتمي إلى المقاطعات الجنوبية، عدة حالات لم يخرج فيها سوى عدد محدود من الناس إلى المراكز الانتخابية بسبب التهديدات والعنف من جانب متمردي «طالبان»، ومع ذلك تم نقل صناديق ممتلئة تحتوي على مئات الأصوات إلى كابول لإحصائها. ويقول هؤلاء المسؤولون إنهم واثقون من أن موظفي الانتخابات وغيرهم من الجماعات الموالية لكرزاي قد قاموا بتعبئة تلك الصناديق بالبطاقات الانتخابية. وفي مقاطعة «ورداك»، حيث هدد المتمردون الناخبين من خلال لافتات تحذيرية، ونيران الصواريخ التي تطلق باتجاه مراكز الاقتراع، وصف مسؤولو مراقبة الانتخابات الإقليميون وضعاً مشابها للوضع السابق. فمثلا يقول «روشاناك»، الطبيب وعضو البرلمان عن المقاطعة، إنه وبسبب تهديدات «طالبان» فإن مراكز الاقتراع في عواصم المقاطعات هي فقط التي فتحت أبوابها. ورغم ذلك فإنها لم تستقبل سوى عدد محدود من الناخبين. ويقول «روشناك» الذي قدم عدة شكاوى انتخابية: «لم تكن لدينا أي انتخابات في الحقيقة، لدرجة أنني شخصيا لم أتمكن من الإدلاء بصوتي بسبب تلك التهديدات، ولا أتوقع أن يكون عدد الذين أدلوا بأصواتهم في المقاطعة بأكملها قد تجاوز عدة مئات -رغم أنه قد تم إرسال 52 صندوقاً مليئة بالبطاقات الانتخابية إلى كابول». وقال روشناك إن أحد الصناديق التي عبئت على عجل وبشكل غير متقن، احتوى على تذاكر انتخابية كاملة لم يتم قطعها عند الجزء المخرم. وينهي كلامه بالقول: «إذا ما تم اعتماد هذه الانتخابات، فلا أحد في أفغانستان سوف يثق بعد ذلك في أي انتخابات يجري عقدها». باميلا كونستابل -أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©