الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحزن يوحد المصريين والأزهر و«العسكري» ينعيان شنودة

الحزن يوحد المصريين والأزهر و«العسكري» ينعيان شنودة
19 مارس 2012
في أجواء مفعمة بالحزن وحدت المصريين، توافد آلاف الأقباط والقساوسة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة أمس على جثمان البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية الذي توفي السبت عن عمر يناهز 88 عاما بعد أربعة عقود أمضاها على رأس أكبر طائفة لمسيحيي الشرق. ونعت العديد من الشخصيات المسلمة والمجلس العسكري الحاكم والأزهر الشريف، البابا شنوده الذي تم إلباس جثمانه الملابس الدينية الرسمية ووضع على كرسيه البابوي قبيل ظهر أمس، وسيبقى كذلك لمدة ثلاثة أيام حتى يتمكن جمهور الأقباط من إلقاء نظرة الوداع عليه قبل تنظيم قداس الجنازة في مقر كاتدرائية الأقباط الارثوذكس بالعباسية في القاهرة يوم الثلاثاء، بحسب مصادر الكنيسة. وارتدى الأقباط المتوافدون على الكاتدرائية ملابس الحداد السوداء وكان العديدون منهم يبكون. والتقط عدد منهم بواسطة كاميرات هواتفهم المحمولة صورة أخيرة لزعيمهم الروحي. ومنذ مساء السبت بدأ الأقباط يتوافدون على الكاتدرائية فور سماعهم نبأ وفاة البابا الذي لم يعرفوا غيره راعيا لطائفتهم منذ أربعين عاما. ونعت العديد من الشخصيات المسلمة والمجلس العسكري الحاكم البابا شنودة في حين عكست الصحف الشعور العام بالتأثر لغياب البابا الذي كان وجها مألوفا لدى المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين. وعنونت صحيفة المصري اليوم “مصر تبكي” بينما كتبت الأهرام في صدر صفحتها الأولى “البابا شنوده.. وداعا”. وذكرت وسائل إعلام حكومية أن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة منح المسيحيين العاملين في مؤسسات الدولة إجازة ثلاثة أيام لوداع البابا. ونعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة البابا شنودة. وعبر في بيان عن الأمل في “أن تتحقق امانيه الغالية والتي عمل عليها بإخلاص وأمانة طوال حياته للحفاظ على وحدة مصر ووحدة نسيجها الوطني”، وقال الأزهر في بيان إن مصر “فقدت أحد كبار رجالاتها المرموقين في ظروف دقيقة بالغة الحساسية، هو الفقيد الكبير الحبر الأعظم قداسة البابا شنودة الثالث - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية”. وأضاف البيان أن الأزهر بكل مؤسساته “يذكر للراحل الكبير مواقفه الوطنية الكبرى” و”يذكر بكل الإكبار والتقدير موقفه من قضية القدس الشريف وفلسطين العربية وصلابته في الدفاع عنها وعن تاريخها ومقدساتها”. وبناء على وصيته، سيتم دفن البابا شنودة الثالث في دير وادي النطرون الواقع في منتصف الطريق تقريباً بين القاهرة والاسكندرية. وكان شنودة الثالث حددت إقامته في دير الأنبا بشوي بوادي النطرون عام 1981 في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات الذي كان على خلاف كبير معه. وتولى الأنبا باخوميوس الثاني أسقف البحيرة موقع قائمقام البابا إلى حين انتخاب بابا جديد. ويعد الأنبا باخوميوس الثاني في ترتيب أقدمية الترسيم بعد الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط الذي اعتذر عن تولي الموقع لأسباب صحية. 1وستبدأ إجراءات اختيار بابا جديد بعد الأربعين بفتح باب الترشيح للموقع وفقا للقواعد المعمول بها في الكنيسة القبطية، وليس هناك من موعد محدد أو أي سقف زمني لاختيار البابا الجديد. وكان تم انتخاب البابا شنودة في عام 1971 لخلافة البابا كيرلس بعد سبعة أشهر من وفاة الأخير. وتقوم المطرانيات المختلفة في مصر بترشيح وتزكية أساقفة لتولي منصب البابا ثم تعرض أسماء المرشحين على جمعية ناخبين تضم أعضاء المجمع المقدس والنواب الأقباط في البرلمان والوزراء الأقباط وأعضاء المجلس الملي. وبعد عملية الاقتراع يتم إجراء “قرعة إلهية” بين المرشحين الثلاثة الذين حصلوا على أعلى الأصوات. وبدأ الأساقفة الأقباط في جميع أنحاء مصر وفي العالم التوجه إلى القاهرة للمشاركة في تشييع الجنازة. ويمثل الأقباط ما يتراوح بين 6% و10% من قرابة 82 مليون مصري. وكان شنودة الثالث، الذي أصيب أخيرا بأورام في الرئة ثم توفي من جراء أزمة قلبية السبت، متشددا في المسائل العقائدية ورفض أي تعديل في قواعد طلاق الأقباط الصارمة. وأيد البابا الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان يعتقد انه يحمي طائفته من المتشددين، وتبنى الموقف ذاته مع المجلس العسكري الحاكم منذ توليه السلطة في 11 فبراير 2011.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©