مقتل 16 من «القاعدة» بقصف بحري وجوي على زنجبار

قتل مدرس أميركي أمس برصاص مسلحين في مدينة تعز اليمنية في عملية تبناها تنظيم “القاعدة”، وذلك بعد ساعات من مقتل 16 مسلحا متشددا في قصف بحري يعتقد أنه أميركي، استهدف ضواحي مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين جنوب اليمن. وقالت مصادر أمنية ان الاميركي الذي لم يتم الكشف عن اسمه رسميا بعد، كان يعمل مدرسا للغات ونائبا لمدير المعهد السويدي للغات في تعز. وأوضحت ان مسلحين كانا على دراجة نارية اطلقا النار عليه بينما كان يقود سيارته في منطقة صنع على الطريق الدائري بالمدينة. ولاذ المسلحان بالفرار بحسب المصادر فيما فتحت السلطات الأمنية تحقيقا في الواقعة. وافادت السفارة الاميركية في صنعاء بأن لا معلومات لديها حول الشخص الذي قتل، مشيرة الى انها ما زالت تتحرى عن الموضوع. وتبنى تنظيم “القاعدة” عملية اغتيال المدرس الاميركي زاعما “انه من المنصرين”. وقال ضابط في البحث الجنائي “ان العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة”، الا ان مصدرا امنيا آخر رجح ان يكون الهجوم قد نفذته “عناصر تخريبية غير منضبطة”. واشارت مصادر امنية الى ان منفذي الهجوم كانا يرتديان زي الحرس الوطني، كما ذكرت ان التحقيق توصل الى خيوط أولية. وجاءت الحادثة بعد يومين من الاعلان عن قيام مسلحين بخطف سويسرية واحتجازها في محافظة شبوة، فيما وجهت اصابع الاتهام ايضا في هذه العملية الى “القاعدة”. وحسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” ومصادر صحفية أخرى، فإن الأميركي القتيل يدعى جوبل شرم، وكان نائبا لمدير المركز السويدي لتعليم اللغات، منذ أكثر من عام ونصف العام. وقال مدير أمن محافظة تعز، العميد علي السعيدي، إن الأجهزة الأمنية تقوم بعملية بحث واسعة للقبض على مرتكبي هذا العمل الإرهابي الغادر لإحالتهم إلى أجهزة العدالة لينالوا جزاءهم العادل والرادع. وكان مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أكدوا مقتل أميركي في تعز، حسبما أفادت شبكة “سي إن إن” الإخبارية. وقال أحد المسؤولين بوزارة الدفاع “إن التحقيقات جارية حالياً، لمعرفة تداعيات هذا الحادث، باعتبار أنه الأول من نوعه ضد مواطن غربي في تعز”. إلى ذلك، اكد مصدر محلي طلب عدم الكشف عن اسمه مقتل 16 متشددا من “القاعدة” بهجوم بحري بالصواريخ على الضاحية الشمالية الشرقية لزنجبار فجر امس. واشار إلى ان القصف “قد يكون اميركيا”. بينما افادت مصادر محلية في مدينة جعار المجاورة التي تسيطر عليها “القاعدة” ايضا، بأن جثث المقاتلين الـ 16 الذين قتلوا نقلت الى جعار ودفنت في مقبرة داخل مصنع للاسلحة. واشارت المصادر الى ان الطيران اليمني شن غارات فجر امس على جعار وقصف مقبرة شميلة في الضاحية الجنوبية للمدينة. وأفاد سكان محليون في جعار شمال غرب زنجبار “بأن مقاتلة حربية يمنية قصفت منطقة أسفل جبل “خنفر”، المطل على البلدة التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم “القاعدة” في أبين. وكثفت السلطات اليمنية مؤخرا عملياتها ضد تنظيم “القاعدة” الذي يسيطر على قطاعات واسعة من محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين. وكان الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي تعهد أثناء تنصيبه أمام البرلمان أواخر الشهر الماضي بالقضاء على تنظيم القاعدة في بلاده “باعتباره واجبا دينيا ووطنيا”. ومن المقرر أن تعقد اليوم الاثنين في واشنطن اجتماعات بين قادة الجيشين الأميركي واليمني، حسب وكالة الأنباء اليمنية. وقال قائد أركان الجيش اليمني اللواء الركن أحمد الأشول إن الطرفين سيبحثان مجالات التعاون العسكري القائم بينهما، خصوصا مجالات التدريب والتأهيل العسكري، ومكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية.