ثلاثة كتب عن القدس تصدر في دمشق

بمناسبة احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 أصدرت وزارة الثقافة السورية ثلاثة كتب جديدة عن المدينة ضمن سلسلة «آفاق ثقافية مقدسية»، تناول الكتاب الأول «تاريخ الحرم القدسي»، وجاء الثاني بعنوان «رحلات من دمشق إلى القدس»، والثالث «القدس الشريف». وضع الكتاب الأول «تاريخ الحرم القدسي» المؤرخ الراحل عارف العارف ابن مدينة القدس، المولود فيها عام 1892 والمتوفى عام 1973، ويمثل عارف العارف في كتاباته ذاكرة فلسطين، فقد دأب على كتابة يومياته يوماً بيوم خلال أربعين عاماً، فبدأها قبل قرار التقسيم وتوقف عنها في عام 1971. ويعد كتابه عن تاريخ الحرم القدسي مرجعاً مهماً من المراجع التي تؤرخ للمدينة المقدسة. أما الكتاب الثاني لمؤلفه أحمد سامح الخالدي فيندرج تحت عنوان أدب الرحلات، ويتحدث عن أربع رحلات حج إلى المدينة المقدسة، قام بها ثلاثة أعلام دمشقيين، هم عبد الغني النابلسي الصوفي والشاعر والمؤلف الشهير، ومصطفى البكري الصديقي الباحث والرحالة، ومصطفى أسعد الدمياطي. وتأتي أهمية هذا الكتاب من أنه يكشف النقاب عن مرحلة غامضة من التاريخ تمتد بين نهايات القرن السابع عشر والثلث الأول من القرن الثامن عشر، بحيث يشكل توثيقاً لفلسطين والقدس لنصف قرن حاشد بالصعوبات. ويتضمن الكتاب الثالث (القدس الشريف) دراسة تتناول التعريف بالمدينة العربية الإسلامية المقدسة وتاريخها وجغرافيتها وتطورها الاقتصادي والاجتماعي من أقدم العصور وحتى الوقت الحاضر، حيث يقدم المؤرخ المعاصر الدكتور شوقي شعث في كتابه رؤيتين تعملان معاً، رؤية المؤرخ المحترف المحايد، وهو ينقل ما ورد في كتب الآخرين، ورؤية المواطن الذي سلبت أرضه ومقدساته وذكرياته ومرابع آبائه وأجداده. فهو يمعن في التفاصيل وتفاصيل التفاصيل، مذكراً بكل أثر أو عمارة، وهدفه الحقيقي من كتابة التاريخ يكمن خارج الترف الأكاديمي الصرف، فهو هنا ـ وقبل كل شيء ـ يقارع أكاذيب المحتل الأشكنازي الغربي الذي جاء يدعي تاريخاً وآثاراً وذكريات.