الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعض الناس علاقتهم به سيئة النظافة لغة عشق للمكان

بعض الناس علاقتهم به سيئة النظافة لغة عشق للمكان
28 يونيو 2008 20:58
كما العلاقة بين الأزواج والآباء والأبناء، تتوطد وتتعمق مع الرعاية والعناية، كذلك تنشأ وتنمو العلاقات بين الناس والمكان حيث يعيشون· وكما تختلف مشاعر الناس تجاه الآخرين، فإن العلاقة بالمكان تختلف من شخص إلى آخر· فهناك من يقوّي علاقته به ويعبر عن ذلك بطرق مختلفة، وهناك من يهمله وربما يقسو عليه· العناية بنظافة المكان هي أبسط طرق التعبير عن حبنا وانتمائنا له وللأرض عموماً· هذا ما يعتقده الكثير من الناس، وذلك أضعف الإيمان في ما نقدمه إلى البقعة التي تحتضننا وتعطينا من خيرها· يؤمن أبو خالد بأن ''بيتي، حديقتي والحيّ الذي أقطن فيه قطعة مني· أحبه كما أحب أبنائي وزوجتي· ولقد تعودت وأسرتي على العناية بمكاننا يومياً، إذ ننظف باحة المنزل عند المدخل الرئيسي ونرشّها بالماء· وأنا أشعر بأنني كلما اعتنيت بها زاد حبي لها وتعلّقي بها، فلا أتخيل نفسي يوما أعيش في غير هذا المكان''· و''قمة السعادة'' عند الحاج فاضل، موظف متقاعد، هي ''عندما أعتني بمزرعتي، فأقلم الأشجار وأنظف المكان حولها· إنها عشرة عمر جميلة· فكيف لا أعتني بها وقد اعتنت بي وضمتني طوال السنوات الماضية وأعطتني من خيرها وسترتني وأسرتي· فأقل ما يمكن أن أقدمه لها هو العناية بها وتنظيفها''· إساءة يرى نايف عمر، كما يقول، إن ''ثمة أشخاصاً يعيشون في أماكن غير أن علاقتهم بها مشوّهة· فهم يسيئون إليها ليل نهار من دون أن يشعروا بالألم أو وخز الضمير· والدليل على ذلك هو وجود أماكن غير صالحة للسكن الآدمي بسبب الأوساخ التي ينشرها سكانها· فهؤلاء الأشخاص يستحقون إنزال أقسى العقوبات لردعهم''· الموقف ذاته يكرره محمد منصور، حول ''الإساءة التي يوجهها بعض الأشخاص للمدينة''· ويتذكر، على سبيل المثال، حادثة قريبة: ''مررت في الأسبوع الماضي بقرب نادٍ رياضي بعد انتهاء مباراة لكرة القدم، وأذهلني ما رأيت؛ كان الجمهور يلقي الأوساخ والقاذورات التي ملأت محيط المكان، في منظر لم أعتد مشاهدته· صحيح أن المكان عاد نظيفاً في أقل من ساعتين، وذلك بفضل جهود الجهات المختصة، لكن سلوك الجمهور غير حضاري ويعبر عن علاقة سيئة بالمكان''· وإذ يعتقد مهند أحمد أن ''العلاقة بالمكان أكبر من أن تختصر في سلوك بعينه''، إلا أنه يؤمن بأن ''العناية بنظافته هي أبسط تعبير عن الانتماء والإخلاص له''· ويشرح: ''العناية بنظافة الأشياء من حولنا تنبع من النظافة الشخصية للإنسان أولاً، فإذا كان الإنسان نظيفاً مع نفسه فهو نظيف مع محيطه سواء أكان بيته أم الشارع أو الحديقة وكل مكان يوجد فيه، ما يعكس رقيّ الإنسان وسموه من الداخل''· ويجزم: ''خلاف ذلك ينم عن تخلّف حضاري''· على الموجة نفسها يدخل طارق ياسين، الذي يؤكد أن ''الشخص الذي لا ينظف المكان من حوله هو شخص مهمل في طبعه وفي عمله وفي كل شيء، وهو يحتاج إلى إعادة تربية وتقويم للسلوك''· خلل بديهي بالنسبة إلى عنود التجار أن ''يعتني الإنسان بنظافة المكان من حوله· فهذا أمر جميل''· لذا، ترى أن ''المسؤولية في تحقيق ذلك تقع على عاتق الجميع لا على جهة معينة· فالشارع والحديقة والأرض عموماً ملك للجميع والكل ينتفع منه ومنها''· ''يجب على كل منا أن يعتبر نفسه، حين يكون في الشارع أو في أي مكان، وكأنه في بيته''· هذه ''قاعدة أخلاقية'' يجزم وسام خطيب أنه يتبعها في حياته· فهو، كما يقول، ''ممن يؤمنون بأن الناس يتحملون مسؤولية النظافة''· لقد توصل إلى هذا الشعور بالمسؤولية من خلال مشاهداته اليومية لبعض الأماكن والأزقة غير النظيفة، والتي تشير إلى ''وجود خلل في العلاقة بالمكان لدى الأشخاص الذين يسيئون إلى نظافة المكان، علماً أنهم يتأذون من ذلك''· لذا، يوجب وسام ''أن تتم توعية الناس بأهمية النظافة''· يستغرب محمود العمري ''شعور البعض بأن الحفاظ على نظافة الأماكن العامة شأن جهات معنية، وتالياً يمكن الترفع عنها وكأنها أمر سلبي ومخجل''· فمحمود يعتقد ''أن مهنة عامل النظافة راقية، وأن الشخص الذي ينظف المكان من حوله أو ينظف الشوارع هو إنسان راقٍ ونظيف من الداخل وهو يستحق التكريم''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©