الإسليح عاشق الرمل

تختلف احتياجات النباتات المحلية بحسب فصائلها، فمنها ما يجد بيئته الملائمة في أجواء معتدلة الحرارة أو باردة، كنبات الإسليح· عن وصف هذا النبات وخصائصه، يقول أخصائي البيئة المهندس عبدالرحمن السرحان: ''يصنّف نبات الإسليح من عائلة البقوليات، التي تتميز بأزهار رباعية البتلات تكون متعامدة على بعضها البعض· ويعدّ نوعاً رديفاً لنبات السلِح، لكنه يختلف عنه بأن له أوراقاً مستطيلة ومفصصة في أصله بلون أخضر· سيقانه تنبثق من القاعدة ويتجاوز عددها خمسة سيقان ترتفع مقدار 20 سنتيمتراً وهي قليلة التفرع ومنحنية· ترتفع عن الأرض نحو نصف متر، وتظهر على أغصانها زهور أرجوانية اللون وبعضها أبيض تضم أربع بتلات، أشبه بالفراشات الملونة، تنشر عبيراً زكي الرائحة، خاصة عند الشروق والغروب! ويمكن استنشاق رائحته من على بعد يصل إلى 100 متر، فيمكن التعرف على وجوده قبل رؤيته، من خلال رائحته''· وعن موطن الإسليح وأوان ظهوره وفوائده، يقول السرحان: ''ينبت في صحارى منطقة الخليج العربي وفي سهولها كذلك، في فصل الشتاء بعد سقوط الأمطار وقبيل دخول الربيع، إذ يلاحظ ظهور أزهاره في شهري يناير وفبراير وتستمر إلى أن تختفي في فصل الصيف· ترعاه الإبل كذلك فيكثر لبنها (تذكر المصادر اللغوية أن معنى يسلح، يرقق اللبن ويلين بعر الإبل) كما تفيد من أغصانه وأوراقه الغنم والمواشي''· وككل النبات في المناطق العربية، اهتم قدامى المؤلفين بنبات الإسليح وذكروه في كتبهم، فقد جاء عنه في كتاب ''تاج العروس من جواهر القاموس'' لمؤلفه محمد بن عبدالرزاق الحسيني: ''الإسليح (بالكسر): نبت رملي وسهلي معاً، ينتشر في شبه الجزيرة وعلى امتداد الصحارى العربية، ينبت ظاهراً وله ورقة دقيقة لطيفة، وكذلك سناف محشوة بحبوب تشبه حب الخشخاش، وهو من نبات مطر الشتاء يختفي مع دخول الصيف''· وورد أيضاً في كتاب ''معجم ما استعجم'' لمؤلفه البكري: ''سئلت أعرابية: ما شجرة أبيك؟ فقالت: الإسليح، رغوة وصريح وسنام اطريح، فهي بقلة من أحرار البقول وتشبه الجرجير لكنها تنبت شتاءً في الرمل''·