الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب الإلكترونية ظاهرها حلو و باطنها مرّ

28 يونيو 2008 21:02
''للألعاب الالكترونية أضرار كبيرة على عقلية الطفل· فربما يصيبه إدمان تلك الألعاب بإعاقة عقلية واجتماعية''· هل يكفي هذا التحذير الذي أطلقته دراسة سويدية حديثة لنعيد النظر في الكيفية التي نتعاطى بها مع رغبات أطفالنا الترفيهية!؟ وإذا ''غضضنا البصر'' عن الضرر المتمثل في إضاعة الوقت والمال، فهل من الحكمة أن ''نغض الطرف'' عن الآثار الصحية والنفسية والسلوكية التي تترك بصماتها على شخصية الطفل في حال تجاوز تعلقه بهذه الألعاب الحد المعقول؟ وهل من الحكمة أن نتناسى شرورها ''ومرارة'' ما تسببه من أمراض مقابل ''حلاوة'' ظاهرية تشبع نزعات طفل بريء لا يعرف ما يضره مما ينفعه؟ الاختصاصية النفسية فاطمة سجواني التي نقلت لنا التحذير الذي أعلنته الدراسة، تفسر لنا الأمر: ''إن الطفل الذي يعتاد على النمط السريع في تكنولوجيا الألعاب، ربما يواجه صعوبة كبيرة في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية، التي تكون فيها درجة السرعة أقل بكثير· ما يعرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ سواء في المدرسة أو في المنزل''· وتعارض سجواني ''المعتقد الشائع لدى العديد من أولياء الأمور والقائل إن الألعاب الالكترونية العنيفة لها بعض الفوائد، كتنمية القدرات الذهنية والعقلية للأطفال من خلال تجاوبهم السريع، وأن تلك الألعاب تحد من ذهابهم إلى الشوارع واللعب هناك والاحتكاك برفقاء السوء''· والحقيقة، تقول سجواني: ''إن ذاك المعتقد يخفي أضراراً مضاعفة على الصحة· فالألعاب الالكترونية قد تصيب الأطفال بالصرع، وقد تجعل الطفل عنيفاً، نظراً لما تحتويه من عنف· فبقاء الطفل لمدة طويلة أمام شاشات الألعاب يزيد من نشاط الشحنات الكهربائية في الخوف والقلق النفسي، ويؤدي إلى الاستئناس باللعبة والوحدة والنأي عن مجريات المجتمع· إضافة إلى أنها تضيع الوقت وتهدر المال''· لا يقف الأمر عند هذا الحد، تقول الاختصاصية النفسية: ''بل تساعد على التعود والإدمان على الجلوس، ولها تأثير مباشر في الصحة الجسدية، فتولد آلاماً في الرقبة والظهر وعضلات اليد والكف· وتؤدي أيضاً إلى عوارض التشنجات والانفعال الزائد وضعف النظر''· وتعتبر سجواني أن ''الصغار في مرحلة ما قبل البلوغ، أي ما بين 6ـ 12 سنة، هم أكثر الفئات العمرية حباً لمثل هذه الألعاب ومشاهدة أفلام العنف والمغامرة· فالطفل في هذه المرحلة يكون كثير التساؤل ومنفتحاً على عالم الخيال التسلية والتشويق والإثارة والمتعة ويتعامل مع تلك الألعاب بعفوية وحب''· وتقترح سجواني ''للحدّ من هذه الظاهرة، مساعدة الطفل لاكتساب بعض المعايير الأخلاقية والاجتماعية تبعا لسنه وقدراته، وإبعاده عن النماذج السلوكية السيئة في الأسرة، واستبدال تلك الألعاب بألعاب أخرى مفيدة تنمي لديه ملكة التفكير وتصويب الأخطاء''· وتلفت الانتباه إلى أن ثمة ''ألعاباً تعليمية وتثقيفية لها دور كبير في تنمية سلوك الطفل، وتمنحه فرصة التحكم، وهي ترفيهية أيضاً''· وتدعو إلى ''منح الطفل فرصة التحكم بالألعاب الالكترونية وتجنب الألعاب الرتيبة، التي لا تحرك سوى أصابع الكف، أما الدماغ فلا· ومن هنا، قد تتحول المشاهد العنيفة لدى الطفل إلى خبرات مؤلمة في حياته، وقد تؤدي إلى أمراض نفسية وجسمية تظهر أعراضها تباعاً''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©