تتساءل د· إيمان سيف الدين: هل الطلاق جريمة أخلاقية يحاسب عليها الدين أو القانون، ومن المسؤول عن هذه النظرة القاسية من المجتمع تجاه المرأة المطلقة، إلى متى تتحمل المرأة أوزار وخطايا المجتمع وحدها، وإلى متى نظل لا نضع الأمور في نصابها الصحيح، وهل الزواج امرأة فقط أم رجل وامرأة، ولماذا تحمل المرأة وحدها هذا العبء الثقيل من تحقير المجتمع واتهامه لها بسبب الموروثات والتقاليد التي لا تنتمي الى دين أو خلق؟·
وتجيب: ''عندما نسمع أن فلانة طلقت يتناهى إلى أسماعنا أننا أمام فضيحة أو على الأقل كارثة، وفى أحسن الأحوال طائر جريح سهل الصيد· ليس من الضروري تصنيف الطلاق كحالة سلبية، ففي أحيان كثيرة يكون نهاية مأساة وعلاج نهائي لمرض لا برء منه، وبداية لحياة سعيدة ومستقرة''·
ولا تحبذ سيف الدين ''الندم على ما فات'' بل تفضل أن تتعامل معه المرأة باعتباره ''فرصة لأخذ العبر وعدم تكرار الخطأ''· ولهذا تخاطب المرأة قائلة: ''لا تأخذي وقتاً طويلاً في التفكير، ولا تسألي نفسك مراراً، ولا تؤنبيها، ولا تجلديها، وغضّي الطرف عن من هو المسؤول عن فشل المسيرة، وناقشي كيف تواجهين وتعبرين الحدث وتصبحين أنت القائد في حياتك الجديدة· اخرجي من الصدمة سريعا، وتداركي الأمر على أرض الواقع· عيشي في الحاضر، وخططي للمستقبل، ولا تجعلي الطلاق بداية لكارثة بل اجعليه بداية لتغيير ينبغي أن يكون ايجابياً في حياتك مهما كانت الظروف· اعبري الحدث ولملمي نفسك وتجاوزي آلامك واطلبي العون والمدد من رب العالمين''·
وتلفت سيف الدين إلى دور مهم يجب أن تقوم به الجمعيات النسائية في هذا الصدد، وترى أن عليها ''تحسين نظرة المجتمع إلى المطلقة ومساعدتها على إزالة الآثار السلبية المتعلقة بالطلاق، وتعليمها كيف تندمج وتواجه نظرات المجتمع وتفرض إرادتها وتساهم في المجتمع بالتعليم والثقافة''·
وتعود سيف الدين إلى جذور المشكلة لتتساءل: ''أين دور الجمعيات الأهلية في تأهيل الشباب المقدم على الزواج؟· وتطالب هذه الجمعيات بعمل ''دورات تدريبية لتعليمهم كيفية تحمل المسؤولية، والنظرة الجادة إلى الزواج ليكون بناءاً اجتماعياً راسخاً وقائماً على أسس متينة وليس كياناً هشاً تذروه الرياح مع أول عاصفة''·
وينبغي، بحسب سيف الدين، أن يكون ''للقوانين الوضعية دور في جعل المرأة شريكة حقيقية في الحياة للزوج أثناء الزواج وعند الطلاق، بمعنى إذا ضاع منها الحق المعنوي فيبقى لديها الحق المادي الذي يكون نواة لبداية محترمة تحفظ كرامتها ولا تجعلها ذليلة بعد عز''·
وتقدم سيف الدين للمرأة جملة نصائح تعين في تخفيف الآثار السلبية للطلاق:
توجهى إلى الله عز وجل واطلبي منه العون والمدد والصبر·
اشحذي همتك بالإيمان والتقوى واستمتعي بالصلاة واجعليها قرة عينك ومنها أوصلي الدعاء مع الله·
ابحثي عن الأشياء التى تساعدك على ملء الفراغ العاطفي والوجداني بمضاعفة حبك واهتمامك بأولادك وتخفيف الصدمة عليهم، ولا تذكري والدهم بسوء امامهم أبداً، ولا ترهقي كاهلهم بالهموم حتى لا يكون الطلاق صدمة لهم تعوق تواصلهم مع المجتمع·
تواصلي مع العائلة واستعيني بالعقلاء للوقوف بجانبك، ولا تجعلي من نفسك ضحية لجلب الشفقة، بل تمتعي بحب من حولك وكوني قوية·
تواصلي مع أصدقائك القدامى واسألي عنهم ولا تجعلي الطلاق موضوعا للحديث·
اطوِ تلك الصفحة وابحثي عن جديد يؤهلك للتواصل معهم·
ابحثي عن القدرات الدفينة لديك وأيقظي إرادتك وابدأي مشاريعك المؤجلة وأفكارك التي دفنت بحجة عدم وجود الوقت، وأكملي ثقافتك ونوري عقلك واجعلي من التعليم نافذة مضيئة ونبراساً يرشدك إلى عالمك الجديد·
اهتمي بصحتك البدنية والنفسية بممارسة الرياضة، لتزيد طاقتك على الاحتمال وتجلب لك السعادة·
لا تتركي نفسك عرضة للفراغ ووسوسة الشيطان·
عدد اليوم
