ظل المحارب فانتازيا الواقع العربي

الواقع العربي هو موضوع العمل الدرامي الذي يحمل عنوان ''ظل المحارب''، وتدور أحداثه في دولة مفترضة تدعى ''كربستان''، من تأليف بشير الديك وبطولة هشام سليم وعلا غانم وباسم ياخور وعبد الرحمن أبو زهرة واحمد فؤاد سليم واحمد صيام وعبدالله مشرف وعدد من الممثلين من مصر وسوريا والأردن والمغرب، إخراج نادر جلال وإنتاج قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري· يكشف الديك أن أحداث المسلسل، التي صور 70 في المئة منها في سوريا، ''تدور في دولة افتراضية اسمها كربستان وعاصمتها ''أرابيا''، وتحمل إسقاطات على ما يحدث في دول العالم الثالث''· يضيف: ''يبدأ العمل فانتازياً، ثم يغدو واقعياً بشكل متخيل، ويتناول أمراض العالم الثالث ويتطرق إلى نظرية الزعيم الأوحد المسيطر على مقاليد الأمور الذي - على الرغم من جبروته - يخاف على نفسه ويختار شخصاً شبيهاً به كي يظهر بدلاً منه في بعض المواقف· ويركز المسلسل على اللعبة السياسية بين الداخل والخارج وتعاون القوى الخارجية مع حركات ثورية محلية''· ما يسكت عنه الديك يبوح به الفنان هشام سليم الذي يقول: ''دولة ''كربستان'' صغيرة على الخريطة إلا أن أهميتها زادت حينما اكتشف أنها ترقد فوق بحيرة بترول وثروات معدنية ويورانيوم، ما جذب إليها أنظار الدول العظمى وبخاصة منظمة ''ءط''، التي تريد عقد اتفاقية تعاون استراتيجى مع الحكومة بقيادة الجنرال ''الحديدي'' للتنقيب عن هذه الثروات واستغلالها، ما يغضب المنظمات الثورية فتعمل لإسقاط الحكومة''· يضيف سليم: ''أجسد شخصيتين متناقضتين، الأولى قائد إحدى المنظمات الثورية التي ترفض السيطرة على البلاد· وعندما أصاب إصابة خطرة تبحث المجموعة التي أنتمي إليها عن بديل يشبهني، وهكذا أؤدي شخصية أخرى، وهي دور ممثل فاشل لا يملك شيئاً سوى أنه يقرأ الكتب السياسية والفنية وحلمه أن يكون ممثلاً شهيراً· ويتم خطفه إلى كربستان لأداء دوري الذي يقتصر على إلقاء الخطب الثورية· وتتطور الأحداث ويضطر البديل إلى الاستمرار· وعندما يُكشف أمره يتهدده خطر الإعدام، إلا أن الشعب يحميه باعتباره وحد كلمة المجموعات الثورية حينما تم اغتيال قائده أبوخالد· ويطالب الشعب بتنصيبه قائدا للبلاد ولكنه يرفض وينصحهم بالقضاء على الجهل والفقر والفرقة وإعادة بناء البلاد''· يبدي الفنان السوري باسم ياخور حماسة لتجربته الأولى في الدراما المصرية، فيعتبر ''مسلسل ظل المحارب حالة فريدة في الدراما''· ويتوقع ''أن يثير نقاشاً واسعاً إذ يتناول سياسة تلك الدولة المفترضة إضافة إلى ما قامت به حركات التحرر الثورية، التي ارتكبت أحياناً أخطاء أشد فداحة من أخطاء الأنظمة الحاكمة· ويتناول العمل قضايا إشكالية عدة منها مسألة التدخل الخارجي ونهب الثروات''· وتقدم الفنانة علا غانم ''شخصية المناضلة وضابطة العمليات الخاصة''· وتصفها بأنها ''صاحبة شخصية قوية''، ما جعل علا تشعر ''بتفاؤل كبير بالمسلسل خصوصا انه يجمع بين الكوميديا والأكشن والرومانسية، ودوري فيه يمثل تحديا لي لأداء مشاهد الاكشن''· يعتبر المخرج نادر جلال ''قصة ظل المحارب واقعية وما يجري فيها يلامس ما يحدث في دول العالم الثالث بشكل عام''· وعلى الرغم من ذلك يشدد جلال على ''أن شخصيات العمل غير حقيقية''· ويفسر أسباب اختيار سوريا لتصوير المشاهد الخارجية بقوله: ''هناك تنوع فريد لسوريا لم أعثر عليه في أي دولة عربية أخرى، إذ تتوافر مناطق شديدة التنوع بحيث لا توحي بدولة محددة، وبالتالي تتوافر فيها طبيعة يمكن أن ترمز إلى الدول العربية وكذلك إلى العالم الثالث· لذا، تم تصوير عدد من المشاهد بين الصحراء والبادية والجبال والأحراش والبحر· لقد قمنا بتصوير مجموعة من المشاهد في وادي قنديل وأخرى في قلعة صلاح الدين وبحيرة سد 16 تشرين''· ويأمل جلال أن تعرض المحطات المسلسل ''من دون رقابة''· ويشرح المخرج لِمَ تم تغيير اسم المسلسل غير مرة، إذ اعتمد في البداية عنوان ''دولة مانوخوليا''، ثم ''البديل'' وثالثاً ''دولة كربستان''، ليتم الاستقرار أخيراً على ''ظل المحارب''، الذي هو ترجمة حرفية لاسم واحد من آخر أفلام المخرج الياباني الراحل كوروساوا، يقول جلال: ''وجدنا أن هذا الاسم هو الأفضل لاتساعه في التعبير عن كفاح الإنسان العربي ضد التخلف والقهر''·