الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة البلوشي: علوم الدار طفلي الذي لم أنجبه!

فاطمة البلوشي: علوم الدار طفلي الذي لم أنجبه!
28 يونيو 2008 21:05
صاحبة وجه تليفزيوني ناعم، وملامح حيادية هادئة، ونبرة أكثر هدوءاً وإن اقترنت بالحيوية والتحدي! فاطمة البلوشي، مقدمة برنامج ''علوم الدار'' على قناة أبوظبي، إعلامية تتلمس بخطى واثقة وشجاعة دربها الإعلامي· وتعمل مع كل خطوة لها في مشوارها التليفزيوني القصير على الاستفادة من كل المواقف والخبرات المحيطة بها· أعلنت تحديها لنفسها منذ وقت مبكر، ويبدو أنها تعرف جيداً ما تريد، فهي لا تتردد في أن تختم حوارنا معها بالتأكدي على أنها ستكون أشهر إعلامية خليجية خلال السنوات الخمس المقبلة· فخر وسعادة قبل أن تجيب على سؤالنا حول ''علوم الدار'' وحكايتها مع الإعلام، فضلت البلوشي أن تستعيد -في سعادة بالغة- كلمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قائلة: ''لقد شرفت بلقاء سموه خلال إحدى الفعاليات· وكم شعرت بالفخر والسعادة حين قال سموه: ''إنني أفتخر بنشرة (علوم الدار) وأنا فخور بكم كطاقم إماراتي، واعتبروا أن أبوظبي لوحة فنية تحاولون أنتم انتقاء ألوان مكوناتها، وعليكم دقة اختيار الألوان''· وتتابع البلوشي: ''هذه الكلمات البليغة الكبيرة وعميقة الدلالات، وضعتنا أمام مسؤولية كبيرة وتحدٍ من نوع آخر حتى نصبح عند حسن الظن، ونَشْرُف بهذا الوسام الذي وضعه سمو ولي العهد على صدورنا، فالمسؤولية الإعلامية تحدٍ وأمانة، ونتمنى أن نوفق كفريق عمل في انتقاء الألوان التي تقدم أبوظبي للعالم وللمشاهد وهي في أبهى صورة''· أما عن البدايات المبكرة، فتقول البلوشي: ''حلمت بالشهرة منذ طفولتي، وكنت مولعة بالشاشة الصغيرة، وانخرطت في الأنشطة المدرسية· وكان المسرح المدرسي بداية عشقي للعمل الإعلامي· بعد تخرجي في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا عام ،2005 عملت لفترة قصيرة صحفية في إحدى الصحف المحلية، وانتقلت في أول فرصة للعمل بقناة ''جيرون'' و''ميوزيك بلاس'' وكنت أول فتاة خليجية تقدم برنامجاً عن السيارات، كما قدمت عدداً من البرامج الحوارية الفنية، ونقلت أكثر من حدث رياضي على الهواء مباشرة· وهنا، اكتشفت أنني وضعت قدمي على بداية الطريق الذي عشقته وأحببته''· أحلام مشروعة رغم رغبتها في الشهرة، إلا أنها لم تكن الدافع الأساسي ولا الوحيد لاختيار الإعلام، حسب تعبيرها، إنما كانت وراءه ''رغبتي الشديدة في أن أقدم شيئاً مميزاً للناس· ولا أجد حرجاً في القول إنني دائماً أبحث عن الاختلاف والتميز في إطار أحلام مشروعة· وكانت بداية جيدة أهلتني إلى الانتقال إلى قناة أبوظبي التي اعتبرها بيتي الكبير الذي تعلمت منه الكثير رغم حداثة عملي بالقناة''· وعن خطواتها الأولى في قناة أبوظبي عبر نشرة ''علوم الدار'' تقول البلوشي: ''بعد اجتيازي الاختبارات، واختياري لتقديم نشرة (علوم الدار)، وجدت نفسي أمام تحدٍ جديد، ومن نوع آخر، لكنني اعتدت على مواجهة التحديات، والأمر الذي أخشاه كثيراً أو أخاف منه، ازداد اصراراً على اقتحامه، بل ويزداد عنادي على تحقيق النجاح، وتجاوز كل صعاب أو مخاوف أو معوقات محتملة، والحمد لله بعد فترة تدريب قصيرة، كنت عند حسن ظن المسؤولين بي، ولم أتوان أو أتكاسل في أن ''أشتغل على نفسي'' بالتدريب، وتنمية وتطوير لغتي وأدائي، والحرص على الاستفادة من تجارب الآخرين، والتركيز على أداء المذيعات الأكثر خبرة وشهرة، لاسيما اللائي يعجبني أداؤهن على الشاشة مثل: ريم مكتبي، وإيمان بنورة، وخديجة بن قنة وغيرهن، بالإضافة إلى الاهتمام بالقراءة، والاستماع إلى ملاحظات الناس، وخبرة المسؤولين في قناة أبوظبي الذين أحاطوني بالاهتمام والرعاية والتشجيع حتى شعرت بأنني أعمل في جو أسري مملوء بالود والالفة والانسجام، والتناغم المهني، وهو ما ساعد على نجاحي أنا وزميلاتي اللاتي بدأن معي، إلى جانب تشجيع الأهل والأصدقاء والجمهور، مما أشعرني بالفخر والحرص على تطوير أدائي باستمرار''· نهم إعلامي تؤكد البلوشي أنها لا تبالغ حين تقول إنها وجدت ضالتها في تقديم نشرة ''علوم الدار''، وإنها أشبعت نهمها الإعلامي ووضعتها أمام مسؤولية كبيرة، فالنشرة، حسب البلوشي، ''مجلة متنوعة تتضمن السياسة والأخبار والاقتصاد وأخبار المجتمع والفن، وتبث عبر قناة لها وزنها واسمها، وبالتالي لابد أن تكون بحجم المسؤولية''· كل هذه المعطيات جعل للنشرة رهبة في البداية، ولكي تكسر حاجز الرهبة وتتغلب على الصعوبات -تقول البلوشي- ''كان لا بد لي أضاعف ثقتي بنفسي، ومن ثم التركيز الشديد فيما أقدم، والإلمام بكل تفاصيل المواد التي تقدم حتى أكون جاهزة ومستعدة لتساؤلات الجمهور ''على الهواء'' مباشرة، لاسيما عند مناقشة قضايا الناس ومشكلاتهم اليومية· فالعمل الذي أقوم به ليس مجرد تقديم نشرة منوعات، وإنما اعتبر نفسي صاحبة رسالة إعلامية ومهنية من خلال منبر خطير وهو التليفزيون''· فاطمة التي تركز حالياً على صقل خبرتها وتطوير أدائها، لا تفكر الآن على الأقل في تقديم برامج أخرى كالمنوعات مثلاً، وتؤكد أن ''نشرة ''علوم الدار'' هي طفلي الوحيد الذي لم أنجبه بعد!· ولا أتصور أنني أتخلى عنه بسهولة· لكن ربما أفكر في تقديم برنامج آخر تراثي، أفضل أن لا أفصح عنه الآن· ولا أذيع سراً إذا قلت إنني أحلم بتقديم إحدى نسخ برنامج شاعر المليون، وأشعر أنني سأبدع فيه، أو أنني سأكون إضافة جديدة أتمناها من خلال تقديمي للبرنامج، وهو حلم قديم يصاحبني وأتمنى تحقيقه''· نظرة المجتمع مرّ وقت طويل وجرت مياه كثيرة في نهر الإعلام، حتى تغيرت النظرة المجتمعية القديمة إلى عمل الفتاة في مجال الإعلام، والظهورعلى الشاشة كمذيعة، وعن ذلك تقول البلوشي: ''أظن أن الصورة الآن تغيرت كثيراً، فالمرأة الخليجية بشكل عام، والإماراتية بوجه خاص، حظيت بفرصة العمل في كل مكان وعلى رأسها المنصب الوزاري والوظائف القضائية· وأصبحت تتمتع بكامل الحرية والاستقلالية والتقدير الاجتماعي النابع من كونها قيمة اجتماعية أصيلة جنباً الى جنب مع شقيقها الرجل· أعتقد أن النظرة السلبية القديمة لم يعد لها وجود، وأنا متفائلة بأن الغد سيكون أفضل''· لا تنزعج البلوشي من النقد، بل وتؤكد أنها حريصة على الاستفادة من أي رأي بناء من شأنه أن يفيدها ويزيدها خبرة، ويملؤها حماساً· وترى أن ''التنافس الموجود بين الزميلات في المجال نفسه أمر مطلوب وضروري، وأن التنافس بين أعضاء أسرة قناة أبوظبي تنافس تسوده روح الاخوة والمودة والإيجابية التي من شأنها الارتقاء بالأداء المهني، والهدف إرضاء المشاهد ونيل ثقته واحترامه، وإن كان هناك من نقد فلابد أن نتعامل معه بروح رياضية لكي نستفيد ونتعلم ونتطور''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©