الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرم الإبراهيمي يستند على أساسات بُنيت قبل ألفي عام

الحرم الإبراهيمي يستند على أساسات بُنيت قبل ألفي عام
27 أغسطس 2009 00:38
الحرم الإبراهيمي هو بناء في وسط مدينة الخليل يعتقد أتباع الديانات السماوية أن جثمان إبراهيم عليه السلام موجود فيه، يحيط به سور كبير يرجح أن أساساته بنيت في عصر هيرودوس الأدوي قبل حوالي ألفي عام، والشرفات الواقعة في الأعلى تعود للعصور الإسلامية. كان الرومان قد قاموا ببناء كنيسة في المكان في فترة حكم الإمبراطور يوستنياتوس، ولم تلبث أن هدمت على يد الفرس بعد أقل من مئة عام، وفي العصور الإسلامية، تم بناء سقف للحرم وقباب في العصر الأموي، وفي العصر العباسي فتح باب من الجهة الشرقية، كما عني الفاطميون به وفرشوه بالسجاد، وفي فترة الحملات الصليبية تحول الحرم إلى كنيسة ثانية، وذلك في حدود عام 1172، ولكنها عادت إلى جامع بعد دخول صلاح الدين بعد معركة حطين. وصف المسجد حديثاً يُوجد داخل السور السليماني المصلى الرئيس والصحن المكشوف وما يحيط به من أروقة وقباب وغرف ويُحد الصحن المكشوف من الجهة الجنوبية إيوان معقود والقبتان ترمزان لقبري إبراهيم الخليل وزوجته وبينهما فسحة معقودة وبجوارهما غرفة سدنة المسجد، كما توجد منارة فوق الركن الشمالي الغربي لجدار الحصن السليماني وأخرى فوق الركن الجنوبي الشرقي. ويلاصق الجدار الشرقي للحصن من الخارج مسجد الجاولي. ويلاصق الجدار الغربي للحصن من الخارج ابتداء من الركن الجنوبي الغربي غرفة سيدنا يوسف عليه السلام تعلوها المدرسة المنسوبة للسلطان حسن، والغرفة ترمز للقبر، ثم السلم (الدرج) المستحدث سنة 1950م. ساحة المسجد الخارجية وما بها من مبانٍ أثرية مثل برج السلطان سليمان وبقايا السور بينهما ورباط قلاوون وسبيل الطواشي وغيرها. مداخل المسجد حالياً ثلاثة: الأول يقع في الجنوب الشرقي للمسجد، وهو الباب الرئيسي يسلك داخله طريقاً فيه درج ثم ينعطف إلى اليسار ماراً تحت قنطرة ثم يصعد سبع درجات، وكان له درج طويل يبتدئ من الركن الجنوبي الغربي للحصن بدرجات هي عبارة عن أنصاف دوائر، إلا أن اليهود نسفوا الدرج والباب الرئيسي عام 1968. والثاني، يقع في الشمال الغربي، يتوصل إليه بواسطة 32 درجة بشكل مستقيم. والثالث يقع قرب الميضأة الغربية قبل بداية درج الباب الثاني. وقد أنشئ له حديثاً سلم بارز متعرج للوصول إلى المدرسة المنسوبة للسلطان حين وحول أحد شبابيكها إلى باب، وهذا يتنافى وروعة وضخامة البناء ولا يتناسب مع طراز المبنى من ناحية الفن المعماري الإسلامي، إلا أن هذا المدخل له أهميته خاصة عند ازدحام المصلين بعد الصلاة أيام الجمع، وتستخدمه النساء أيام الجمع أيضاً. وبالجهة الغربية من المسجد الإبراهيمي، توجد ساحة فسيحة غير مستوية تحوي بالقرب من الركن الشمالي الغربي للحصن بقايا برج، وأسواراً ممتدة إلى الحصن يقابلها من الجهة الجنوبية الغربية للحصن بالقرب من رباط قلاوون برج أثري كامل له قيمته الفنية والتاريخية وعليه لوحة تذكارية باسم السلطان سليمان بن سليم وقد أُزيل مؤخراً هذا البرج بالكامل، وبقايا السور التي بين البرجين أيضاً، وأُعيد بناء جزء من البرج ملاصق للبرج الشمالي الغربي ولكنه غير مطابق للأصل سواء من ناحية المقاييس أو الشكل أو الحجم، وثبتت عليه اللوحة التاريخية سالفة الذكر، وتحتها لوحة أخرى حديثة كتب عليها (نقلت دائرة الآثار هذا البرج من مسافة خمسين متراً من شرق مكانه الحالي 1385-1965م). وكان يلاصق الجدار الغربي للحصن السليماني ابتداء من الركن الجنوبي الغربي متجهاً إلى الركن الشمالي ميضأة حديثة وفناء مكشوف به خزان ماء يمد الميضأة بالمياه وقد أُزيل مؤخراً. ثم غرفة بها قبر سيدنا يوسف عليه السلام تعلوها القبة التي ترمز للقبر والتي بنيت في القرن العاشر زمن المقتدر بالله العباسي ثم مدرسة السلطان حين (العنبر)، مساحتها عشرون متراً طولاً وثمانية أمتار عرضاً ثم السلم (الدرج) الحديث البارز في الساحة الذي أنشئ سنة 1950م، الموصل إلى العنبر عن طريق الباب الذي كان شباكاً. وبالقرب من الركن الجنوبي الغربي للحصن، توجد بقايا رباط قلاوون الذي أنشئ في سنة 679هـ ويعلو الرباط طابق مستحدث. وقد أنشئت حديثاً استراحة سياحية على الشارع الرئيسي، (وهي بيد اليهود) في مدخل الساحة نحو عشرين متراً وبارتفاع نحو خمسة أمتار والاستراحة بوصفها هذا تسد الساحة وتحجب منظر المسجد مما أساء لروعة هذا الأثر العظيم من النواحي الفنية والمعمارية والتخطيطية، وأن هذا يتنافى مع الغرض الأساسي الذي من أجله أُزيلت المباني القديمة من حوله لتكوين الساحة وازدهار روعة هذا المبنى الإسلامي. المصلى الرئيسي هو مصلى مستطيل الشكل يتكون من ثلاثة أروقة، أوسطها أكبرها وأعلاها يوجد بالجزء المرتفع منه شبابيك جصية، وأخرى من شرائح الزجاج الشفاف وبه شرفة ذات سياج معدني محمولة على قضبان من الحديد ومعلق على السياج لافتات مكتوب بها الأسماء التالية: الله، محمد، أبو بكر، عمر، عثمان، علي، حسن، حسين، وعقود هذه الأروقة قائمة على أربع دعامات ضخمة كل منها عبارة عن أكتاف، وعمد وأنصاف عمد يعلوها تيجان وترتكز جهة الحوائط الرئيسية على أجزاء من هذه الدعامات أو على (كوابيل) دعامات كالأوتاد مثبتة في الجدران. والدعامات مؤزرة بأشرطة رخامية ملونة طبيعياً أو مطلية تقليداً للرخام، كما أن الجدران مؤزرة برخام ما بين ألواح منقوش وأشرطة ملونة، وقد تلف رخام بعض هذه الأماكن، فاستعيضت أحجار أو طلاء ممزوج بألوان الزيت بدل الرخام التالف. وملصق بالركن الشرقي من المصلى لوحتان إحداهما باللغة اليونانية نصها يدل على اسم زائر يطلب البركة والغفران، والأخرى باللغة العربية بخط الثلث تتضمن تاريخ عمل هذا الرخام أيام الناصر محمد بن قلاوون في سنة 732هـ –1332م. ويعلو الوزرة طراز من الرخام مكتوبة به آيات من القرآن الكريم هي سورة يس وتبدأ من فوق المحراب وتنتهي على يساره بقلم الخطاط إبراهيم العنتي سنة 1313هـ – 1895م. والحوائط والدعامات كافة مبيضة أعلى الوزرات ومدهونة بدهان الزيت والأسقف عبارة عن عقود متقاطعة بشكل مصلبات محمولة على أقواس ترتكز على الدعامات والجدران وجميعها مبيضة ومدهونة ومزخرفة بدهان الزيت. وبصدر المصلى في الجدار السليماني محراب مجوف مكسو بالرخام الملون وسقفه مكسو بالرخام الملون وسقفه مكسو بالفسيفساء المذهب والملون عقد المحراب ملبس بالرخام الأبيض والأسود على شكل دوائر متداخلة وأشرطة ويحيط به من أعلاه وجانبيه طراز من الرخام الدقيق النقش المطعم بالصدف، ويعلو ذلك كتابة فوق الوزرة وعلى جانبي المحراب عمودان من الرخام يحملان عقده. وفوق مدخل المغارة بجوار دكة المبلغ (المؤذن)، قبة صغيرة محمولة على أربعة أعمدة رخامية وفوق مدخلها الثاني المجاور للمنبر قاعدة قبة صغيرة محمولة على أربعة أعمدة رخامية، أما المهبط الثالث للغار فيظن وجوده بجوار الغرفة الرمزية لقبر لائقة بالجهة الغربية منها ومغطى ببلاطة مستوية مع سطح الأرضية أو البلاط وقيل: شمال مقام رفقة. نور المصلى في الجدار الشمالي للمصلى الرئيسي ثلاثة أبواب: أحدها: بالطرف الشرقي يوصل إلى رواق به الباب الرئيس للمسجد، والثاني: يواجه المحراب إلى رواق بين القبتين الرمزيتين لقبر الخليل وزوجته سارة، والثالث: بالطرف الغربي ويوصل إلى مصلى المالكية. ويدخل النور إلى المصلى الرئيسي من أربعة شبابيك جصية وأربع من شرائح الزجاج الشفاف العلوية في الرواق الأوسط، بالإضافة إلى شباكين بالجدار الشمالي من شرائح الزجاج الشفاف. وعلى يمين المحراب هناك منبر خشبي، هو المنبر الفاطمي الذي أمر بصناعته بدر الجمالي لمشهد رأس الإمام حسن بمدينة عسقلان ونقله صلاح الدين الأيوبي إلى مكانه الحالي، وهو من التحف النادرة بدقة الحفر والكتابة الكوفية وعليه تاريخ عمله سنة 484 هـ (1091م). وعلى جانبي الرواق الأوسط بين الدعامات، وعلى مقربة من المحراب، توجد حجرتان من مباني الحجر مدهونتان بدهان الزيت من الخارج ومبيضتان من الداخل، وهما مستطيلتا الشكل ذواتا سقف (جمالوني) وبداخل كل منهما مشهد من الرخام رمزاً لقبر كل منهما وعلى المشهدين آيات من القرآن الكريم واسم الآمر بعملهما الناصر محمد بن قلاوون ولكل غرفة باب خشبي وشباكان نحاسيان بأشكال هندسية مكتوب عليها «هذا قبر النبي إسحاق عليه السلام» و»هذا قبر سيدتنا رفقة رضي الله عنها، زوجة النبي إسحاق «عليه السلام»، وعلى الباب اسم صانعه الحاج عبداللطيف سنة 1200هـ. وتوجد بمؤخرة المصلى دكة المبلغ (المؤذن)، وهي من الرخام محمولة على ستة أعمدة رخامية ولها «درابزين» من الحديد ويصعد إليها بسلم حديدي حلزوني. يقع هذا المصلى شمال غرب المصلى الرئيسي، وهو رواقٌ مستطيل الشكل سقفه معقود على شكل مصلبات، جدرانه وسقفه مبيضة، وفي صدره محراب مزين بالقاشاني وباب (بالزاوية الناجمة من بروز مثمن قاعدة قبة الخليل) موصل إلى المصلى الرئيسي وبمؤخرته باب موصل إلى المدرسة المنسوبة للسلطان حسن، وباب موصل إلى المئذنة وفي وسطه باب للغرفة الرمزية لقبر سيدنا يوسف عليه السلام، ويوجد بينه وبين الفناء المكشوف عقدان كبيران، في كل منهما شباك حديث من الزجاج له إطار خشبي وبسقف هذا المصلى توجد فتحتان يغطي كلاً منهما قبو صغير أصم لا فائدة منه، وهذا المصلى خصص للنساء في السابق ومازال. وهو مصلى مكون من ثلاثة أروقة معقودة على شكل مصلبات تحملها دعامات مربعة الشكل، ولها قبة حجرية في رقبتها شبابيك صغيرة ذات مصراع فيه زجاج، وبعض جدرانها الخارجية من الصخر الطبيعي، وبينها وبين الممر الذي يفصلها عن السور السليماني دعامات من الحجر حاملة للعقود وقد نحت محراب المصلى في الصخر وكسي تجويفه وعقده بالرخام. وقد اقتطع من مؤخرة المسجد مصلى للنساء بجدار حديث إلا أنه أُزيل في الستينات لأسباب مختلفة وقد عليت أرضية المؤخرة ثلاث درجات، وتصلي النساء اليوم في مصلى المالكية، كذلك فإن الجدران والدعامات وبطنان المصلبات والقبة مبيضة، وأما جدران الحصن من جهة الممر، فهي مؤزرة بالرخام الذي ينتهي من أعلى بطراز مكتوبة فيه آيات من القرآن الكريم ومدخل الممر من جهة المدخل الرئيسي مكون من بابين تفصلهما فسحة مستطيلة ويكتنف كلاً منهما شباكان، ويعلوه مصراع نصف دائري وطليت الجدران بالجير ويعلو بعض أجزائها طراز من الرخام مكتوب به اسم الناصر محمد بن قلاوون، وتاريخ إنشاء الجاولي سنة 720هـ (1320م)، تعلوها لوحة باللغة التركية سنة 1062هـ (1652م). وصف الغار الشريف اشترى إبراهيم عليه السلام الغار من عفرون بن صوحار الحثي بأربعمائة درهم ليدفن زوجته السيدة سارة، ثم توفي إبراهيم عليه السلام فدفن حذاءها من جهة الغرب، ثم توفيت رفقة زوجة إسحاق فدفنت حذاء سارة من جهة القبلة ثم توفي إسحاق فدفن حذاء زوجته من جهة الغرب، ثم توفي يعقوب عليه السلام فدفن عند بابي المغارة، وهو حذاء قبر إبراهيم عليه السلام من جهة الشمال. ثم توفيت زوجته لائقة فدفنت بحذائه من جهة الشرق، ثم وضع أولاد يعقوب حائطاً حول المغارة ووضعوا علامات القبور في كل موضع، وكتبوا على كل قبر اسم صاحبه وأغلقوا بابها ثم بني السور العظيم الموجود حالياً والمشهور بالسور أو الحير السليماني، وبنى المسلمون بعد ذللك مسجداً فوق الغار. وللغار اليوم فتحة مغلقة بالباطون واقعة على شمال المنبر داخل المصلى الرئيسي وبين فتحة الغار من الداخل ودرج الغار مسافة بارتفاع متر ونصف المتر ويعد درجه بخمس عشرة درجة تنتهي بسرداب منظم عرضه حوالي سبعين سنتمتراً وارتفاعه حوالي ثمانين سنتمتراً وبطول عشرين متراً ويقع على جانبيه باقي قاعات الغار السفلية وفي اتجاه الشمال بانحناء شديد ينتهي إلى الغرفة التي تقع تحت فتحة باب الغار، وهو المنزل الثاني الذي تسرج فيه القناديل، والواقع بجانب سدة المؤذنين، ويظن أن هناك منزلاً ثالثاً يقع غربي مقام السيدة لائقة، وهو مغطى ببلاطة مستوية مع الأرضية، أما فتحة المنزل الثاني فهي مستديرة في أعلى أرضية المسجد على شكل باب بئر، القسم العلوي منه عليه بلاطة رخامية قطرها ثمانية وعشرون سنتمتراً وأما القسم السفلي فقطره مماثل للعلوي وسمك الصخرة تحت الفتحة متر تقريباً. وتقدر مساحة هذه الغرفة، التي تحت الفتحة، بثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار تقريباً وارتفاع سقفها حوالي خمسة أمتار وأرض الغرفة يغطيها بلاط حجري وجدرانها مطلية بالشيد وارتفاع جدرانها متر ونصف المتر تقريباً بشكل مستقيم، ثم بعد ذلك تبدأ بالتحدب ويوجد جداران طويلان بني عليهما قوس من الحجارة. وقرب أعلى ارتفاع للسقف توجد الفتحة الموجودة فيه، والتي تسرج فيها القناديل وفي الزاوية القبلية منها محراب من الطراز المملوكي يحتوي على مقرنصات أتلف جزء منها بفعل التخريب، وعلى أرض الغرفة حجارة منتظمة الأشكال ملقاة بشكل عشوائي، وهناك بلاطة رخامية كسرت حديثاً بفعل التخريب قياسها مائة وعشرون سنتمتراً في ستين سنتمتراً مكتوب عليها بالخط الكوفي المشجر»لا تأخذه سنة ولا نوم له».. وقطعة حجرية مكتوب عليها باللغة اللاتينية (abraham) وترتفع أرضية هذه الغرفة عن مستوى السرداب حوالي 30-40 سم. وفي ملتقى نهاية السرداب مع الغرفة، توجد فتحة تنتهي إلى نفق طوله متران ونصف المتر تقريباً، وارتفاعه مع التراب الذي طمره حديثاً حوالي مائة وعشرين سنتمتراً، وهناك حفر حديث في جوانبه وجدرانه التي هي من الصخر الناري سهل الحفر وسقف هذا النفق من حجارة البلاط وينتهي بفتحة ضيقة صغيرة ينزل إليها حبوا وتفضي إلى نفق آخر قد طمر بالتراب حديثاً وطول هذا النفق 3 أمتار يتعذر الحبو في نهايته بسبب تراكم التراب.. وجداره الأيسر قد ليط بالشيد وحالته رطبة، وهناك قاعات أخرى للغار منع التراب الذي طمرها من الدخول إليها ومعرفة وضعها.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©