الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ

يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
27 أغسطس 2009 00:39
لقد بعث الله - تعالى - نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ومعه آخر رسالة سماوية، فجاءت عامة للإنس والجن ، وقد تضمنت أمرين الرحمة والعالمية قال سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» وتميزت بصفات وخصائص تتناسب مع اختلاف أحوال الناس وظروفهم، فمما تميزت به الشمولية والتيسير في أحكامها وتشريعاتها ، فجميع الأحكام الشرعية يستطيع الكل القيام بها على الوجه الذي أراده الله - تعالى - ورسوله صلى الله عليه وسلم : «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ» وقوله أيضًا: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر»َ ، وقوله عز وجل: «يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا». ولذا لما تكلم أهل العلم عن مفهوم اليسر والتيسير قالوا: فهو تطبيق الأحكام الشرعية بصورة معتدلة كما جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، من غير تشدُّد يُحرِّم الحلال، ولا تميُّع يُحلِّل الحرام. (فهذا الدين العظيم قائم على اليسر ورفع الحرج ابتداء من العقيدة وانتهاء بأصغر أمور الأحكام والعبادات بشكل يتوافق مع الفطرة الإنسانية وتتقبله النفس البشرية من غير تكلف أو تعنت). ولو نظرنا في الأحكام الشرعية ابتداء من الصلاة التي هي أعظم ركن بعد الشهادتين وكيف كان هذا الركن العظيم يتوافق في أدائه مع جميع الحالات التي يكون عليها الإنسان لرأينا رحمة الله في هذه الأمة بتشريعات فيها اليسر والتيسير فنرى مثلا التيمم بالتراب عند عدم وجود الماء أو عند تعذر استعماله والرخصة في السفر: وذلك بقصر الصلاة الرباعية المفروضة ، والجمع بين صلاتي الظهر والعصر وكذا المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير. والذي لا يستطيع القيام يصلي على حسب استطاعته قاعدا أو مستلقيا. وفريضة الزكاة: لم تأت على جميع الممتلكات والأموال ، وإنما اقتصرت على بعض الأصناف - وأن تبلغ النصاب، وأنه لم يجعل دفع الزكاة إلا مرة واحدة في السنة، وذلك بعد أن يحول عليه الحول، و مقدار المال الواجب دفعه للزكاة قليل جدًّا بالنسبة للمال الذي يوجب فيه الزكاة. وفي الصيام: لم يفرض إلا شهرا في السنة، لقوله تعالى: «أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ». وهذا تيسير وسعة في زمن هذا الفرض ، يستطيع المؤمن أداءه بصورة مقبولة من غير عنت ولا مشقة . وأن وقت الصيام من الفجر إلى غروب الشمس، ومن أفطر خطأً أو ناسيًا فإنه يكمل صومه ، ولا حرج عليه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ، وجواز الإفطار عند السفر أو المرض ومن لم يستطع الصوم يقضي أو يطعم إن لم يستطع القضاء. وتأخير السحور وتعجيل الفطر، كل ذلك يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وفي الحج كذلك لم يفرضه الله تعالى إلا لمن استطاع إليه سبيلا وجعله مرة في العمر. فمنهج التيسير هو منهج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ومن يتركه أو يجهله فهو لم يفهم هذا الدين كما أراده الله - تعالى - لعباده، وكما بيّنه لهم رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الفهم الخاطئ حتى يولد لدى صاحبه تصورات وأفكارا بعيدة عن روح هذا الدين، ويحسب أنه يحسن صنعًا. طالب الشحي مدير إدارة الوعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©