الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المنسف» سعيد المائدة الأردنية

«المنسف» سعيد المائدة الأردنية
27 أغسطس 2009 00:42
أتاح رمضان فرصة الالتقاء بعائلة الدكتور غسان طاهر طلفاح الخبير في الاقتصاد الإسلامي وعائلته السيدة نجلاء حسين وأولادهما الثلاثة طاهر، رزان، عبدالرحمن. وكانت فرصة طيبة لـ«دنيا الاتحاد» أن تستقبلنا هذه العائلة الكريمة على مائدة الإفطار في الأيام الأولى من هذا الموسم الرمضاني الزاخر بالألفة والتواصل والإحسان. كانت السيدة أم طاهر تقوم بوضع اللمسات الأخيرة لترتيب المائدة، والجميل أن أبو طاهر راح يساعدها في إعداد السفرة، ويبدو أن الأطفال معتادون على هذا الجو من التعاون الجميل فراحوا يشاركون الوالدين بنقل الصحون والملاعق والكؤوس إلى الطاولة. جلست أتأمل المكتبة واللوحات القرآنية على جداري الغرفة، وعلى الجدار المقابل تصدرت لوحة من السجاد تمثل البتراء وهي من أهم الآثار التاريخية القديمة في المملكة، كان الجو الرمضاني واضح على وجوه الأطفال وهم ينتظرون مدفع الإفطار، لكن صوت الأذان جاء من المسجد المجاور تناولنا مع أفراد الأسرة الماء وحبات من التمر، مع رشفات منعشة من القهوة المرة بالفناجين التقليدية بإطارها المزخرف الجميل. وبعد صلاة المغرب، أخذ الجميع أماكنهم حول مائدة الإفطار وجلس الأطفال معنا بينما وضع الصغير عبدالرحمن (سنة ونصف) في كرسيه العالي بين والديه، وفي هذا الجو العائلي الحميم شعرت أني في بيت أخي أو أختي. كان المنسف الأردني المعروف يتوسط المائدة، وهو يتألف من طبقة من الخبز الرقيق والأرز المطبوخ بمرق اللحمة وفوقه قطع كبيرة من لحم الضان المسلوق بالعظم مزين بأنواع من المكسرات والبقدونس، وحوله قدرة (الجميد) وهو من اللبن المعد بطريقة خاصة. والمنسف، كما تقول أم طاهر، لا يقبل أي نوع من البهارات غير حب الهال والكركم كما يقبل عروق الميرمية والزعتر، وهو من الأكلات العريقة لأنه مستوحى من البيئة ويمتاز بالمواد المأخوذة من البيئة ذاتها أيضا كاللبن والميرمية والزعتر، وهو يقدم في الولائم الكبيرة والأعراس حيث يكون في اليوم التالي غداء لكل من حضر العرس من الأقارب والجيران والأصدقاء. وتضيف أم طاهر: «في أماسي رمضان المبارك عندنا ولائم كثيرة، هناك وليمة خاصة لأهل الزوج، وبعدها وليمة لأهل الزوجة، ثم لكل النساء من أقرباء الزوجة. وعندنا (المكمورة) الخاصة بأهل الشمال وهي مؤلفة من رقائق العجين يوضع فيها البقلة المقلية بزيت الزيتون مع لحم ضان أو دجاج مسلوق وطبقات أخرى من العجين وتشوى على مهل في فرن حوالي ثلاث ساعات لتنضج». ويقول أبو طاهر: «الطبخ العربي لم ينتشر بشكل مطاعم حديثة لأننا لا نحسن تسويق مأكولاتنا، علما بأنها منافسة لجميع المطاعم العالمية، وهي مستساغة من قبل كثير من الشعوب». وتضيف أم طاهر: «أجود أنواع الجميد العربي يأتي من الكرك، وكذلك جرش مشهورة بالألبان والأجبان، وأسعارها غالية لأنها من الألبان الطبيعية. أما في السحور فيتناولون أكلات خفيفة، والأولاد يحبون أن يفيقوا على السحور، ومن الحلويات الحلبة وتخلط بالسميد والطحين الأسمر وزيت الزيتون ثم تشوى ويوضع عليها القطر». أما القهوة العربية فهي دائما بعد الطعام، وفي الأعياد يصنعون المعمول والغريبة وأقراص العيد. وفي ختام المائدة كانت جلست مؤانسة عن ذكريات في الماضي مع كأس الشاي لنودعهم شاكرين لهم لطفهم وكرمهم وحسن الاستقبال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©