السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادية الجندي: أنا امرأة شاعرية لا أنياب لي ولا مخالب

نادية الجندي: أنا امرأة شاعرية لا أنياب لي ولا مخالب
28 يونيو 2008 21:10
نادية الجندي، فنانة من نوعية مختلفة تماماً وتؤمن بأن حياتها الخاصة ملك لها وحدها، وتحيطها بسياج من السرية والسلك الشائك· وعندما اتصلنا بها لنكتشف وجهها الآخر اشترطت ألا ندخل المناطق الشخصية في حياتها، رغم ذلك حاولنا الاقتراب منها، وهذا بعض البوح الذي حصلنا عليه لـ''أمام المرآة''· تقول نادية الجندي: ''كنت طالبة بمدرسة (الليسيه) الفرنسية بالإسكندرية، وتقدمت للاشتراك في مسابقة ملكة جمال الربيع· كان عمري وقتها اثني عشر عاماً، وحصلت على اللقب وكانت الجائزة تمثيل دور في فيلم· عارضت أسرتي المحافظة فكرة التمثيل، فلم يكن هناك أي فرع فني في العائلة، لكنني صممت لعشقي للتمثيل وبدأت مشواري الفني الصعب المملوء بالأشواك· كانت البداية - تضيف الجندي - دوراً كبيراً في فيلم ''زوجة من الشارع'' 1960 للمخرج الراحل حسن الإمام وبطولة عماد حمدي وهدى سلطان وكمال الشناوي· أديت دوري بجدارة وتنبأ لي الجميع بمستقبل كبير، وفي هذا الفيلم جذبت نظر النجم الكبير عماد حمدي وتزوجنا· كان قد تجاوز الخمسين عاماً بينما كنت في التاسعة عشرة من عمري ولكن من التي كانت تستطيع رفض الزواج من أحد نجوم السينما الأوائل في ذلك الوقت وأثمر الزواج ابننا الوحيد (هشام)''· واتهمت نادية الجندي بأنها تزوجت عماد حمدي لتحقق أحلامها الفنية ليس أكثر، لكن نادية تؤكد أن ''هذا غير صحيح، فقد أحببته بالفعل بسبب عطفه وحنانه وتوجيهه لي وإيمانه بموهبتي ووقوفه معي، وظلت معرفتنا قبل الزواج شهوراً في إطار جيد حتى اطمأن هو لي· وكان يخشى فارق السن لكنني بددت هذا الهاجس''· وعن سبب بعدها عن تجمعات ومناسبات الوسط الفني قالت نادية الجندي: ''لا يوجد وقت عندي للمجامـــلات، وكـــل وقتي لعملي، ولا أحب الســـهـر ولا الصخب أو التجمعات واهـــتم بالتفكــير في أعمالي وما يرضي جمهوري''· ''الاعتدال في كل شيء وعدم المبالغة'' هو سرّ شباب نادية الدائم، تقول: ''دائماً أنا معتدلة في حياتي سواء في السهر أو الخروج أو العمل والراحة والرياضة والأكل· فإذا كان الإنسان عليه التزامات، فإن الفنان عليه التزامات أكبر وتحفظات أكثر، وعليه أن يحافظ على صورته أمام الجمهور إلى جانب الراحة النفسية· ومهما فعل الإنسان فلن ينال غير المكتوب له، وإذا توافرت راحة البال والنقاء الداخلي ينعكس ذلك على وجه المرء وحالته النفسية''· مع هذه النزعة الواضحة إلى الرضا والقناعة، تشعر نادية أحياناً أنها حُرمت من أشياء كثيرة، وأنها دفعت ثمناً غالياً من صحتها وأعصابها لكي تحقق ذاتها· وتفسر الأمر بقولها: ''عشت ولا أزال في قلق كبير وصراعات لا تزال رواسبها في وجداني، وكلما نجحت قابلت نفوساً مريضة لكنني لا أنظر خلفي ولا أهتم، وإن كنت لا أنكر أن ما يحدث يترك أثراً سيئاً لديّ، ولو لم أكن أحب عملي لدرجة الجنون ما واصلت· وفي لحظات كثيرة أسأل نفسي: لماذا لا أعيش في هدوء وسكينة وراحة بال؟ لماذا يحاصرني القلق؟ وكلما نجحت أجد هجوما شديداً؟''· الاعتزال ليس وارداً عندها، ربما تقول هذه الكلمة في لحظة غضب، لكن الحقيقة التي تصرح بها: ''طالما أنني قادرة على العطاء، فلماذا أعتزل؟ وكما كان يقول المخرج الراحل حسن الامام: ''طول ما الإشعاع موجود اللمبة منورة، وحينما يذهب هذا الإشعاع تنطفئ اللمبة· وهناك نجوم تظل مشعة حتى آخر يوم في عمرها وأنا لدي الكثير لأقدمه''· تبكي نادية عندما تشاهد ظلماً، ''فالظلم وحده هو الذي يسقط دموعي خاصة أنني ظلمت كثيراً، فأنا الممثلة الوحيدة التي لم تستفد من جماهيريتها· وأنا أيضاً الممثلة الوحيدة التي نحتت مكانتها في الصخر ووسط ظروف سينمائية معقدة· وأنا مصرة على الدفاع عن المظلومين ورفع الظلم في أعمالي، أما الذي يضحكني من قلبي فهو أن أرى ضحكة طفل، حينئذ أرى الحياة بطبيعتها التي كدنا نفتقدها مع أيامنا القاسية وظروفنا الصعبة، فعندما أرى طفلاً يضحك أعود بذاكرتي إلى أيام جميلة وأحلام أجمل''· وترى نادية الجندي أن الحب شيء جميل رغم أنه أصبح عملة نادرة هذه الأيام، حيث طغى علينا حب المصالح، والوصول والسيطرة وتقول: ''القلق هو الشيء الوحيد الذي لا أستطيع أن أتخلص منه، ودائماً أقول لنفسي: أنا أحمي نفسي من كل ما يستهلك الإنسان إلا من شيء واحد هو أخطرها جميعاً وأعني القلق''· أما آخر ما تبوح به نادية، فهو: ''الجمهور يأخذ عني انطباعاً من أعمالي، فهو يراني دائماً امرأة لها أنياب ومخالب، وهذا غير حقيقي، فبداخلي امرأة شاعرية وعاطفية لأبعد الحدود، فأنا من مواليد برج الحمل، وهذا البرج معروف عنه أنه عاطفي إلى أبعد الحدود· وكل المقربين مني يعرفون أنني طفلة وأحب البساطة ولا أحب المكياج ولا السهر ولا التدخين ولا الشرب ولا حياة المجتمعات، وأحب الخضرة والطبيعة والبحر· وبعيداً عن العمل و''البلاتوهات'' أمارس حياتي العادية مثل أي امرأة· أحب النظام في حياتي· أنام مبكرة واستيقظ مبكرة لأن المرء لابد أن يستثمر كل دقيقة في حياته، ولهذا أستيقظ في السادسة والنصف صباحاً وأتناول عصير الليمون ثم أشاهد برنامج ''صباح الخير يا مصر''، ثم افتح الراديو لأستمع إلى نشرة الأخبار وأتناول فطوري، ثم أقرأ الصحف وأنا أسمع موسيقى ''كلاسيك'' وبعدها أتفق مع مديرة منزلي على أصناف الطعام للغداء، ثم أبدأ قراءة أحد الكتب أو ''السيناريوهات'' المعروضة عليّ·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©