الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توزير النساء الإيرانيات... و«فيتو» رجال الدين!

توزير النساء الإيرانيات... و«فيتو» رجال الدين!
27 أغسطس 2009 01:14
واجه القرار الذي اتخذه الرئيس الإيراني بترشيح ثلاث سيدات لتقلد مناصب وزارية، ليكن بذلك أول سيدات يدخلن مجلس الوزراء الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية في عام1979 ، انتقادات عنيفة السبت الماضي من رجال الدين، وأعضاء البرلمان، والناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة على حد سواء. وقد قال عدة رجال دين إيرانيون إن هذه الخطوة تتناقض مع تعاليم الإسلام وحثوا البرلمان على رفض ترشيحهن. وأحد رجال الدين هؤلاء هو آية الله طبطبائي الذي قال في خطبة الجمعة الماضية حسبما جاء في موقع «خبر أون لاين»: «إذا ما أصبحت المرأة وزيرة، فإن معنى ذلك سيعوقها عن أداء واجباتها الدينية على الوجه الأكمل». وأضاف رجل الدين: «نتوقع أن يتمكن البرلمانيون من المحافظة على عقولهم، والحيلولة دون هذا التعيين الذي يعد بدعة». أما الناشطون في مجال الدفاع عن حقوق المرأة ومعظهم يعمل في مراكز في العاصمة طهران، فقد أعربوا عن شكهم في قدرة المرشحات للوزارة على العمل من أجل إعطاء المرأة الإيرانية ذات الحقوق التي يتمتع بها الرجل. وإحدى هؤلاء الناشطات هي «بارفين إردلان» التي تقول: «هؤلاء السيدات لا يختلفن عنه إلا في كونهن إناثاً» وهي تشير بكلمة «عنه» إلى الرئيس الإيراني نجاد الذي ترى أنه قد قرر القيام بهذه المبادرة «لاكتساب شرعية في أوساط النساء» بعد الانتقادات التي وجهت إليه عقب الانتخابات الأخيرة. أما «نرجس محمدي» نائبة رئيسة «مركز المدافعات عن حقوق الإنسان» الذي تترأسه شيرين عبادي المناضلة الإيرانية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والحاصلة على جائزة نوبل للسلام 2003، فترى أن «الضرر الذي يمكن للسيدات المرشحات للمناصب الوزارية أن يلحقنه بالنساء، يمكن أن يفوق أي ضرر يمكن لأي رجل أن يلحقه بهن». ولا تكتفي محمدي بذلك بل تقول إن لهؤلاء السيدات عقلية تقليدية، وإنهن سيزدن من التحيز الواقع ضد النساء، لأنهن يعتقدن أن دور النساء يجب أن يكون مقتصراً على رعاية الأسرة». ومن المعروف أن القوانين المعمول بها في إيران تفرق بين الرجال والنساء في موضوعات مثل الزواج، وحضانة الأطفال، والميراث، وفي حالة الشهادة في المحاكم. ويقول زعماء إيرانيون إن المرأة والرجل قد خلقا مختلفين، وإنه من الطبيعي بناء على ذلك أن تكون حقوقهما مختلفة، حتى وإن تساويا من حيث الجوهر. يشار إلى أن الرئيس نجاد قد قدم هذا الأسبوع قائمة بأسماء 21 مرشحاً لتولي حقائب وزارية منهم 4 جنرالات، وساسة مخضرمون، وشخصيات غير معروفة بالإضافة للسيدات الثلاث. وقد دافع نجاد عن قراره باختيار ثلاث نساء لتولي حقائب وزارية وهن مرضية وحيد (50 عاماً) -وهي طبيبة أمراض نساء- لتولي حقيبة وزارة الصحة، وفاطمة آجورلو (43 عاماً) -وهي عضوة برلمان- لتولي حقيبة وزارة الرفاه والضمان الاجتماعي، وسوسن كشوارز(44 عاماً) -وهي موظفة كبيرة بوزارة التربية والتعليم- لتولي حقيبة الوزارة. وقال نجاد في دفاعه: «إن البعض يشعرون بعدم السعادة عندما يسمعون سيرة امرأة... ونحن في إيران لا نريد أن نضع فارقاً بين الرجال والنساء لأننا نرى أن كلا منهما يجب أن يكمل الآخر». غير أن ترشيح هؤلاء السيدات لن يصبح نافذاً إلا بعد الحصول على تصويت بالثقة من البرلمان، الذي أعلن بعض أعضائه، أنهم سيمتنعون عن ذلك. وأحد هؤلاء النواب هو «سلمان ذاكر» الذي ينتمي إلى كتلة رجال الدين في مجلس الشورى، وقد قال في تصريح له الأحد في محطة «فاردا نيوز» نظراً للثقافة الخاصة للإيرانيين والتي تقوم على أن الرجال لا يطيعون أوامر النساء فإن ذلك سوف يخلق العديد من المشكلات! مشيراً بذلك إلى أن هؤلاء السيدات لو تولين مناصبهن وأصدرن بصفتهن تلك أوامر للرجال المنوط بهم تنفيذها فإنهم قد لا يطيعون تلك الأوامر. يذكــر أن رئيس هــذه الكتلـة وهـو «محمـد تقي رهبار» أدلى بتصريح قال فيه: «هناك بعض جوانب عدم اليقين بخصوص قدرات النساء، وحدود تلك القدرات، وحكمهن على الأمور وهي كلها مسائل يجب على الإدارة الإيرانية أن تبدي اهتماماً بها». وقال «رهبار» إن اثنين من كبار «آيات الله» الإيرانيين قد طلبوا من نجاد إعادة النظر في القرار الذي اتخذه ولكن مكتبيهما لم يصدرا أي بيانات رسمية حول هذا الأمر حتى الآن. يشار إلى أن أياً من رجلي الدين هذين، اللذين يتبعهما عشرات الآلاف من الأنصار والمقلدين، لم يقم بتهنئة الرئيس نجاد عندما أعلنت نتائج انتصاره الساحق في الثاني عشر من يونيو الماضي، في إشارة غير معتادة في الحياة الإيرانية، على أنهما يرفضان حالة الفوضى العارمة التي سادت عقب إعلان نتيجة تلك الانتخابات. توماس إردبرينك - طهران ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©