الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مدى الحياة» وظيفة تندثر في اليابان

«مدى الحياة» وظيفة تندثر في اليابان
13 ابريل 2018 20:55
نجحت الممارسة اليابانية التقليدية التي تعتمد على التشغيل مدى الحياة في الشركات الكبرى لأكثر من عقدين، تزامناً مع الركود الاقتصادي، ولكن الوضع تبدل الآن مع تحسن الأداء الاقتصادي للبلاد، حيث يغير المزيد من الأشخاص وظائفهم، غالبًا بإغراء راتب أعلى أو ساعات عمل أقل. وقالت يوكو براون، 43 عاما، وهي متخصصة في براءات الاختراع وأمضت 17 عاما في شركة لتصنيع الإلكترونيات: «كنت أعتقد أن افضل شيء هي الطريقة التقليدية بأن أظل اعمل في نفس الشركة التي بدأت حياتي العملية بها حتى سن التقاعد، وعندما شعرت بالقلق من استمرار الأداء الجيد للشركة قررت أن أتخلى عن اعتقادي، وأن ابحث عن شركة اخرى، وعندما طالب صاحب العمل الجديد بأن أتولى بعض المهام خلال عطلة نهاية الأسبوع أو البقاء لوقت متأخر، انتقلت إلى شركة ثالثة في العام الماضي. ويرتفع عدد الأشخاص الذين يقومون بتغيير وظائفهم في اليابان خلال السنوات السبع الأخيرة، حيث وصل إلى 3.11 مليون في عام 2017، وفقًا لوزارة الشؤون الداخلية والاستعلامات في اليابان، في فبراير، كان هناك 158 فرصة عمل لكل 100 متقدم للوظائف، بالقرب من أعلى مستوى في 44 عاماً، بينما بلغت نسبة البطالة 2.5%. في علامة على المنافسة بين الشركات، شهد 29.7% من الباحثين عن عمل ارتفاع رواتبهم بأكثر من 10% مقارنة بعملهم السابق خلال العام المالي السابق الذي انتهى في 31 مارس، وذلك وفقاً لبيانات من شركة ريكروت كاريير للتوظيف. الشركات الأجنبية إن سوق العمل الأكثر مرونة هو اختبار جيدة للشركات الأجنبية التي تعمل في اليابان والتي تحاول البحث عن الأفضل، حتى لو كان عليها أن تدفع المزيد من الأموال نظير الرواتب. ولكن ربما يكون بحث الأشخاص عن وظائف أفضل أمراً أسهل عندما يكون الاقتصاد يتمتع بصحة جيدة نسبياً، كما هو الحال في اليابان حالياً، وذلك إذا ما تم مقارنة هذا الوضع في حالة الأزمات التي تترك الشركات تعاني تقلص الأرباح. وفي هذا الشهر، أصدرت الشركة اليابانية التي تدير موقع زوزو تاون للأزياء إعلان وظائف يقول إنها تسعى إلى توظيف سبعة «عباقرة»، وستدفع لكل منهم ما يصل إلى مليون دولار سنوياً. وقال يوكي كاناياما، وهو مسؤول تنفيذي في الوحدة التقنية للشركة، إن إدارة الشركة تلقت عشرات الطلبات من «عباقرة» محتملين. «في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات». وأضاف أن شخصا واحدا من الممكن أن يكون له تأثير كبير على العمل، «يمكن للشركات الأجنبية، مثل جوجل وآبل، توظيف أشخاص موهوبين نظير رواتب لا يمكن تصورها بالنسبة للشركات اليابانية». في ظل نظام التوظيف مدى الحياة، تأخذ معظم الشركات اليابانية الكبيرة محصولًا جديدًا من المجندين الجدد في كل ربيع وتقدم لهم ضماناً شبه مؤكد بأنه يمكنهم البقاء في عملهم حتى سن التقاعد، مما يؤدي إلى تراجع حاد في النشاط التجاري بسبب عدم وجود الحافز لدى الموظفين لبذل الجهود المضاعفة للإبقاء على وظائفهم، والمديرين التنفيذيين لمعظم الشركات الكبرى، بما في ذلك سوني وباناسونيك للالكترونيات وهوندا للسيارات، هم موظفون مدى الحياة لشركاتهم. تدريب العمال الجدد توفر الممارسة المتعلقة بالأمن الوظيفي للطبقة العليا من القوى العاملة حافزاً لتدريب العمال الجدد، حيث لا يوجد مخاوف من المنافسة على المدى الطويل، ولكن تم إلقاء اللوم على هذه الممارسة في التسبب في الركود وانخفاض الإنتاجية. والبطء الذي طال أمده في اليابان الذي بدأ في أوائل التسعينيات، في حين أنه أفسد النظام في بعض الشركات المتعثرة. وفي الآونة الأخيرة، ساعدت سياسة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الاقتصادية، الاقتصاد على النمو ثمانية أرباع سنة مالية متتالية. وفي الوقت نفسه، فإن تقلص عدد السكان المستمر يحد من زيادة أعداد العمال المحتملين. تضاعف عدد موظفي شركة التبغ اليابانية تقريباً عام 2017 بعد أن قفزت أرباح منافسيها العالميين، مثل شركة فيليب موريس الأميركية بسبب تطوير منتجاتها مثل بيع السجائر «التي لا تحترق»، حيث يتم تسخين التبغ لإطلاقه بخارا يحتوي على النيكوتين. وتحاول شركة التبغ اليابانية البقاء في المنافسة، حيث تعاقدت مع شركات من أجل تطوير إنتاجها خلال الفترة المقبلة. وقال المتحدث باسم الشركة اليابانية ماساهيتو شيراسو «في بيئة التنافس التي تشهد تغيرا سريعا اليوم، نحتاج إلى أولئك الذين يمكنهم الذهاب إلى المعركة من اليوم الأول». تغيير الوظائف وفي العام الماضي نشرت شركة تويوتا موتورز إعلانات على خط قطار يستخدمه العديد من المهندسين العاملين في منشآت بحثية كبيرة جنوب طوكيو تديرها شركات مثل شركة فوجيتسو المحدودة وشركة إن.إي.إي.سي كورب وتوشيبا كورب، مطالبين إياهم بتغيير وظائفهم. وقالت شوميو ايبي، وهو مستشار تنفيذي رئيسي في شركة جيه ايه سي للتوظيف، إن الأشخاص في المجالات التقنية كانوا أكثر استعداداً للبحث عن عروض العمل لأنهم رأوا كيف أن الشركات التي لم تواكب التغيير الذي يشهده العالم قد تضطر إلى خفض عشرات الآلاف من الوظائف، «لقد بدأت أسطورة نظام التشغيل مدى الحياة في الانهيار بعد أن شهد الناس العديد من الأزمات». ومع ذلك، فإن العديد من الشركات تقاوم فكرة تبديل الوظيفة والبحث عن موظفين جدد بدلاً عن موظفيها الذين لم يبلغوا بعد سن التقاعد، في العام المالي الماضي، استعان بنك أوجاكي كيوريتسو بـ 177 شخصاً من حديثي التخرج، سواء بخبرة محدودة أو من دون خبرة سابقة. وقال متحدث باسم البنك إن البنك فضل توظيف خريجين جدد ومنحهم تدريباً واسع النطاق «حتى نتمكن من تطوير وتنمية طريقة التفكير وثقافة العمل». لا يزال عدد الموظفين الذين يبدلون وظائفهم سنويًا أقل من 5% من القوى العاملة اليابانية. في عام 2016، كان متوسط سنوات عمل العامل في اليابان في شركة واحدة 12 عاماً تقريباً، مقارنةً بمتوسط 8.6 عاماً في بريطانيا، وذلك وفقًا للبيانات الرسمية. ولا يكشف مكتب الولايات المتحدة لإحصائيات عن متوسط مدة عمل الموظف، ولكن طبقاً لاحصاءات غير رسمية، فإنه يبلغ 4.2 عاماً فقط في عام 2016. وقال ريو كامباياشي، أستاذ الاقتصاد في جامعة هيتوتسوباشي: «سيرى الموظفون رواتبهم أكثر من الضعف إذا استمروا في العمل لمدة 20 عاماً، لذلك ليس لديهم الحافز للتفكير في تغيير الوظائف». وأفادت يوكو براون بأن لديها الكثير من الحوافز لتبديل الوظائف بعد أن كانت صاحبة العمل السابقة غالباً ما تضطرها للبقاء حتى الساعة التاسعة مساءً، والآن يوجد لديها المزيد من الوقت للاستمتاع بالجلوس مع ابنتها المراهقة. وأضافت «لقد تعلمت من خلال تجربتي الخاصة أنه لا يوجد ضمان بأن الشركة ستعتني بك طوال حياتك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©