30 لوحة تنقل الطبيعة الصامتة في «عيون وفنون» بالشارقة

أقامت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، مساء أمس الأول، في مقرها بمنطقة الشارقة القديمة معرض «عيون وفنون» بمشاركة 14 فنانة من المواهب الشابة المنتسبة للجمعية. افتتح المعرض هند درويش مدير متحف الشارقة للفن المعاصر وحضره محمد القصاب عضو مجلس إدارة جمعية التشكيليين والفنانة نجاة مكي وعدد من الفنانين والمهتمين، بالإضافة إلى الفنانات المشاركات في المعرض. يأتي معرض «عيون وفنون» ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية الذي يحمل في دورته الحالية شعار «فلك الفسيفساء» الذي يهدف إلى تأكيد القيمة الجمالية والروحية للفنون الإسلامية التي أسست لقوس هائل من الحوارات البصرية الرائعة الممتدة من شرق آسيا وحتى غرب أفريقيا. ضم المعرض 30 لوحة استندت على فكرة نقل الطبيعة الصامتة حسب رؤية وتواصل الفنان مع التكوين أو المنظر المراد نقله وذلك من خلال استخدام لونين مختلفين على مستوى التقنية والإيحاء وهما الإكريليك والباستيل، وأشرفت الفنانة منى الخاجة على لوحات الأكليريك التي قدمتها المنتسبات بينما أشرف الفنان عبدالرحيم سالم على أعمال الباستيل وذلك في الدورة التي عقدت في الجمعية في منتصف شهر يونيو الماضي وحتى منتصف أغسطس الجاري. وفي تصريح لـ «الاتحاد» قالت هند درويش مدير متحف الشارقة للفن المعاصر إن مثل هذه المعارض تعكس رغبة جمعية التشكيليين والهيئات الفنية والثقافية والأخرى في الدولة في خلق بيئة مناسبة للمواهب الشابة كي تعبر عن ملكاتها وطاقاتها الفنية بإشراف فنانين قديرين وأصحاب خبرة في هذا السياق. وحول انطباعها عن الأعمال المقدمة في المعرض قالت هند درويش «هناك أكثر من عمل مميز، ويدل على استفادة الطالبات من التقنيات والأساليب الفنية للدورة، ولكن هذا التميز بحاجة إلى تواصل واستمرارية مع عالم الفن الواسع والمتجدد والمشرع على تجارب جديدة ومعاصرة، وذلك حتى يحقق الفنان أسلوبه الخاص وبصمته الشخصية والذاتية التي تميزه عن الآخرين». وأشارت الفنانة خلود عبيد حنتوش المشاركة بأربع لوحات في المعرض إلى أنها استفادت كثيرا من الدورة من حيث تحويل المعارف النظرية إلى أعمال تطبيقية ويدوية، وقالت إنها استفادت من ملاحظات الفنان عبدالرحيم سالم في كيفية التعامل مع ألوان الباستيل بطريقة أكثر دقة وحرفية مقارنة بخبراتها السابقة مع هذه النوعية من الألوان، من جانبه قال محمد القصاب عضو مجلس الإدارة بجمعية التشكيليين إن هذا المعرض هو امتداد لمشروع صيفي متواصل منذ سنوات في الجمعية من أجل التواصل مع المواهب الفنية الشابة وإبراز قدراتها تحت إشراف فنانين معروفين في الساحةوعلقت الفنانة نجاة مكي على الأعمال المعروضة قائلة «دللت الأعمال المعروضة على مدى استفادة الطلبة من الدورة التي أشرف عليها فنانان يعتبران من رواد الحركة التشكيلية في الإمارات، فملامس الأشياء والعناصر كانت واضحة لدى المنتسبين للدورة، وكذلك هناك وعي واضح في استثمار التباينات اللونية والأبعاد البصرية لنقل مكونات الطبيعة الصامتة إلى اللوحة». .. ومعهد الفنون يقيم ورشة في فن الجرافيك الشارقة (الاتحاد) - في إطار مهرجان الفنون الإسلامية «فلك الفسيفساء» الذي تقيمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أقيمت مساء أمس الأول في معهد الشارقة للفنون بمنطقة التراث، ورشة في فن الجرافيك – الحفر البارز استضاف المعهد خلالها الفنان أكثم قسّام وأشرف عليها النحات عمرو فهد أستاذ النحت في المعهد. وقد شهدت الورشة إقبالا جيدا من فئات عمرية مختلفة كان من أبرزها فئة الشباب الذين أعطوا نتائج غير متوقعة لجهة تقدمها بحسب ما قال الفنان أكثم قسام والذي أضاف: إننا نركز في هذه الورشة على أن يكتسب المشارك التقنيات التي من غير الممكن له أن يكتسبها إلا بالتعلم أولا وليس بالممارسة فهي التي تتيح لهذا المشارك أن يجسد أفكاره وخيالاته على مادة اللينيليوم التي تشبه البلاستيك ثم الكيفية التي عليه أن يحفر بها في جسد هذه المادة حيث يأتي هنا دور التحبير الذي له بدوره طرائقه وتقنياته الخاصة وأخيرا الطباعة على الورق وظهور النتيجة، فالمحفور يظهر أبيض فيما يبقى ما حولها أسود أو يظهر اللون الذي استخدمه المشارك بحسب رغبته. مشيرا إلى أنه من غير الممكن تدريب الفئات العمرية الأصغر على الحفر لأن الأدوات المستخدمة قد تشكّل خطرا عليهم، لذلك نترك للكبار أن يقوموا بهذه المهمة من باب التدريب على الحفر أيضا. ولاحظ أكثم قسام أن البعض من المشاركين كشف عن موهبة مميزة تحتاج إلى رعاية ومتابعة وتحديدا الفتيات من بينهم، اللواتي أبدين صبرا وحماسة لاكتساب التقنية، فهذا الاكتساب يحتاج إلى الدأب والصبر والوقت للممارسة والإنتاج وإعادة الإنتاج، بحسب ما قال الفنان أكثم قسام. من جهته لاحظ الفنان عمرو فهد أن ورش العمل الفنية التي يقيمها المهرجان خارج المعهد أثبتت جدوى وحضورا مميزين عبر التجربة.